مسلحون يقطعون إمدادات المياه عن أجزاء واسعة من ليبيا

تسبب اقتحام مسلحين قبليين لمراكز إمدادات المياه، أمس السبت، للمطالبة بالإفراج عن صهر الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في حرمان أجزاء واسعة من ليبيا من المياه.

وأعلنت هيئة النهر الصناعي الكبير وهي مشروع نفذ في ظل نظام القذافي لري جزء كبير من البلاد، توقف الإمداد للغرب والجنوب الغربي.

وكان القذافي قد صمم المشروع منذ أكثر من 30 عامًا وهو يمدّ الشمال والساحل بمعظم إمدادات مياه الشرب التي يستفيد منها نحو ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة.

وأشارت إلى أن السبب يعود إلى التهديدات بأعمال تخريب من قبل أقارب عبد الله السنوسي المحكوم والمسجون في طرابلس، للمطالبة بالإفراج عنه.

واقتحم مسلحون مركز السيطرة التابع لهيئة النهر الصناعي، ومنحوا السلطات في طرابلس 72 ساعة للإفراج عن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات.

وكان صهر القذافي عبد الله السنوسي من الدائرة المقربة للسلطة، وقد صدر في حقه حكم قضائي من محكمة ليبية بالإعدام قبل ستة أعوام لدوره في قمع الثورة الليبية.

وقد اتخذت السلطات المختصة إجراءات استباقية بوقف ضخ المياه عبر الصمامات لتجنب تخريب المنشآت وضمان سلامة موظفيها.

استهداف النهر لتحقيق المطالب

وتكررت حوادث إغلاق منظومة النهر الصناعي طيلة السنوات الماضية، وتشير أصابع الاتهام إلى مسلحين قبليين يحاولون الضغط على السلطات للإفراج عن محكومين من قبائل الجنوب في العاصمة.

وقد تسبب اقتحام مجموعة في عام 2019 لمحطة كهرباء النهر في انقطاع المياه عن العاصمة الليبية ومناطق أخرى، وطالبت المجموعة بتسوية تتعلق بوقف قطع الكهرباء عن منطقة براك الشاطئ.

ولم تلبِّ الحكومة الليبية الجديدة ومقرها طرابلس مطالب المسلحين حتى الآن.

وتحاول ليبيا الانتهاء من عقد من العنف منذ ثورة 2011، وشهدت حالة من الفوضى في السنوات الأخيرة بوجود قوى متنافسة في الشرق والغرب.

ونجح اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، في إيقاف الحرب بين غرب ليبيا وشرقها.

وشكلت في بداية العام حكومة موحدة برعاية الأمم المتحدة مهمتها توحيد المؤسسات وقيادة البلاد إلى انتخابات تشريعية ورئاسية في ديسمبر/ كانون الأول.