Skip to main content

متهم بالتقاعس في الأزمة الأفغانية.. راب يخضع للمساءلة أمام البرلمان البريطاني

الأربعاء 1 سبتمبر 2021
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب متّجهًا لحضور جلسة المساءلة

دافع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي انتُقد لإدارته الأزمة في أفغانستان عن نفسه اليوم الأربعاء، أمام نواب ينتقدون عدم الجهوزية حيال ما حصل وأعلن أنه ذاهب فورًا إلى المنطقة.

وعقد البرلمان البريطاني جلسة مساءلة لوزير الخارجية بشأن الأحداث الأخيرة في أفغانستان، وطريقة تعامل القوات البريطانية مع الإخلاء وتفجيرات مطارات كابل.

دومينيك راب "في إجازة"

وعلى الرغم من أن عودة طالبان إلى السلطة كانت بمثابة هزيمة للمعسكر الغربي بكامله، فإن الأمر كان له وقع شديد الوطأة خصوصًا بالنسبة إلى لندن التي كانت أول داعمي الولايات المتحدة عندما دخلت أفغانستان قبل 20 عامًا.

ودومينيك راب الذي اختار البقاء في إجازة في جزيرة كريت اليونانية عندما سقطت كابل بيد طالبان، كان مستهدفًا بشكل خاص.

ومن لندن نقل مراسل "العربي" كمال علواني التبرير الرئيسي للوزير، الذي قال "أن المفاجأة لم تكن في أن حكمًا ما سيصبح أمرًا واقعًا في كابل ذات يوم، إنما المفاجأة أو سوء التقدير كان في سرعة تقدّم طالبان والإمساك بكل شيء في أفغانستان".

وأوضح الوزير أن الحكومة اعتقدت أنه من "غير المرجح" سقوط كابل عام 2021 وبدأت الاستعدادات لعمليات إجلاء محتملة في يونيو/ حزيران.

وشدّد راب على أن هذه النقطة هي ما أساء البريطانيون تقديره، "لذلك البقية كانت عثرات أخرى تتعلق بعمليات الإجلاء".

وكشف مراسل "العربي" أن مساءلة دومينيك راب تجاوزت مسألة الإخفاقات الأمنية البريطانية في كابل، وعمليات الإجلاء منذ استلام طالبان الحكم في أفغانستان، إذ شملت سؤالًا آخر مفاده: "ما الجدوى من وجود بريطانيا برفقة الأميركيين في أفغانستان مدّة 20 سنة".

فعلّل راب أن بريطانيا مع الولايات المتحدة على الرغم من كل ما حصل من "ترقية المجتمع الأفغاني على صعيد التعليم وحقوق المرأة وتطوير المرافق وغيرها، وفق علواني.

دومينيك راب يتجه إلى أفغانستان

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون جدّد ثقته في راب، إلا أن الصحافة تشكك في بقائه خصوصًا أنه بدا أنه يلقي باللوم في بعض الأخطاء على الجيش.

كذلك اتهم العاملون في إدارته بأن مستواهم غير مهني عندما كشفت الصحافة أن وثائق تحدد متعاونين أفغانًا تركت على أرضية سفارة كابل التي أخليت، وأن آلاف الرسائل الإلكترونية المتعلقة بعمليات الإجلاء لم تُقرأ.

وردًا على سؤال للجنة الشؤون الخارجية حرص راب على إبداء التزامه بالقضية وأعلن أنه سيتوجه "إلى المنطقة" بعد جلسة الاستماع.

وتحدّث مراسل "العربي" من لندن، عن انتقادات كبيرة وجّهت لراب خاصة من قبل المعارضة العمالية رغم تمسّك جونسون به كوزير للخارجية.

 وتعلقّت معظم هذه الانتقادات بأدائه لمهامه في هذه الأزمة ولا سيما عدم قطع عطلته السنوية والعودة على وجه السرعة من اليونان إلى بريطانيا للتكفّل بهذه المفاجأة الكبرى.

الانسحاب البريطاني من أفغانستان

وأجلت بريطانيا أكثر من 15 ألف شخص من أفغانستان لكنها فشلت في إخراج مئات الأفغان المؤهلين لنظام الاستقبال الخاص بها، ويصل عددهم إلى 1100 شخص وفقًا لوزير الدفاع بن والاس.

وبهدف التفاوض بشأن "مرور آمن" لمواطنيها وحلفائها بدأت الحكومة مناقشات مع طالبان.

وسافر الممثل البريطاني الخاص للعملية الانتقالية في أفغانستان سايمون غاس إلى الدوحة "واجتمع مع مسؤولين بارزين من طالبان لتأكيد أهمية ضمان مرور آمن للمواطنين البريطانيين والأفغان الذين عملوا لصالحنا" بحسب بيان حكومي.

ويتمثل التحدي في إجلاء مئات الأفغان المهددين بعمليات انتقام من قبل طالبان بسبب صلاتهم بالغرب.

المصادر:
العربي، أ ف ب
شارك القصة