الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

رغم ضغط المجتمع.. فتيات في الهند يحاربن الأمّية والزواج المبكر

رغم ضغط المجتمع.. فتيات في الهند يحاربن الأمّية والزواج المبكر

Changed

أُسّست حركة "راجاستان رايزينغ" لتحشيد الفتيات والشابات من أجل الحصول على حقوقهن
أُسّست حركة "راجاستان رايزينغ" لتحشيد الفتيات والشابات من أجل الحصول على حقوقهن (موقع الحركة)
ذكرت منظمة "تشايلد لاين إنديا" (Childline India)، أن زواج الأطفال في الهند ارتفع بنسبة 17% في شهري يونيو ويوليو من العام الماضي.

في السابعة عشرة من عمرها، رفضت بريانكا بايروا (17 عامًا)، تزويجها بشكل مدبّر. وبدلًا من ذلك، أسّست جمعية "راجاستان-رايزينغ" (Rajasthan Rising) لمساعدة آلاف النساء في الهند، والدعوة إلى تقديم التعليم المجاني لهنّ.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن بايروا كانت في الخامسة عشرة من عمرها، عندما بدأت عائلتها بالبحث عن زوج لها. وأدى تفشّي وباء كورونا إلى تسريع عملية البحث عن العريس مع إغلاق المدارس وتوقّف الأعمال. وبحلول أكتوبر/ تشرين الأول 2020، استقرّ خيار والديها على صبي مناسب من قريتهم راماثرا، في مقاطعة كاراولي راجاستان.

وقالت بريانكا: "أثناء الوباء، كانت كل أسرة في القرية حريصة على تزويج بناتها، لكنني رفضت أن أكون متورّطة في زواج الأطفال، وكان هناك ردّ فعل عنيف كبير من عائلتي".

وأضافت: "في النهاية، هدّدت عائلتي بالفرار، وخشية من ذلك ألغت عائلتي الزواج؛ كما أقنعتهم والدتي بالسماح لي بالدراسة والالتحاق بالكلية".

كورونا رفع نسبة زواج القاصرات

أدى الوباء إلى إجبار ملايين الفتيات على الزواج والتسرّب المدرسي. وذكرت منظمة "تشايلد لاين إنديا" (Childline India)، أن زواج الأطفال في الهند ارتفع بنسبة 17% في شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز من العام الماضي.

ووفقًا لبيانات حكومية في راجاستان، تزوّجت واحدة من كل ثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 22 و 24 عامًا، قبل سن 18 عامًا.

تحدّت بريانكا، التي تنتمي لطبقة "داليت" أدنى طبقة اجتماعية في الهند، التوجّه العام في قريتها، وأسّست حركة "راجاستان رايزينغ" لتحشيد الفتيات والشابات من أجل الحصول على حقّهن في التعليم المجاني، والمنح الدراسية للتعليم العالي والتحرّر من زواج الأطفال، والتمييز الطبقي والجندري.

وقالت للصحيفة: "أطلقت الحملة لأنني كنت أعرف أن آلاف الفتيات الأخريات يواجهن مشكلات مماثلة، حيث يتمّ إخراجهن من المدرسة وإجبارهن على الزواج المبكر".

وأضافت: "من المفترض أن يكون التعليم مجانيًا حتى الصف الثامن (سن 14) ولكن الأمر ليس كذلك. المنح الدراسية الموعودة للطلاب من المجتمعات المهمّشة لا تصل أبدًا في الوقت المحدد".

زواج القاصرات في الهند

وبدأت بريانكا تحرّكها مع 10 أصدقاء، وشرحت قائلة: "بدأنا بزيارة قرى أخرى، ومساعدة النشطاء المحليين؛ عقدنا اجتماعات، وجمعنا المزيد من الفتيات لتوعيتهن بحقوقهنّ الدستورية".

وتابعت: "غالبًا ما أبدى شيوخ القرية حذرهم، ولم يسمح لنا الكثيرون بالدخول إلى قراهم. لكننا استمرينا بالعودة، حتى انضمّت 100 فتاة إلى جمعيتنا".

اعتراف رسمي

وازدادت أعداد الفتيات اللواتي انضممن إلى المجموعة لتبلغ أكثر من 1200 فتاة. وبحلول مارس/ آذار الماضي، حصل التحرّك على اعتراف من السلطات الرسمية، وتوزّع اعضاؤها أكثر في جميع أنحاء الولاية.

وتعلّمت الفتيات استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والإنترنت، والاتصال بمسؤولي التعليم والقادة السياسيين ووزراء الدولة لعقد اجتماعات لتقديم أهدافهن المتمثلة في حصول الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 17 و18 عامًا، على تعليم مجاني حتى الصف 12، والحصول على منحة دراسية لا تقلّ عن 5000 روبية (49 جنيهًا إسترلينيًا) في بداية كل عام دراسي.

كما احتجّت الفتيات في شوارع ولاية راجاستان، ورسمن شعارات على الجدران تطالب بتعليم الفتيات بالمجان، وتعارض زواج الأطفال.

زواج القاصرات في الهند

وقالت بريانكا: "وصفَنا العديد من القرويين بالجنون. لكن كان لدينا هدف واضح، وهو الوصول إلى الفتيات المستضعفات في جميع المقاطعات الـ 33 بالولاية، والمطالبة بتغيير طويل الأمد".

بدورها، قالت المسؤولة في "راجاستان رايزينغ" ناجية سليم (19 عامًا): "مطالبنا أساسية للغاية، لذلك نحن على ثقة في أن أصواتنا ستصل. إذا كان التعليم مجانيًا تمامًا، يمكننا منع التسرب المدرسي، وبالتالي زواج الأطفال".

واعتبر أبهيشيك بايروا، رئيس قرية سالمبور، إحدى الداعمات للحملة، أن مطالب الفتيات "مهمة جدًا، فعندما تصبح الفتيات أكثر وعيًا بحقوقهن، تُصبح أسرهن واعية أيضًا".

المصادر:
الغارديان

شارك القصة

تابع القراءة
Close