الإثنين 25 مارس / مارس 2024

مشاهد لا تُنسى من "الانتفاضة الثانية".. يوم اقتحم شارون المسجد الأقصى

مشاهد لا تُنسى من "الانتفاضة الثانية".. يوم اقتحم شارون المسجد الأقصى

Changed

حلقة أرشيفية من برنامج "كنت هناك" تروي قصة اغتيال ريتشل كوري (الصورة: تويتر)
تركت جرائم الاحتلال خلال أعوام الانتفاضة أسماء ومشاهد يحفظها حتى جيل ما بعد الانتفاضة، من استشهاد الطفل محمد الدرة، إلى حصار مقر ياسر عرفات، وغيرها.

إن يبعد الزمان الأحداث، إلا أنها تبقى ماثلة في أذهان الفلسطينيين، بوصفها جزءًا من تاريخ الصراع المستمر مع الاحتلال، ولأنهم نالوا منها ما نالوه من الوحشية الإسرائيلية، التي حفرت عميقًا في الذاكرة. 

مطلع الألفية الثالثة في فلسطين، كان على موعد مع "الانتفاضة الثانية"، بعد انتفاضة أولى عام 1987 عُرفت بـ"انتفاضة الحجارة". واندلعت عقب اقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك، فاستمرت خمسة أعوام. وصدح خلالها الصوت الفلسطيني ضد الاحتلال وانتهاكاته. 

وبينما شهدت استشهاد 4400 فلسطيني وإصابة نحو 48 ألفا، قُتل نحو 1000 إسرائيلي وجُرح نحو 4500 آخرين.

وقد تركت جرائم الاحتلال خلال أعوام الانتفاضة أسماء ومشاهد وأحداثا يحفظها حتى جيل ما بعد الانتفاضة، من بينها اغتيالات لقادة فلسطينيين، وحصار مقر ياسر عرفات في رام الله، فضلًا عن بدء تشييد جدار الفصل العنصري عام 2002.

ومن المشاهد أيضًا استشهاد الطفل محمد الدرة في حضن أبيه على مرأى من العالم، ودهس دبابة لـ"سفيرة السلام" الناشطة الأميركية ريتشل كوري، التي وقفت في وجه هدم إسرائيل لمنازل الفلسطينيين.

مواجهات وتوسع الاحتجاجات

اندلعت شرارة الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/ أيلول من عام 2000، عقب مشهد استفزازي أثار غضب الفلسطينيين.

اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك في 28 سبتمبر 2000 اندلعت على أثره الانتفاضة الثانية - تويتر
اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك في 28 سبتمبر 2000 اندلعت على أثره الانتفاضة الثانية - تويتر

يومها أقدم زعيم المعارضة في إسرائيل في ذلك الحين أرئيل شارون، وتحت حماية مكثفة من قوات الاحتلال، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، معلنًا أن الحرم القدسي سيبقى "منطقة إسرائيلية".

وجاءت عملية الاقتحام تلك عقب انهيار محادثات كامب ديفيد بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، والتي أجريت بدورها بعد نحو 7 سنوات من اتفاقية أوسلو. 

وكان يُفترض أن تمهد تلك الاتفاقية لـ"مفاوضات الوضع النهائي"، فتشمل اللاجئين والقدس وإعلان الدولة الفلسطينية، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.

واندلعت المواجهات في 28 سبتمبر من داخل المسجد الأقصى؛ واستشهد 7 فلسطينيين وجُرح 250 آخرين، كما أُصيب من جنود الاحتلال 13 جنديًا. ثم تحولت الاحتجاجات إلى انتفاضة ثانية شهدت مواجهات عسكرية واسعة بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال.

حينها، انبرى الأخير وآلته العسكرية يئد الانتفاضة ويعتدي على الفلسطينيين، فشن ما أسماه بعملية "الدرع الواقي"، ومن بين جرائمها مجزرة مخيم جنين في أبريل/ نيسان من عام 2002، التي سقط نتيجتها 58 شهيدًا. 

محمد الدرة ووالده جمال
لقطات العدوان على جمال الدرة ونجله محمد بثّتها إحدى القنوات الفرنسية في الثلاثين من سبتمبر عام 2000 (غيتي)

اغتيالات وحصار عرفات

وتحقيقًا للغاية نفسها، قام الاحتلال باغتيال عدد من الشخصيات الفلسطينية؛ من أبرزها اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، ومؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وبمحاصرة مقر عرفات في رام الله لمدة 3 سنوات.

ونقل عرفات بنهاية تلك الأعوام إلى فرنسا لتلقي العلاج ورحل هناك، وأشارت تحقيقات صحافية إلى احتمالية قيام إسرائيل بتسميمه وقتله.

عقب مجيئة إلى السلطة بعد رحيل ياسر عرفات، أعلن محمود عباس الهدنة مع الاحتلال من شرم الشيخ، حيث جمعه هناك لقاء مع شارون وقد أصبح الأخير رئيسًا للوزراء.

هكذا انتهت الانتفاضة الثانية، واستمرت سياسات الاحتلال التنكيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، وقضم أراضي أصحاب الأرض وتشييد المستوطنات، وزاد بناء جدار الفصل العنصري من صعوبة حياة الفلسطينيين، وتمزيق وطنهم إلى كنتونات وعزل آلاف الفلسطينيين في مناطق مغلقة.

كما لم تتوقف الاقتحامات والاعتقالات، واستمرت السياسات الإسرائيلية على حالها فيما يتعلق بعودة اللاجئين ووضع القدس.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close