الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

لمواجهة انبعاثات الكربون.. هل تكون المدن الخشبية الحل الأمثل؟

لمواجهة انبعاثات الكربون.. هل تكون المدن الخشبية الحل الأمثل؟

Changed

ناقش برنامج "صباح جديد" دراسة جديدة أكدت أن الأشجار لم تعد كافية وحدها لخفض انبعاثات الكربون في العالم (الصورة: غيتي)
يمكن لبناء البيوت المستقبلية من الخشب بدلًا من الفولاذ والخرسانة أن يخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 100 مليار طن بحلول عام 2100.

يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن حاليًا، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بشكل ملحوظ بحلول عام 2050.

وتشير بعض التقديرات إلى أن البنية التحتية اللازمة لاستيعاب ما يصل إلى 10 مليارات شخص بحلول منتصف القرن، يمكن أن تتجاوز تلك التي شُيّدت منذ فجر العصر الصناعي. وهذا الأمر يفرض المزيد من انبعاثات قطاع البناء، الذي يعتبر أحد أكثر القطاعات الملوِّثة، وواحدًا من أصعب القطاعات لإزالة الكربون.

وفي هذا الإطار، أشارت دراسة حديثة صادرة عن معهد "بوتسدام" الألماني لأبحاث الأثر المناخي، إلى أن بناء البيوت المستقبلية من الخشب بدلًا من الفولاذ والخرسانة، يمكن أن يخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 100 مليار طن بحلول عام 2100، مع الحفاظ على أراضي المحاصيل الكافية لإطعام عدد متزايد من السكان.

وذكرت الدراسة، التي نشرتها مجلة "نايتشر كومينيكايشن"، أن هذه الانبعاثات تشكل 10% من الكمية اللازمة للوصول إلى درجة الحرارة العالمية المطلوبة لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ.

وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن تأمين الخشب اللازم للبناء بطريقة مدروسة ودقيقة من خلال الاعتماد على خشب الغابات الطبيعية، إلى جانب خشب الحقول التجارية، كي لا يتأثر التنوّع الحيوي في الغابات، وإنتاج الغذاء النباتي على حد سواء.

الخشب المصمّم هندسيًا يخزّن الكربون

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أبهيجيت ميشرا، من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ (PIK)، أن الخشب معروف بأنه أقلّ مواد البناء كثافة في الكربون، حيث تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون أثناء نموها.

وقال: "ينتج عن إنتاج الخشب الهندسي كمية أقل بكثير من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بإنتاج الصلب والإسمنت. كما أن الخشب المصمم هندسيًا يخزّن الكربون، مما يجعل مدن الأخشاب بالوعة امتصاص كربون فريدة على المدى الطويل".

وأشار إلى أنه يُمكن بناء مبانٍ متوسطة الارتفاع، بين أربعة و12 طابقًا، من الخشب المصمّم هندسيًا.

وبينما وجدت الدراسة أن هناك حاجة إلى حوالي 140 مليون هكتار لزراعة أشجار جديدة لتلبية الطلب المتزايد على الخشب لبناء المدن الخشبية، أوضح الباحثون أنه يمكن إنشاء حقول خاصّة لإنتاج الأخشاب على أراضي الغابات المحصودة في مكان سابق، وبالتالي لا تؤثر على الإمدادات الغذائية من خلال التهام أراضي المحاصيل.

وتتمثل إحدى الأفكار الساعية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في زيادة المساحات المزروعة. لكن دراسة علمية جديدة خلصت إلى أننا لا نستطيع زراعة أشجار كافية لتنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون.

وأشارت الدراسة إلى أنه لا توجد مساحة كافية على هذا الكوكب للحصول على الأراضي الزراعية اللازمة لإطعام البشر، بالإضافة إلى المساحة اللازمة لزراعة العدد اللازم من الأشجار.

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close