الجمعة 3 مايو / مايو 2024

مباركة فلسطينية وإدانة أميركية.. الاحتلال يطارد منفذي عملية إلعاد

مباركة فلسطينية وإدانة أميركية.. الاحتلال يطارد منفذي عملية إلعاد

Changed

مراسل "العربي" يسلط الضوء على موقف السلطة الفلسطينية من العملية الجديدة في إلعاد (الصورة: رويترز)
أطلقت شرطة الاحتلال عملية مطاردة ضد منفذي عملية إلعاد التي قتل خلالها ثلاثة إسرائيليين على الأقل في وقت نددت الولايات المتحدة بما أسمته بـ"الهجوم المروّع".

باشرت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، عمليّة مطاردة بعد سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وأربعة جرحى في عملية إلعاد بالقرب من تل أبيب التي جاءت في أعقاب اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.

وفيما زعم قائد شرطة الاحتلال في المنطقة الوسطى أفي بيتون أنّ قواته تبحث عن "إرهابيّ أو اثنين"، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إغلاق قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة حتى يوم الأحد من أجل ما أسماه "منع هروب إرهابيّين" إلى هذه الأراضي الفلسطينية.

وأعلنت "نجمة داود الحمراء"، وهي منظمة الإسعاف الطبي في إسرائيل، أنّ ثلاثة من الجرحى حالهم حرجة بعد العملية التي نفذت مساء الخميس في منطقة "إلعاد" بالقرب من تل أبيب.

عباس "يدين" عملية إلعاد

وبالنسبة إلى ردود الفعل على العملية، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالهجوم. ونقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية قوله: إنّ "قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع".

ووفقًا لمراسل "العربي" فقد حذر الرئيس الفلسطيني من "استغلال" هذا الحادث للقيام باعتداءات وردات فعل على الشعب الفلسطيني من قبل المستوطنين وغيرهم، حيث جدد إدانته للاعتداءات المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

كما أشار بيان الرئاسة الفلسطينية إلى أنّ "دوامة العنف تؤكد أن السلام الدائم والشامل والعادل هو الطريق الأقصر والسليم لتوفير الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ولشعوب المنطقة".

واشنطن تقف "بحزم" مع إسرائيل

من جانبه، أدان وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، "بشدّة" الهجوم "المروّع" الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في اليوم نفسه في وسط إسرائيل، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجيّة.

وقال وزير الخارجيّة: "لقد كان هجومًا مروعًا استهدف رجالاً ونساءً أبرياء"، معتبرًا أنّ الاعتداء كان "شنيعًا خصوصًا في وقتٍ كانت إسرائيل تحتفل بذكرى تأسيسها"، بحسب ما جاء في البيان.

وجدد الوزير الأميركي وقوف بلاده "بحزم" إلى جانب حلفائها الإسرائيليّين.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان: إن الولايات المتحدة تشعر بـ"الذهول" جرّاء الهجوم. وأضاف: "على جري العادة، نقف إلى جانب إسرائيل في وقتٍ تُواجه هذا التهديد الإرهابي"، حسب قوله.

عملية إسرائيلية واسعة

وجاءت عملية إلعاد بعد سلسلة من الهجمات المماثلة التي شهدتها الدولة العبرية في الأسابيع الأخيرة التي نفذها فلسطينيون بعد تزايد سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى وتواصل عمليات اقتحام العشرات من المستوطنين لباحاته.

وقالت شرطة الاحتلال: إنّ العملية وقعت على ما يبدو في أماكن متفرّقة من المدينة، مشيرة إلى أنّها أطلقت عمليّة أمنيّة واسعة لتعقّب منفّذي الهجوم.

وأوضحت أنّها نصبت حواجز على الطُرق وسيّرت دوريّات بإسناد من مروحيّات، للعثور على سيّارة فرّت من مكان الهجوم.

ولم توضح الشرطة ملابسات الهجوم، لكنّ وسائل إعلام إسرائيليّة عدّة قالت: إنّ منفّذيه استخدموا أسلحة لشنّه. وأضافت: "لم يُقبض على الإرهابيّين بعد"، حسب وصفها.

وقال وزير الخارجيّة الإسرائيلي يائير لبيد: إنّ "فرحة عيد الاستقلال انقطعت في لحظة"، مندّدًا بـ"هجوم دموي في إلعاد".

سلسلة من العمليات

وتنتمي الغالبيّة العظمى من سكّان إلعاد البالغ عددهم حوالي 50 ألف نسمة، إلى طائفة الحريديم اليهوديّة الأصوليّة.

وكانت بني براك، وهي بدورها مدينة غالبيّة سكّانها من الحريديم وتقع على غرار إلعاد في ضاحية مدينة تلّ أبيب الساحلية، هدفًا لعملية مماثلة في مارس/ آذار الماضي.

ومنذ مارس الماضي شهدت مناطق داخل الخط الأخضر سلسلة من العمليات الفلسطينية أسفرت عن 15 قتيلًا. وخلال الفترة نفسها، استشهد ما مجموعه 27 فلسطينيًا وثلاثة آخرين من سكان الخط الأخضر بينهم منفّذو العمليات وآخرون قتلوا بأيدي القوات الإسرائيلية خلال تنفيذها عمليّات في الضفّة الغربيّة المحتلة.

وبدأت إسرائيل مساء الأربعاء إحياء ما تسمى بـ"ذكرى تأسيسها" في 14 مايو/ أيار 1948. أما الفلسطينيون فيحيون من جهتهم في 15 مايو من كلّ عام ذكرى النكبة.

مباركة العملية

وسارعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى الترحيب بالعملية الفدائية الجديدة. وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس": إنّ "العمليّة جزء من غضب شعبنا على اعتداءات الاحتلال بحقّ المقدّسات"، معتبرةً أنّ "اقتحام المسجد الأقصى لا يمكن أن يمرّ دون عقاب".

واندلعت صباح أمس صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيّين على أثر تجدّد اقتحامات المستوطنين لباحة المسجد الأقصى في القدس المحتلّة بعد توقّف استمرّ عشرة أيّام تقريبًا. 

وشهدت باحات المسجد الأقصى منذ منتصف أبريل/ نيسان وبالتزامن مع شهر رمضان صدامات عنيفة بين شرطة الاحتلال الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين على خلفية اقتحامات إسرائيليين، بينهم مستوطنون، باحات المسجد.

وأصيب في صدامات أبريل الماضي التي تزامنت أيضًا مع "عيد الفصح اليهودي" أكثر من 300 من الفلسطينيين.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close