الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

عودة طالبان إلى الحكم بعد 20 عامًا.. كيف تبدو ملامح الدولة الأفغانية؟

عودة طالبان إلى الحكم بعد 20 عامًا.. كيف تبدو ملامح الدولة الأفغانية؟

Changed

شكّلت تطورات أفغانستان صدمة لمن يعتبر انتصار طالبان عودة بما سمّي بالحرب العالمية على الإرهاب إلى المربع الأول، ونصف مفاجأة لمن يرى في ذلك صفقة أميركية.

في سيناريو متسارع، سقط النظام الأفغاني وعادت حركة طالبان إلى الحكم بعد إقصاء دام 20 عامًا، وبعد أسابيع من حملة عسكرية متسارعة نحو العاصمة كابل، وإثر انسحاب أميركي مثير للجدل في الولايات المتحدة ومصدر قلق لباقي دول العالم.

شكّلت هذه التطورات صدمة لمن يعتبر انتصار طالبان عودة بما سمّي بالحرب العالمية على الإرهاب إلى المربع الأول، ونصف مفاجأة لمن يرى في الوضع الجديد صفقة أميركية، قوامها "الأمن القومي مقابل تسليم مفاتيح كابل لطالبان.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فما هي أسباب الانهيار السريع للقوات الأفغانية التي أمضت واشنطن 20 عامًا في بنائها؟ وكيف تبدو ملامح الدولة الأفغانية بعدما غيّرت طالبان من خطابها الديني ومنهجها السياسي؟

إلى أي مدى قد ينعكس سقوط كابل التنظيمات الإرهابية والحركات المسلحة في المنطقة؟ وهل يذكي الوضع الجديد العلاقة بين القوى الإقليمية والدولية ولا سيما الصين وروسيا وباكستان ويحوّل أفغانستان إلى ساحة صراع جديد؟

وسط كلّ ذلك، قد يكون الانتظار الحلّ الأنسب لمعرفة الشكل النهائي لنظام الحكم القادم وما إذا كانت طالبان قررت حقًا الجنوح نحو الاعتدال أم أن سيناريو صدام مع الغرب سيتجدد.

اتفاق في الدوحة لم يُعلَن عنه

يلفت مدير مركز تسوية النزاعات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات سلطان بركات إلى أمرين حدثا بشكل متزامن، الأول السرعة التي انتشرت فيها حركة طالبان، والثاني هو هروب الرئيس أشرف غني من القصر.

وفيما يعتبر بركات، في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، أنّ هذين الأمرين كانا مفاجئين للجميع، يكشف عن اتفاق تمّ في العاصمة القطرية قبل ذلك من دون أن يتمّ الإعلان عنه رسميًا، وكان يفترض أن يتمّ تطبيقه.

وفي هذا السياق، يكشف بركات أنّ الفريقين اللذين كانا مجتمعين في الدوحة توصلا إلى توجه أنه لا بد أن يكون هناك نقل سلمي ومنظم للسلطة من الرئيس الحالي إلى مجلس للحكم يقوم بتأسيس حكومة انتقالية.

ويقول: "التزم الرئيس الأفغاني بترتيب معيّن يعتمد على أن يبقى هو في كابل ويحافظ على الأمن في مدينة كابل وتقف حركة طالبان على ضواحي المدينة ويدخل الأميركيون إلى المطار لإجلاء الرعايا الأجانب".

لكنّه يلفت إلى أنّ هذا الترتيب تغيّر بعدما اختفى الرئيس من القصر وترك حتى أقرب المقرّبين منه حيث حصل نوع من الفراغ ما أدى إلى بلبلة، أدّت إلى دخول حركة طالبان العاصمة كابل.

اتفاقات وراء الكواليس بين طالبان والولايات المتحدة

من جهته، يتحدّث رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير عن اتفاقات وراء الكواليس بين حركة طالبان والولايات المتحدة أكثر ممّا كان مُعلَنًا.

ويلفت بهير، في حديث إلى "العربي"، من كابل، إلى حصول تغييرات بعد دخول حركة طالبان إلى كابل وسيطرتها عليها منذ أسبوع، شملت بعض المناصب.

كما يشير إلى وجود نقاشات حول تشكيل الحكومة التي كان من المتوقع أن تكون هناك مشاركة وطنية وأفغانية فيها.

ويؤكد بهير أنّ حركة طالبان معروفة لدى الشعب الأفغاني وهي حكمت أفغانستان في التسعينات وكانت مواقفها واضحة، خصوصًا على صعيد قراءتها الدينية المتشددة.

لكنّه يضيف: "يبدو أنّ حركة طالبان تريد إقناع الجميع أنها حركة وطنية تعترف بالحريات وكذلك بالمشاركة الأفغانية".

ويعتبر أنّ الترحيب بحركة طالبان قد يكون عائدًا كذلك إلى الفساد الذي كان سائدًا في الحقبة السابقة وعدم شعور المواطن الأفغاني بالأمان.

تقديرات أمنية ثبت أنّها صحيحة

أما رئيس برنامج الماجستير في الدراسات الأمنية النقدية بمعهد الدوحة للدراسات العليا عمر عاشور، فيختلف مع الرأي القائل بأنّ ما حصل في أفغانستان كان مفاجئًا أو سريعًا، "لو ابتعدنا عن مشهد في كابل".

ويلفت عاشور، في حديث إلى "العربي"، إلى وجود تقديرات أمنية صدرت عن حركة طالبان، وعن بعض الأجهزة الاستخباراتية، قبل التطورات في أفغانستان، وقد ثبت أنّها كانت صحيحة.

ويلفت إلى أنّ التقدم العسكري لحركة طالبان منذ 1 مايو/أيار كان هائلًا، وكان واضحًا جدًا على الخريطة، مشيرًا إلى أنّ قوات الجيش الأفغاني خسرت الآلاف من جنودها، نافيًا صحّة ما يُحكى عن أنّ الجيش الأفغاني لم يقاتل أساسًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close