الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

ما حظوظ خصوم طالبان التقليديين في المشاركة بإدارة حكم أفغانستان؟

ما حظوظ خصوم طالبان التقليديين في المشاركة بإدارة حكم أفغانستان؟

Changed

أحمد مسعود هو نجل القيادي أحمد شاه مسعود الذي قاد "جبهة مقاومة" سابقًا ضد حركة طالبان في بنجشير (غيتي)
أحمد مسعود هو نجل القيادي أحمد شاه مسعود الذي قاد "جبهة مقاومة" سابقًا ضد حركة طالبان في بنجشير (غيتي)
ثمّة رغبة لدى قادة بارزين في طالبان لضم أحمد مسعود إلى المجلس المستقبلي الحاكم في البلاد، الذي تعتزم الحركة تشكيله، بحسب ما نقلت "فورين بوليسي".

لا يزال المشهد السياسي في أفغانستان ضبابيًا بعد أكثر من أسبوع على إحكام حركة طالبان قبضتها على العاصمة كابل، في ظلّ ترقّب دوليّ لشكل النظام السياسي الذي ستعتمده الحركة.

وفيما يأمل قادة حركة طالبان أن يكون نظام الحكم الجديد "إسلاميًا يخضع له جميع الأفغان"، وفق ما أكد سابقًا المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لـ"العربي"، هناك من يطالب بتشكيل حكومة لا تغيب عنها المشاركة الوطنية والأفغانية.

وتحاول حركة طالبان، التي تدرك التحديات التي تنتظرها بعد إقصاء دام 20 عامًا، لا سيّما وأنها ستحكم بلدًا تغيّر كثيرًا خلال عقدين، أن تظهر بمظهر الاعتدال أمام الشعب والمجموعة الدولية.

خصوم داخل الحكومة

ونقلت مجلة "فورين بولسي" الأميركية، أمس الإثنين، عن مصدر مقرب من حركة طالبان قوله: إن الحركة تعتزم تشكيل مجلس مكون من 12 شخصًا لحكم أفغانستان.

كما تخطط الحركة لمنح بعض الوزارات التي تختارها هي، إلى عدد من أعضاء الحكومة الأفغانية السابقة، وفق المجلة.

وأشارت "فورين بوليسي" إلى وجود رغبة لدى قادة بارزين في طالبان لضم أحمد مسعود إلى المجلس المستقبلي الحاكم في البلاد.

من هو أحمد مسعود؟

أحمد مسعود هو نجل القيادي أحمد شاه مسعود الذي قاد "جبهة مقاومة" سابقًا ضد حركة طالبان، والذي قتل على يد تنظيم القاعدة قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.

ومسعود الابن اليوم هو خصم لحركة طالبان، وهو موجود في منطقة وادي بنجشير شمال كابل الخارجة عن سيطرتها، وحيث تسعى معارضة مسلحة لتنظيم صفوفها والتصدي للحركة.

ولم يخف مسعود مطالبته العلنية للولايات المتحدة، بتزويد قواته بالسلاح، من أجل "مقاومة طالبان"، وفق ما ذكره في مقال الرأي الذي كتبه في صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء الماضي.

وإلى الآن، يشكل وادي بنجشير تهديدًا لحركة طالبان، لكون المنطقة بالأساس هي معقل لمعارضيها، ولا سيما أن مسعود الابن يطمح لتشكيل جبهة معادية لطالبان، هذا فضلًا عن ضم العناصر المناهضة لها.

ومنذ أن أطاحت حركة طالبان بالحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن، لجأ الآلاف من قوات الكوماندوس وضباط الجيش الأفغاني إلى إقليم بنجشير، وبرفقتهم عشرات الآليات العسكرية والمدرعات والطائرات العسكرية.

وهذا ما عزّز موقف مسعود الذي طالب بإجراء مفاوضات لتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.

وفي مؤتمر صحافي عقد اليوم الثلاثاء، اعترف المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بأن الحركة تواجه "مشكلة" في ولاية بانجشير التي لم تتمكن من السيطرة عليها بعد.

وأعلن مجاهد من العاصمة الأفغانية كابول أن الحركة على تواصل مع القادة في بنجشير لحل الخلاف عبر المفاوضات، مؤكدًا على الرغبة بإنهاء هذه المشكلة "بالحوار والوساطة".

ولإقليم بنجشير، طبيعة جغرافية خاصة وتضاريس صعبة، حتى إن حركة طالبان لم تستطع السيطرة عليه خلال حكمها للبلاد بين عامي 1996 و2001، حيث كان يتحصن فيها عدوها في تسعينيات القرن الماضي، أحمد شاه مسعود، قائد ما يسمى "التحالف الشمالي"، ضد الغزو السوفياتي في الثمانينات، قبل اغتياله.

وحتى الآن، لا تبدو واضحة مدى الفرص التي يمتلكها أحمد مسعود لفرض نفسه في المشهد الأفغاني الجديد، على الرغم من نظر الغرب إليه بوصفه شخصية متعلمة وناشطة في العمل السياسي منذ عام 2016، إبان عودته إلى أفغانستان.

وقد التحق مسعود بمدارس في طاجيكستان وإيران، ثم درس بين عامي 2010 و2011 بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية، ونال كذلك درجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة "سيتي" في لندن.

موقف طالبان من الحكم

وكانت الحركة أعلنت أنّها ستقدّم إطار حكومة جديدة في أفغانستان، بالتزامن مع إجراء مشاورات مع كبار الزعماء الأفغان السابقين وقادة الميليشيات الخاصة.

ويقود الرجل الثاني في الحركة عبد الغني برادر بحث تشكيل الحكومة في العاصمة كابل، وهو الذي قاد شخصيًا مفاوضات الدوحة، ووقّع باسمه على إعلان خروج الأميركيين من بلاده.

وسبق أن أكد مصدر في حركة طالبان في تصريحات لـ"العربي" أنّ الحكومة التي ستُشكّل، ستحافظ على الهيكلة الوزارية القديمة مع إنشاء وزارات جديدة، وأنّ هناك وزارات لا تراها طالبان ضرورية.

وأرسلت حركة طالبان خلال الأيام الماضية رسائل لطمأنة الخارج تفيد بأنها لن تنفرد بالسلطة، وأكدت في الوقت نفسه أن الحكم الجديد بقيادتها لن يكون "ديمقراطيًا" بالمعنى الشائع في الغرب، بل سيحمي حقوق الجميع بما فيها المرأة، بما يتوافق مع الشريعة، حسبما أكد في وقت سابق مصدر في الحركة لـ"العربي".

وضمن هذا السياق، تصر الحركة على اعتماد رايتها علمًا لأفغانستان، بدلًا عن العلم الوطني الذي أنزلته من جميع الدوائر الرسمية، مما أحدث ضجة واحتجاجات في مناطق عدة في أفغانستان وعلى رأسها العاصمة كابل، التي كان يحكمها بشكل مؤقت القيادي البارز في الحركة المولوي عبد الرحمن منصور الذي أكد في وقت سابق أن "لا بديل عن علم الحركة".

ويوم الأحد الماضي، أقالت الحركة، بشكل مفاجئ، المولوي منصور من دون أن تشرح أسباب ذلك.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة