معلومات مضللة وعلاجات مزيفة.. دور مواقع التواصل في الترويج لأدوية قاتلة
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار معلومات مضللة وخصوصًا ما يتعلق بأمراض خطيرة مثل السرطان، الأمر الذي أدى إلى نوع من التضليل لدى المرضى الذين يريدون التعلّق بأيّ أمل يجلب لهم الشفاء.
وبشأن أسباب انتشار تلك المعلومات المضللة والعلاجات المزيفة للسرطان وتأثيرها على الصحة العامة، تقول الاختصاصية في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية أصالة لمع، "إننا نعيش في عصر مدهش، حيث يمكن لأي أحد نشر معلومة ويتلقاها شخص آخر بسهولة".
وتشير في حديث إلى "العربي"، من تولوز الفرنسية، إلى أنه في موضوع السرطان يزداد الأمر حدة كونه يلعب على هشاشة المريض، لافتة إلى أنّ هذا المرض ارتبط اسمه بكلمة "مستعص"، وأن لا علاج له.
لكنها تؤكد أنّ "الأصح أن لدينا أكثر من نوع من السرطان، ولا نقدر أن نقول إنّه ليس له علاج بشكل مطلق، بل على العكس من ذلك، لدينا بعض الأنواع صار لها علاج، والطبيب وحده من يقدر على تحديد مقدار انتشار المرض من عدمه".
كما توضح أن المشكلة في ارتباط السرطان لدى الناس بأن لا أمل من الشفاء منه. وتشير إلى أن هناك هشاشة في هذه المعلومات تجعل المرضى يتعلقون بآمال كاذبة.
أضرار العلاجات الطبيعية
وتقول لمع إن هذا الأمر ليس بريئًا فالشائعات ليست عشوائية بل تديرها لوبيات معينة تسفيد منها، مثل الذين يروجون للعلاجات الطبيعية وهم يستفيدون من هشاشة المرضى ومن قدرتهم على نشر الشائعات لأهداف تجارية بحتة.
إلى ذلك، توضح الاختصاصية في السرطان حقيقة أنه كي نصل إلى دواء ما ونقول إنه فعال فيجب أن يمر بدراسات مخبرية تثبت فعاليته على الخلايا وعلى حيوانات المختبر وبعدها يذهب إلى التجارب السريرية وهذا الأمر يتطلب أكثر من عشر سنوات للقيام بهذه الدراسات وإعلان نجاح العلاج.
وتشير إلى أن "وجود مشكلة كبيرة تتلخص في أن بعض الأشخاص يقومون بشراء دواء لم تتم عليه أي دراسات ويقولون إنه نجح ونحن كأشخاص نعمل في هذا المجال نعرف بأن هناك خطرا حقيقيا في أخذ هذه المواد".
وتضيف أنه "يجب توضيح أنه غير صحيح أن العلاج الطبيعي غير خطير، هناك معتقدات شعبية أن العلاج الطبيعي إذا لم ينفع فهو لا يضر. لكن هناك فيما يخص السرطان هناك علاجات طبيعية مضرة وتسبب مشاكل كبيرة للمرضى، حيث كل المواد يتم استخراجها من النباتات وهناك مواد فعالة فيها يمكن أن تسبب سمّية مباشرة للكبد إذا تم تناولها بشكل مباشر".