الجمعة 10 مايو / مايو 2024

بريطانيا تتجه إلى رفع آخر قيود مواجهة كوفيد.. ودعوة للتعايش مع الفيروس

بريطانيا تتجه إلى رفع آخر قيود مواجهة كوفيد.. ودعوة للتعايش مع الفيروس

Changed

تهدف الحكومة البريطانية إلى تلقيح ثلثي السكان البالغين بشكل كامل ضد كوفيد بحلول 19 يوليو (غيتي)
تهدف الحكومة البريطانية إلى تلقيح ثلثي السكان البالغين بشكل كامل ضد كوفيد بحلول 19 يوليو (غيتي)
دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون البريطانيين إلى الحذر مؤكدًا أن الوباء "لم ينته" وأن على الشعب "تعلّم كيفية التعايش مع الفيروس وإبداء الفطنة"، فيما تتزايد الإصابات بالمتحورة دلتا.

يعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الإثنين خططه لرفع آخِر القيود الصحّية في إنكلترا خلال أسبوعين، داعيًا البريطانيين إلى "تعلم كيفية التعايش" بحذر مع فيروس كورونا كما لو أنه "إنفلونزا".

ويعقد رئيس الحكومة مؤتمرًا صحافيًا مساءً على أن يلقي وزير الصحّة ساجد جاويد كلمة أمام النوّاب، يفصّل فيها هذه الإجراءات بينها الإجراء المثير للجدل بشأن التخلّي عن إلزامية وضع الكمامة في الداخل في الأماكن العامة، رغم تزايد الإصابات بالمتحورة دلتا.

وقال جونسون في بيان: "اليوم سنعرض الطريقة التي سنعيد فيها الحريات"، مشيرًا إلى حملة تلقيح "ناجحة".

الوباء "لم ينته"

ودعا في الوقت نفسه إلى الحذر مؤكدًا أن الوباء "لم ينته" وأن على الشعب "تعلّم كيفية التعايش مع الفيروس وإبداء الفطنة".

وكان مقرّرًا رفع تلك القيود في 21 يونيو/حزيران، غير أنّ هذا الموعد أرجئ شهرًا بسبب انتشار المتحوّرة دلتا الشديدة العدوى والتي باتت تمثّل حاليًّا غالبيّة حالات الإصابة الجديدة في المملكة المتّحدة. واقترب عدد الإصابات من 30 ألفًا في الأيام الماضية.

وخرجت بريطانيا، الدولة التي تعد أعلى عدد وفيات بالوباء (128 ألفًا) بعد روسيا، تدريجيًا من الإغلاق الثالث في فصل الشتاء مع إعادة فتح المطاعم والمتاجر غير الأساسية والأماكن الثقافية في هذا البلد الذي يعد 66 مليون نسمة.

وبقيت بعض القيود سارية مثل العمل عن بعد وإغلاق الملاهي الليلية أو حظر التجمعات الكبرى ذات السعة الكاملة.

وبحسب داونينغ ستريت، فإن المعطيات الأخيرة تشير إلى أن الإصابات ستواصل الارتفاع مع رفع القيود "لكن الرابط مع دخول المستشفيات والوفيات تراجع" بفضل التلقيح.

دعوة إلى "العقلانية"

وأتاحت هذه الحملة التي أطلقت في مطلع ديسمبر/كانون الأول إعطاء جرعتين لحوالي 64% من الشعب، وجرعة لحوالي 86%.

وخفّفت الحكومة إجراءاتها للتجمعات بهدف إفساح المجال أمام 60 ألف مشجع لحضور هذا الأسبوع نصف النهائي ونهائي كأس أوروبا لكرة القدم 2020 في ملعب ويمبلي اللندني في قرار أثار جدلاً.

وتلّمح الحكومة منذ عدة أيام إلى عزمها على ترك الأمور لحكمة البريطانيين بالنسبة لوضع الكمامة.

وقالت وزيرة الدولة المكلفة بالحماية الاجتماعية هيلين والي لإذاعة "تايمز" اليوم الإثنين: "لا أحبّذ وضعها إذا لم أكن ملزمة بذلك"، مؤكدة أن الحكومة تفضّل مقاربة تستند إلى "المسؤولية الفردية" و"العقلانية".

استراتيجية الحكومة تواجه انتقادات

من جهة أخرى، واجهت هذه الاستراتيجية انتقادات بعض الجامعيين الذين يقدمون النصح للحكومة.

واعتبر أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة "سان أندروز"، ستيفن رايشر، أنه من "المخيف رؤية وزير صحة يريد جعل الحماية مسألة خيار شخصي، في حين أن الرسالة الأساسية في هذا الوباء ليست مسألة أنا وإنما نحن. تصرفكم يؤثر على صحتي".

ورأت البروفسور سوزان ميتشي المتخصصة في السلوك في جامعة "كوليدج لندن"، أن خيار ترك الإصابات تفلت يعني "بناء مصانع جديدة للمتحور بوتيرة مرتفعة جدًا".

وفي السياق نفسه، دعت الجمعيّة الطبّية البريطانيّة خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ الحكومة إلى الإبقاء على بعض القيود بسبب الزيادة "المقلقة" في عدد الإصابات.

أما نقابة "يونايت" التي تمثل عشرات آلاف العمال في وسائل النقل العام، فقد طلبت الإثنين أن يبقى وضع الكمامة إلزاميًا.

رفع الحجر الصحي الإلزامي

وبحسب وسائل إعلام، فإن الحكومة ستقرّر أيضا هذا الأسبوع بشأن رفع الحجر الصحي الإلزامي للبريطانيين الملقحين بالكامل العائدين من دولة مصنفة في الفئة "البرتقالية"، وبينها وجهات سياحية أوروبية كبرى مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.

وفي بريطانيا، تقرر كل مقاطعة جدولها الزمني الخاص في مواجهة الأزمة الصحية. فقد عمدت إسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية إلى رفع للقيود أكثر بطئًا.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close