الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"مسيرة الأعلام".. ما هي أسباب التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية؟

"مسيرة الأعلام".. ما هي أسباب التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية؟

Changed

الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي يتحدث لـ"العربي" عن أسباب التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية (الصورة: غيتي)
أمر قائد الشرطة الإسرائيلية بنشر الآلاف من رجاله في القدس الشرقية والمدن المختلطة، قبل أيام من انطلاق مسيرة استفزازية ينظمها مستوطنون متطرفون.

تعيش إسرائيل حالة من التأهب، استعدادًا لـ"مسيرة الأعلام" المقررة الأحد المقبل في البلدة القديمة بالقدس، وتتخوف من تجدد الاشتباكات مع الفلسطينيين، على خلفية دعوات المستوطنين الجديدة لاقتحام المسجد الأقصى.

وسنويًا، ينظم نشطاء يهود ومستوطنون "مسيرة الأعلام" بالقدس في 29 مايو/ أيار لإحياء يوم "توحيد القدس"، وهو ذكرى ضم إسرائيل الجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو/ حزيران 1967.

وتنطلق المسيرة من القدس الغربية، بمشاركة آلاف المستوطنين، ومن المقرر أن تمر عبر منطقة باب العامود في القدس الشرقية المحتلة.

والأربعاء، أمر قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، بنشر الآلاف من رجاله في القدس الشرقية والمدن المختلطة، قبل أيام من انطلاق مسيرة استفزازية ينظمها مستوطنون متطرفون، فيما نشر الجيش منظومة "القبة الحديدية "قرب الحدود مع قطاع غزة، بحسب إعلام عبري.

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "شبتاي" أمر برفع حالة التأهب في القدس والمدن المختلطة إلى مستوى واحد قبل أعلى مستوى من التهديد، خوفًا من اندلاع "أعمال عنف" خلال "مسيرة الأعلام" في 29 مايو الجاري.

وألغى "شبتاي" الإجازات الخاصة بجميع عناصر الشرطة العاملين في القدس والمدن المختلطة، بحسب المصدر ذاته.

تحذيرات فلسطينية من "تفجير الأوضاع"

وعلى صعيد المواقف الفلسطينية، حذرت الرئاسة وفصائل فلسطينية، الأربعاء، من أن سماح إسرائيل للمستوطنين بتنظيم "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، سيؤدي إلى مزيد من "التوتر وتفجير الأوضاع".

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان: إن "الاحتلال يسيء مجددًا تقدير عزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته وقدرته على الصمود والتحدي، من خلال إصراره على تنفيذ المسيرة في القدس القديمة"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

واعتبر أن ذلك "يأتي إذعانا رسميًا للمتطرفين اليهود".

ودعا أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية "للتراجع عن هذه الاستفزازات التي لا تقود سوى إلى التوتر والعنف"، محملًا إياها "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع".

ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية على وجه التحديد، إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية".

كما اعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم في بيان أن "سماح قيادة الاحتلال للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والمساس بقدسيته فيما تسمى بمسيرات الأعلام تجاوز للخطوط الحمراء، سيجعلها تتحمل الأثمان الباهظة لسلوكياتها العنصرية المتطرفة".

وأضاف برهوم، في بيان: "نحذر حكومة الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء، والتي من شأنها إشعال الساحة وتفجير الأوضاع".

ودعا الوسطاء في المنطقة إلى "الضغط على حكومة الاحتلال وكبح جماحها وسحب صواعق التفجير".

من جهتها، اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية، في بيان، أن "إصرار الاحتلال على تنفيذ مسيرة الأعلام وأداء طقوس تلمودية في الأقصى سيكون المسمار الأخير في نعش حكومة نفتالي بينت الهشة والضعيفة، ونارا ستحرق الاحتلال".

وأردفت أن "المقاومة أرسلت رسائلها لكل الوسطاء بأن الاحتلال يلعب بالنار ولن تسمح له بتمرير مخططاته، وأنها ستدافع عن الأقصى مهما بلغ الثمن".

ورأت حركة المجاهدين، في بيان، أن "ما يمارسه الاحتلال بالقدس والأقصى لعب بصاعق التفجير الذي سيزلزل الكيان. القدس والأقصى خط أحمر ولن نسمح للاحتلال بتجاوزهما".

إلغاء قرار قضائي يسمح بأداء صلوات يهودية في الأقصى

وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة القدس، ألغت مساء الأربعاء، قرارًا قضائيًا صدر عن محكمة الصلح في المدينة، يوم الأحد الماضي، سمح بأداء صلوات يهودية في المسجد الأقصى.

كما أن محكمة الصلح كانت قد ألغت قيوًدا فرضتها شرطة الاحتلال في القدس على عدد من المستوطنين، تشمل أوامر بإبعادهم عن البلدة القديمة في المدينة، بعد أن كانوا قد أدوا طقوسًا تلمودية في باحات المسجد الأقصى.

واعتبرت المحكمة أن باستطاعة المقتحمين للمسجد الأقصى من المستوطنين، أداء صلوات يهودية في باحاته، معتبرة أن ذلك "لا يعد مخالفة جنائية"، بما في ذلك أداء ترتيلات دينية والركوع في باحات الأقصى.

وأثار قرار محكمة الصلح الإسرائيلية غضبًا فلسطينيًا في ظل تشكيكه في شرعية منع اليهود من الصلاة في المسجد الأقصى خلافًا لـ"الوضع القائم" المستمر منذ عقود والذي يمنع غير المسلمين من ممارسة الشعائر الدينية في الأقصى.

ما هي أسباب التصعيد الإسرائيلي؟

وفي هذا الإطار، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي: إن هناك "4 أسباب تقف وراء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، الأول هو تعاظم تأثير التيارات والمجموعات الدينية المتطرفة والتي باتت جزءًا من التيار العام في إسرائيل، وممثلة في الكنسيت برئاسة النائب المتطرف إيتمار بن غفير".

أما السبب الثاني حسب النعامي، فهو ضعف حكومة نفتالي بينت، مما يغري التنظيمات المتطرفة بتكثيف وتوسيع أنشطتها وسلوكها الاستفزازي في جميع الأراضي الفلسطينية، أما الثالث، فهو تراجع المركبات اليمينية داخل الحكومة الإسرائيلية والتي تحاول مغازلة جمهورها عبر التشجيع والموافقة على سلوك التنظيمات الإرهابية.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من قطاع غزة، أن السبب الرابع هو سلوك السلطة الفلسطينية التي تندد والنظام الرسمي العربي الذي لا يحرك ساكنًا، بل يكتفون بالتنديد في الوقت الذي يحاولون فيه التعاون الأمني والاقتصادي مع إسرائيل.

وعام 2021، نظم الآلاف من "المتطرفين" المسيرة التي يحملون خلالها الأعلام الإسرائيلية، واقتحموا منطقة باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس، مرددين هتاف "الموت للعرب"، قبل أن يتوجهوا نحو "حائط البراق".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close