الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

جثث من المنازل إلى المقابر.. أزمة كورونا تتفاقم في ميانمار

جثث من المنازل إلى المقابر.. أزمة كورونا تتفاقم في ميانمار

Changed

بورما كورونا
يتكفل المتطوعون في بورما بالذهاب لتجميع الجثث والقيام بدفنها (غيتي)
لم يعد غالبية المصابين بفيروس كورونا في ميانمار يذهبون إلى المستشفيات، فلقد قرروا الموت في بيوتهم ليتكفل متطوعون بدفنهم.

يرفض العديد من المصابين بكوفيد-19 في ميانمار التوجّه الى المستشفيات التي هجرها مقدمو الرعاية منذ الانقلاب العسكري. ويفضّل هؤلاء ملازمة منازلهم ولو كان ذلك يعني موتهم المحتّم، ما يرتّب ضغطًا هائلًا على متطوعين يتولون نقل الجثث.

ويقول ثان ثان سو، الذي يدير مجموعة متطوعين في رانغون: "نأخذ على عاتقنا يوميًا ما بين ثلاثين إلى أربعين جثة. أحيانًا نجد جثتين في المنزل ذاته".

وتشقّ سيارة الإسعاف الخاصة بالمجموعة شوارع العاصمة الاقتصادية للبلاد، مطلقة صفارة الإنذار تمهيدًا لنقل ضحية جديدة، تُلفّ بأكياس بلاستيكية قبل أن تُدفن على عجل وفق الطقوس البوذية. ولا يتوقّف سيل سيارات الإسعاف عن الوصول الواحدة بعد الأخرى إلى المحرقة.

وتشهد ميانمار حاليًا ذروة في معدل إصابات كورونا، مع تسجيل أكثر من خمسة آلاف إصابة يوميًا خلال الأيام الأخيرة، مقارنة مع خمسين فقط مطلع مايو/ أيار. وتم إحصاء وفاة خمسة آلاف شخص، وهو رقم يعتقد أنه أقل بكثير من الرقم الفعلي.

وتغرق البلاد في حالة من الفوضى منذ أن أطاح الجيش بالحاكمة المدنية أونغ سان سو تشي مطلع فبراير/ شباط، منهيًا مرحلة ديموقراطية استمرت عقدًا، وشن حملة قمع وحشية على المعارضين.

لا أسرّة ولا أكسجين 

ولا تتوافر في المستشفيات أسرّة كافية أو قوارير الأكسجين وفحوص الكشف عن الفيروس وحتى اللقاحات بالشكل المطلوب. أكثر من ذلك، يخشى المواطنون التوجّه الى المستشفيات الخاضعة حاليًا للسيطرة العسكرية.

ويُضرب مئات الأطباء والممرضين احتجاجًا على تسلّم الجيش للحكم والقمع الدامي الذي أوقع أكثر من 900 قتيل. وفرّ كثيرون ممن صدرت بحقهم مذكرات توقيف واعتُبروا بمثابة "أعداء الدولة، فيما اعتُقل كبار المسؤولين في قطاع الصحة، بينهم المسؤول عن برنامج التلقيح في البلاد.

"إلى أيّ مقبرة؟" 

يروي سان أو وهو سائق سيارة إسعاف متطوع يعمل لـ13 ساعة يوميًا أنّه قبل الانقلاب، كانت "مهمتنا نقل مصابي كوفيد-19 إلى المستشفيات، أما اليوم فقد اختلف الأمر. عندما نتلقى اتصالاً بتنا نسأل "إلى أي مقبرة"؟".

ولا يبدو الوضع مرشحًا للتحسّن، إذ تواجه بورما خطر التحول إلى بلد "يتفشى فيه الفيروس بسرعة فائقة"، وفق ما حذّر مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بورما توم أندروز.

ويبدي قلقه تحديدًا على مصير 5,300 شخص اعتقلهم المجلس العسكري منذ الانقلاب، منبهًا إلى أنّ "وضعهم قيد الاعتقال قد يتحول إلى حكم بالإعدام" نظراً لتفشي الوباء. وتم حتى الآن تلقيح أقل من مليوني شخص من إجمالي 54 مليون نسمة.

ويتعين أن تتلقى ميانمار حتى نهاية الشهر المقبل ستة ملايين جرعة لقاح من الصين، لكن مراقبين كثرًا يعربون عن خشيتهم من أن يكون قد فات الآوان، فيما تعمل السلطات على توفير الأكسجين بشكل عاجل من تايلند والصين، وفق وسائل إعلام رسمية.

ولم يبق فريق ثان ثان سو التطوعي بمنأى من الفيروس، إذ أصيب بين صفوفه متطوعان، توفي أحدهما. ويقول: "أحيانًا لا أردّ على الهاتف، لا لأنني لا أودّ القيام بواجبي (...) بل لأن ثمّة معاناة كبيرة".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close