السبت 11 مايو / مايو 2024

لوقف اعتداء إسرائيل على الأقصى.. فلسطين تتحرك باتجاه مجلس الأمن الدولي

لوقف اعتداء إسرائيل على الأقصى.. فلسطين تتحرك باتجاه مجلس الأمن الدولي

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" ضمن "الأخيرة" تناقش تداعيات اقتحام بن غفير المسجد الأقصى وخيارات الرد الفلسطيني (الصورة: غيتي)
وصلت تداعيات اقتحام إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى إلى العالم حيث توالت الإدانات للانتهاك الخطير الذي ارتكبه الوزير المتطرف.

قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، التحرك فورًا في مجلس الأمن الدولي لإدانة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.

وفي حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحات المسجد لمدة ربع ساعة صباح الثلاثاء في خطوة أدانها الفلسطينيون وعواصم عربية وغربية ونواب بالكنيست (البرلمان) الإسرائيلي.

وقرر الرئيس عباس "تكليف بعثة فلسطين في نيويورك بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى من قبل أعضاء في الحكومة الإسرائيلية ومجموعات متطرفة، في انتهاك خطير للوضع التاريخي والقانوني في القدس المحتلة"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وأكد عباس، "أهمية هذا التحرك الدولي لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية".

اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحات المسجد
اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحات المسجد - وسائل التواصل

وسبق لبن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، أن اقتحم المسجد الأقصى مرارًا بصفته الشخصية وكنائب بالكنيست، لكنها المرة الأولى التي يقتحمه كوزير ضمن حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو نالت ثقة الكنيست في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي وتوصف بأنها "الحكومة الأكثر يمينية بتاريخ إسرائيل".

وفي سياق التحركات الفلسطينية، تعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الخميس المقبل، جلسة لتدارس "الاعتداءات الإسرائيلية" على المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ، في تغريدة على تويتر، إن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدعو لاجتماع اللجنة الخميس لتدارس التصعيد الاحتلالي واقتحام بن غفير للمسجد الأقصى المبارك".

وقف إجراءات إسرائيل "اللاشرعية"

وفي سياق متصل، أكد الأردن والإمارات، الثلاثاء، ضرورة وقف إجراءات إسرائيل "اللاشرعية" والتي من شأنها تقويض مبدأ حل الدولتين.

وجاء هذا التأكيد خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد وبحثا خلاله أيضًا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وفق بيان للخارجية الأردنية.

وذكر البيان أن الوزيرين أكدا "ضرورة تفعيل الجهود المستهدفة تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين إضافة إلى تنصلها من مبدأ حل الدولتين.

وشدد الوزيران على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية "اللاشرعية" التي تقوض مبدأ حل الدولتين.

كما أدانا اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، معتبرين إياه "خرقًا للقانون الدولي وتصعيدًا خطيرًا".

ودعا الوزيران إلى وقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك الذي يشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا (الدونم الواحد يساوي 1000 متر مربع) مكان عبادة خالصًا للمسلمين، بحسب البيان.

كما طالبا إسرائيل باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومسؤولياتها بصفتها "القوة القائمة بالاحتلال".

وفي غضون ذلك، قال دبلوماسيون يوم الثلاثاء إن الإمارات والصين طلبتا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع علنًا، يوم الخميس على الأرجح، لمناقشة التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى.

محاولة لتصفية القضية الفلسطينية

وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في شؤون القدس زياد بحيص، أن نتنياهو شكل حكومة تتكون من المتطرفين الصهاينة، من حزب الصهيونية الدينية والذي هو أقرب له من الناحية الأيديولوجية، مشيرًا إلى أن المسجد الأقصى يعد أحد الأهداف المركزية للحكومة الإسرائيلية بالإضافة إلى ضم مناطق في الضفة الغربية، وتعزيز الهوية الدينية لإسرائيل.

وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، يرى بحيص أن فلسطين أمام انتقال للإحلالية الصهيونية من كونها إحلالًا لأرض وسكان إلى كونها إحلالًا دينيًا، بحيث يجري التعامل مع الأقصى باعتباره مقدمة لمعركة تصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية هوية المسجد الأقصى ومدينة القدس.

ويشير إلى أن ما تغير منذ إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون على اقتحام المسجد الأقصى في سبتمبر/ أيلول 2000، هي الهندسة الاجتماعية في الضفة الغربية، الأمر الذي تم من خلال وضع المصالح الفردية فوق الجماعية، من خلال فرض التنسيق الأمني والاعتقالات المتكررة لكل من يفكر بالمقاومة، وتكبيل للمقاومة الفلسطينية في الضفة.

"إعلان حرب"

ويعتبر بحيص أن الإرادة الشعبية للدفاع عن المسجد الأقصى حاضرة، لكن يراد تغييبها من الناحية السياسية وتحديدًا في الضفة الغربية.

وحول تحويل الهبات الشعبية إلى انتفاضة، يوضح أن التحول إلى انتفاضة يفتقر إلى الشرط الموضوع الأساسي وهو القدرة على تنظيمها واستدامتها لأن إمكانات التنظيم في الضفة الغربية أصبحت مغيبة، مشيرًا إلى اقتراب ما وصفه بـ"الانفجارات العفوية" ما بين 6 و13 أبريل/ نيسان، خلال اقتحام "الفصح العبري" الذي سيتزامن مرة أخرى مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، بوجود الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وبوجود بن غفير.

ويشير إلى أن هذا الانفجار قد يأتي أيضًا ما بين 18 و19 مايو/ أيار، حيث ستنظم مسيرة الأعلام الإسرائيلية في ما يسمى بالذكرى العبرية لاحتلال القدس.

ويخلص بحيص إلى أن ما جرى في المسجد الأقصى هو إعلان حرب، وإعلان بأن الحكومة الإسرائيلية تبنت سياسة تهويد الأقصى، وإقامة الطقوس التوراتية فيه وتحويله إلى هيكل معنوي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close