وضعت إيطاليا، التي تستورد نحو 45% من حاجتها من الغاز الطبيعي من روسيا، مخطط "تقنين" يُساعدها على تفادي أزمة طاقة تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، يُرتقب أن تُمنع المدارس والمباني العامة الأخرى في البلاد من تشغيل المكيّفات الخاصة بها عند أي درجات حرارة أقل من 25 مئوية اعتبارًا من الشهر المقبل، وفق ما أشارت إليه صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتأتي هذه المبادرة، في وقت يسافر وزيران إيطاليان إلى وسط إفريقيا اليوم الأربعاء بحثًا عن مورّدي غاز بديلين لروسيا.
#روسيا تكشف موافقة دول على شراء الغاز الروسي بالروبل pic.twitter.com/f1kuO4wQVa
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 16, 2022
ويتطلّع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى عقد صفقات لاستيراد الغاز من أنغولا والكونغو الديموقراطية، بعدما كانت بلاده قد وقّعت في الأسابيع الأخيرة اتفاقات مع مصر والجزائر.
وتُعد إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية اعتمادًا على الغاز، الذي يُشكل 42% من استهلاكها للطاقة.
وتأمل حكومتها تقليص اعتمادها على الغاز من خلال تسريع الاستثمار في الطاقة المتجددة وإزالة العراقيل الإدارية من أمام مشاريع توليد الطاقة الشمسية والريحية.
وكان دراغي قد دعا إلى تضحيات جماعية، وتوّجه هذا الشهر للإيطاليين بالسؤال "هل نريد السلام أم نريد أن نشغّل المكيّفات؟".
غرامات مالية
إلى ذلك، يبدأ تطبيق إجراءات التقنين اعتبارًا من أول مايو/ أيار المقبل لتظل سارية حتى 31 مارس من العام المقبل. وفي الشتاء، ستُمنع التدفئة في المباني العامة بما يتجاوز 19 درجة مئوية.
وبينما لم يتضح كيف ستتم مراقبة تنفيذ هذه الإجراءات بعد، توقفت صحيفة "إل مساجرو" عند دور مفتشي وزارة العمل وإمكانية فرضهم غرامات على المخالفين تتراوح بين 500 و3000 يورو.
ووفق "الغارديان"، لا ينطبق هذا الإجراء على المستشفيات، ولكن قد يمتد في النهاية ليشمل المنازل الخاصة.
ويشير وزير الإدارة العامة في إيطاليا ريناتو برونيتا، إلى أن المبادرة ستوفر من مليارين إلى 4 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا.
في غضون ذلك يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ 56، وسط اشتداد المعارك شرقًا.
وكان رئيس حكومة إيطاليا قد أكد أنه "حتى الآن، لم يكن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السعي إلى السلام، بل محاولة القضاء على المقاومة الأوكرانية، واحتلال البلاد وتسليمها إلى حكومة صديقة"، مؤكدًا أن إيطاليا ستبقى "قريبة" من "أصدقائها الأوكرانيين".