الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

المرأة الفلسطينية.. المقاوِمة الأولى بوجه الاحتلال في حي الشيخ جرّاح

المرأة الفلسطينية.. المقاوِمة الأولى بوجه الاحتلال في حي الشيخ جرّاح

Changed

حي الشيخ جرّاح
تشارك نساء فلسطينيات في التظاهرات التضامنية مع عائلات حي الشيخ جرّاح حيث يتعرضن لاعتداءات من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي (غيتي)
أشارت الناشطة الفلسطينية مريم عفيفي إلى أن المرأة الفلسطينية إحدى أهم عناصر مقاومة الاحتلال، وأنها ستبقى كذلك.

تتصدر المرأة الفلسطينية المشهد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتهديده بتهجير أهالي حي الشيخ جرّاح بالقدس الشرقية المحتلة، من منازلهم.

وقد برز اسم هذا الحي، إثر مساعٍ إسرائيلية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلها وتسليمها لمستوطنين، وذلك تزامنًا مع تصاعد التوتر في القدس الشرقية، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين. ويتميّز الحي بموقعه المهم في القدس الشرقية، حيث تقع فيه مقرات ممثليات دبلوماسية.

ورغم اعتداءات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، يواصل الفلسطينيون التظاهر منذ فترة طويلة في حي الشيخ جرّاح، للتضامن مع سكانه الذين يواجهون خطر التهجير القسري من منازلهم.

تشارك نساء فلسطينيات في هذه التحركات، إلى جانب الرجال، في وقت لا تميز الشرطة الإسرائيلية في اعتداءاتها بين رجل وامرأة، حيث تعرّضت بعض السيدات الفلسطينيات للاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية، خلال مشاركتهن في مظاهرات داعمة لعائلات حي الشيخ جرّاح.

المقاومة المبتسمة

وقالت الناشطة الفلسطينية، مريم عفيفي، لوكالة "الأناضول": "إنها تعرضت للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية، خلال اعتقالها الأسبوع الماضي، قبل إطلاق سراحها بعد يومين".

وحظيت عفيفي، وهي عازفة آلة "كمان أجهر" (كونترباص)، بشهرة عالمية مؤخرًا عقب ظهورها مبتسمة خلال اعتقالها الأخير، مبينة أنها كانت تبتسم حينها لزملائها من المتظاهرين، دون أن تدري بوجود كاميرات تصورها.

وأكدت أنها صاحبة حق وواثقة من موقفها ولم تكن خائفة لحظة اعتقالها، مضيفة: "صاحب الحق لا يخاف".

وأشارت إلى أن الاحتلال لا يطال الرجال والأطفال فقط، بل كل عناصر المجتمع، والنساء قبل الرجال، مبينة أنهن أول من يجب عليهنّ الوقوف ضد الاحتلال. وتساءلت: "إن لم نقف نحن ضد الاحتلال ونكافح لنبقى على هذه الأراضي، فمن سيفعل ذلك؟".

وشددت على أن الفلسطينيين لو لم يقاوموا ما يتعرض له حي الشيخ جرّاح، فإن الممارسات الإسرائيلية المشابهة ستطال كافة أنحاء القدس. وتابعت: "إن لم ننتصر في الشيخ جرّاح، سنفقد ونخسر كامل القدس". وأوضحت أن المرأة الفلسطينية أحد أهم عناصر مقاومة الاحتلال، وأنها ستبقى كذلك.

المرأة الفلسطينية "أيقونة"

من جهتها، قالت الناشطة منى الكرد: "إن المرأة الفلسطينية كانت دائمًا على مر التاريخ والانتفاضات التي شهدتها فلسطين في الصفوف الأمامية تواجه الاحتلال بكل قوتها".

وأكّدت منى، المنتمية لأسرة الكرد التي تواجه خطر التهجير من حي الشيخ جرّاح، أن المرأة الفلسطينية كانت دائمًا مقاومة. وأضافت أن جدتها التي هُجّرت من مدينة حيفا، عام 1948، هي التي علمتها الصمود ومعنى المقاومة، وأنها ورثت هذه المعاني منها.

ودعت سيدات العالم إلى تعلّم الصمود والمقاومة من نساء فلسطين، مبينة أن "كل امرأة وسيدة فلسطينية تعلّم الصمود والمقاومة، وهي أيقونة".

المقاومة "مسألة وجودية"

أما الناشطة والطالبة الجامعية، أصالة قاسم أبو حسن، فقالت: إنهن مضطرات لمواصلة الكفاح، لأن هناك حاجة للجميع من أجل مقاومة الاحتلال. وأضافت: مقاومة الاحتلال مسألة وجودية. مبينة أنها لم تختر هذه الحياة، بل الحياة هي التي اختارتها لأنها ولدت في فلسطين.

وأعربت الناشطة الفلسطينية، عن شكرها لجميع المتضامنين معهم. وأوضحت أن ما يعيشه سكان حي الشيخ جرّاح، يشمل الفلسطينيين جميعًا، وأنهم يواجهون التهجير ويعيشون نكبة ثانية في عام 2021، بعد النكبة الأولى عام 1948.

ويشهد حي الشيخ جرّاح هذه الأيام، حملة لتزيين جدران المنازل المهدد سكانها بالتهجير، بفن الغرافيتي، بمشاركة عشرات النساء.

وترسم السيدات الفلسطينيات علم فلسطين وخريطتها فضلًا عن رسوم أخرى على جدران منازل حي الشيخ جرّاح حيث تواجه 27 أسرة فلسطينية التهجير من قبل إسرائيل التي قررت محاكمها لمرات عدة على مدار سنوات إخلاء منازل الأسر لصالح مستوطنين.

المصادر:
الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة