يتوقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي الإعلان عن حظر على مستوى التكتل بعد أن أعلنت دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا أنها ستمنع شركات الطيران الروسية من استخدام مجالها الجوي أو الهبوط في مطاراتها.
وتواجه الخطوط الجوية الروسية حظرها عن معظم المجال الجوي الأوروبي، حيث أعلنت 20 دولة على الأقل حظرًا على الشركات الروسية في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في رسالة نُشرت على تويتر: "إن سماء أوروبا مفتوحة لأولئك الذين يريدون التواصل مع باقي الأشخاص، وليس لأولئك الذين يسعون إلى الاعتداء الوحشي".
Belgium has decided to close its airspace to all Russian airlines. Our European skies are open skies. They're open for those who connect people, not for those who seek to brutally aggress.
— Alexander De Croo 🇧🇪🇪🇺 (@alexanderdecroo) February 27, 2022
وينطبق الحظر على جميع شركات الطيران الروسية، بما في ذلك شركة الطيران الوطنية "إيروفلوت".
وجاءت موجة القيود في الوقت الذي دفعت فيه الجولة الأخيرة من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا شركة النقل الوطنية الألمانية "لوفتهانزا" و"كاي أل أم" إلى تعليق الرحلات الجوية إلى البلاد للأيام السبعة المقبلة.
وقالت "كي أل أم": "إن القرار اتخذ لأن العقوبات، التي تم الإعلان عنها في وقت متأخر يوم الجمعة منعت إرسال أي قطع غيار طائرات إلى روسيا حتى لو كانت مخصصة للاستخدام الخاص لشركة الطيران".
وأضافت: "هذا يعني أن الخطوط الجوية الملكية الهولندية لم تعد تضمن عودة الرحلات الجوية إلى روسيا بأمان".
ويحد حظر الحكومات الأوروبية من المسارات الجوية المتاحة أمام الخطوط الجوية الروسية للوصول إلى أوروبا الغربية.
وأظهرت بيانات التعقب من "فلايت رادار 24" (Flightradar24) أن حاملة طائرات إيروفلوت قطعت منعطفًا كبيرًا فوق شمال أوروبا وبحر البلطيق في رحلة صباح يوم السبت بين موسكو وبودابست، لتضيف 70 دقيقة إلى رحلتها.
المعاملة بالمثل
من جهتها، ردّت موسكو بفرض حظر طيران على شركات طيران من العديد من البلدان، مما دفع شركات الطيران الأوروبية لتعديل مسارات طائراتها، ما جعل رحلاتها إلى أجزاء كثيرة من آسيا تستغرق وقتًا أطول.
ووفقًا لبيانات من شركة "سيريوم"، فإن حوالي 600 رحلة جوية يوميًا تقلع أو تهبط في أوروبا تسلك عادةً المجال الجوي الروسي.
وتستخدم العديد من شركات الطيران المجال الجوي الروسي عند عبور "طريق الدائرة الكبرى" فوق شمال روسيا وإلى أجزاء من آسيا، بما في ذلك الصين واليابان.
عواقب "وخيمة"
وحذرت شركة الطيران الفنلندية "فين إير" Finnair من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" وفقدان العديد من مساراتها الجوية المؤدية إلى آسيا.
وقالت شركة الطيران يوم الأحد: "بالنسبة للعديد من رحلاتنا في شمال شرق آسيا، فإن تغيير المسار سيعني وقت طيران أطول بكثير، ولن تكون الرحلات مجدية اقتصاديًا".
كذلك علقت شركة "فيرجن أتلانتيك" رحلات شحن البضائع بين لندن وشنغهاي، بينما أكدت الخطوط الجوية البريطانية أنها ستعيد توجيهها لتجنب المجال الجوي الروسي، مما يؤدي إلى إطالة أوقات الرحلات وارتفاع تكاليف الوقود.
وبحسب صحيفة "فينانشال تايمز"، توقع أحد المسؤولين التنفيذيين في شركات الطيران الأوروبية أن حظر المجال الجوي الروسي سيكون "كارثيًا" على الصناعة.
ومع ذلك، فقد تم التخفيف من الأثر السلبي لتحويل مسار الرحلات حتى الآن من خلال الطلب الضعيف للغاية على الرحلات الجوية إلى آسيا بسبب التدابير المتعلقة بكورونا.
ويأتي إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام شركات الطيران الروسية في خطوة تهدف إلى تنفيذ العقوبات الأوروبية تجاه روسيا ردًا على هجومها على أوكرانيا التي يتواصل لليوم الرابع على التوالي.