الجمعة 3 مايو / مايو 2024

مراكز فارغة.. حرب أوكرانيا تترك أثرها على المشهد الثقافي الروسي

مراكز فارغة.. حرب أوكرانيا تترك أثرها على المشهد الثقافي الروسي

Changed

متابعة "العربي" لآخر تطورات الهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
يترك الهجوم الروسي على أوكرانيا ذيوله على المشهد الثقافي في موسكو، ففيما فرغت مراكز ثقافية من روادها، ألغيت فعاليات وغادر فنانون، فيما أقيمت تحركات داعمة لموقف روسيا.

تعكس المراكز الثقافية والفعاليات التي تشهدها أو تلك التي تغيب عنها، فضلًا عمّا يُحكى عن "فرار" الفنانين، حالة فك ارتباط ثقافي بين روسيا والغرب، على خلفية الهجوم الذي تشنه على جارتها أوكرانيا.

ويُعد ما يشهده مبنى GES-2، وهو مركز فنون جديد ضخم، استُحدث في محطة طاقة مهجورة على بعد خطوات من الكرملين، وافتُتح نهاية العام الماضي بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحد العلامات على ذيول تلك الحرب.

فبحسب ما جاء في صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن من مرّوا به من سكان موسكو السبت واجهوا مشكلة واحدة ويصعب تفويتها، وهي غياب الفن عن المكان، الذي يحمل توقيع المصمم المعماري الإيطالي الرائد رينزو بيانو.

وكان الفنان الروسي يفيغني أنتوفييف قد طلب إزالة أعماله من المبنى، بعد وقت قصير من بدء هجوم بلاده على أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عنه قوله: "إنه ليس الوقت المناسب للفن المعاصر عندما يموت الناس وتُسفك الدماء"، مشددًا على أنه لا يمكن التظاهر بأن الحياة طبيعية.

وبعدما بدا واضحًا أن المركز لن يستخدم منصته لمعارضة الهجوم، سرعان ما نأى فنانون وقيمون آخرون روس وأجانب بأنفسهم عنه.

إلى ذلك، يُرتقب أن يبقى الجناح الوطني لروسيا في بينالي البندقية فارغًا في الأسابيع المقبلة.

فبعد أيام من بدء الهجوم، أعلن فنانان روسيان أنهما لا يمكنهما تمثيل بلدهما في الجناح، في حين استقال من منصبه أمين الجناح الليتواني المولد رايمونداس مالاسوسكاس.

و"الغارديان" نقلت عن مارات غيلمان، وهو جامع فنون روسي مخضرم، قوله إنه مع استمرار الحرب، سيتم الترحيب فقط بالفنانين الروس، الذين احتجوا علانية ضدها عبر فنّهم في أوروبا.

وأكد أن على الفنانيين "إما الاحتجاج على الحرب في عملهم أو التزام الصمت"، نافيًا اعتقاده أنه سيكون هناك أي حل وسط.

وكان البرلمان الروسي قد أقرّ في شهر مارس/ آذار الماضي، قانونًا يفرض عقوبة بالسجن، على ما عدّه "نشر أخبار كاذبة" عن الجيش الروسي في أوكرانيا، تصل إلى 15 عامًا.

وفي الأيام الأولى للحرب، وقُبيل هذا التجريم لمعارضة الحرب، وقّع أكثر من 17000 روسي يعملون في مجال الفنون خطابًا مفتوحًا يطالبون بوقف الهجوم.

لكن عندما شنّت موسكو حملتها القمعية الممنهجة على معارضة الحرب، تقول "الغارديان": إن مئات الفنانين قرروا مغادرة البلاد. 

"لم تتبق أية خيارات"

ونقلت الصحيفة عن الفنانة الروسية أنطونينا بيفر، قولها: "هربت من موسكو، التي تحوّلت إلى "موردور". بالنسبة لها لم تتبقَ أية خيارات؛ إذ لن تتمكن من البقاء في روسيا صامتة، وبالنظر إلى أنشطتها الحالية، لن تكون حرة لفترة طويلة.

وكان بوتين قد أكد أن بلاده تنخرط أيضًا في معركة ثقافية ضد الغرب، حيث قارن معاملة الثقافة الروسية في الخارج بحرق "الأدب غير المرغوب فيه" من قبل النازيين.

وفي حين تواجه فنانة من سان بطرسبرغ عقوبة تصل إلى السجن 10 أعوام بعد إلقاء القبض عليها بزعم أنها استبدلت ملصقات أسعار السوبر ماركت برسائل احتجاج، وداهمت الشرطة حفلة موسيقية مناهضة للحرب لتقاطع عرض عازف البيانو أليكسي لوبيموف، أُقيمت فعاليات مؤيدة للهجوم.

وفي هذا الصدد، أعلن مسرح البولشوي أنه سيقدّم سلسلة من العروض لدعم "العملية العسكرية" الروسية في أوكرانيا، على أن تذهب جميع عائداته إلى عائلات الجنود الروس، الذين لقوا حتفهم في القتال.

كما نشر مسرح أوليغ تاباكوف الرمز العسكري الموالي للحرب "Z" على واجهة مبناه المكوّن من ثلاث طبقات وسط العاصمة موسكو.

يُذكر أن عقوبات مشددة فرضها الغرب على موسكو منذ أطلق بوتين الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، ما أدى إلى عزل متزايد لروسيا سياسيًا وماليًا، وقد طاول العزل مجالات أخرى، ولا سيما الرياضة والثقافة.

وجرى إلغاء عدد من المناسبات، التي تشارك فيها شخصيات ثقافية روسية أبدت تأييدها للحرب، بما في ذلك مناسبات يشارك فيها فاليري جيرجيف، المدير العام لمسرح مارينسكي في سان بطرسبرغ.

كما تمت تنحية جيرجيف، الذي لم يندّد بالهجوم الروسي، من منصب قائد أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية، وخسر فرصة قيادة الفرقة في مسرح لا سكالا في ميلانو.

وأُلغي عدد أقل بكثير من المناسبات المرتبطة بشخصيات ثقافية روسية راحلة، وحذفت أوركسترا كارديف الفيلهارمونية مقطوعة لتشايكوفسكي من برنامجها، وتشير تقارير إعلامية إلى فرق أوركسترا في اليابان وكرواتيا اتخذت خطوات مماثلة.

وألغى تياترو ريال في إسبانيا، وهو أحد أكبر دور الأوبرا في أوروبا، عروضًا تؤديها فرقة البولشوي الروسية في وقت لاحق من العام.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close