ودّع الأب الفلسطيني حجازي القواسمي، من سكان مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية؛ نجله المصاب بمرض السرطان، بقبلة على جبينه، قبيل اعتقاله من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء.
والطفل وهو أحمد القواسمي البالغ من العمر 11 عامًا يعاني من مرض السرطان، ويتلقى علاجًا كيماويًا تسبب بفقدان شعره.
وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، "صورة الوداع" بشكل كبير، وتُظهر القواسمي، وهو برفقة ثلاثة من أطفاله؛ يحمل أحدهم بذراعه اليسرى، ويضع يده اليمنى على رأس طفله أحمد الخالي من الشعر، والمستلقي على أريكة، طابعًا على جبينه "قُبلة"؛ في حين تراقب الطفلة الثالثة والدها وهو يودع أخاها المريض.
كل ما منحه الاحتلال للفلسطيني حجازي القواسمي هو أقل من دقيقة كي يطبع قبلة الوداع على جبين ابنه المصاب بالسرطان قبل اعتقاله.. أي اجرام أكبر من الاحتلال؟ pic.twitter.com/6CZGFZzKgX
— خالد صافي #فلسطين 🇵🇸 (@KhaledSafi) September 14, 2021
وأثارت الصورة، غضب الفلسطينيين وحزنهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا عليها اسم "قبلة الوداع الأخيرة".
فوّت جرعة العلاج بسبب اعتقال والده
ويقول زياد القواسمي جد الطفل أحمد لوكالة "الأناضول"، إن حفيده مصاب بمرض السرطان في العظم منذ تسعة أشهر، وأُجريت له عملية استئصال لجزء من عظم رجله اليمنى في أحد المستشفيات التركية بشهر يوليو/ تموز الماضي.
وكان من المفترض أن يتلقى الطفل اليوم الثلاثاء، جرعة علاج كيماوية في مستشفى المُطّلع بالقدس، غير أنها تأجلت بسبب اعتقال والده.
وأوضح الجد أن حفيده في "حالة صحية صعبة، ولا يقوى على السير".
ولاحقًا كتب الطفل أحمد القواسمي، عبر حسابه على فيسبوك "حسبي الله ونعم الوكيل، جيش الاحتلال اعتقلوا بابا".
وأضاف: "ربنا يفك أسرك وترجع لنا بالسلامة".
وفي حديث مع وسيلة إعلامية فلسطينية قال الطفل الصغير: "أرغب في أن يرافقني والدي إلى المستشفى خلال إحدى الجلسات العلاجية.. فهو سندي وأكثر شخصٍ أحبه".
صورة تعكس بشاعة الاحتلال
من جهته صرّح قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير، لافتًا إلى أن "الاحتلال لا يُفرّق بين الفلسطينيين، يعتقل بلا رحمة ودون مراعاة لأية مشاعر إنسانية".
وأضاف: "صورة القواسمي وطفله أحمد، دليل على بشاعة الاحتلال".
وعادة، ما تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، بشكل شبه يومي، اعتقالات في صفوف الفلسطينيين.