الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

مع اشتداد الأزمة في البلاد.. مئات اللبنانيين يلجأون إلى جزيرة قبرص

مع اشتداد الأزمة في البلاد.. مئات اللبنانيين يلجأون إلى جزيرة قبرص

Changed

دفعت الأزمة الاقتصادية الخانقة آلاف اللبنانيين إلى الهجرة في الأشهر الأخيرة
دفعت الأزمة الاقتصادية الخانقة آلاف اللبنانيين إلى الهجرة في الأشهر الأخيرة (أرشيف-غيتي)
شهد قطاع العقارات في الجزيرة المتوسطية الهادئة ارتفاعًا في الطلب على شراء الشقق من جانب لبنانيين، في وقت فضّل الآلاف مغادرة البلاد على وقع الأزمات المتفاقمة.

في ظاهرة لافتة للانتباه توجه مئات اللبنانيين خلال الأشهر الماضية إلى جزيرة قبرص ليستقروا فيها، ولو بشكل مؤقت، هربًا من الأزمة الخانقة في بلادهم، حيث انقطاع الكهرباء وشحّ الوقود والأدوية.

من هؤلاء على سبيل المثال اللبنانية نانور أباشيان (30 عامًا) التي خرجت مع زوجها وطفليهما من مطار لارنكا قادمة من بيروت، وهم يجرّون سبع حقائب معظمها كبيرة الحجم.

وصرّحت الزوجة لـ"فرانس برس" قائلة: "وجعي كبير جدًا لأنني تركتُ بلدي وأهلي، لكنني مجبرة على ذلك، لأنني أريد أن أربي ولدي بعزّ وكرامة وضمان مستقبلهما".

وعلى وقع الأزمة غادر آلاف اللبنانيين البلاد واختار كثيرون منهم قبرص، فيما أكدت السفيرة اللبنانية في قبرص كلود الحجل، أنه منذ أواخر عام 2019 ومع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في لبنان: "لاحظنا زيادة كبيرة في عدد الملفات العائلية التي فُتحت في السفارة وسجلنا الزيادة الأكبر بعد انفجار 4 أغسطس/ آب الكارثي في مرفأ بيروت". 

ومنذ نحو عامين، يشهد لبنان أزمة اقتصادية حادة، حيث يعجز اللبنانيون عن سحب أموالهم من المصارف بسبب قيود ناتجة عن شحّ السيولة، وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية بنسبة تفوق الـ 90%، كما فقد كثيرون وظائفهم.

 كما يعاني المواطنون من انقطاع الكهرباء معظم ساعات النهار والليل، ولا تتوافر مادة المازوت في السوق لتشغيل المولدات الكهربائية.

إقبال كثيف

وانتقلت عائلة نانور للعيش مؤقتًا في منزل صديق في لارنكا، بانتظار استئجار شقة قريبة من المدرسة التي سجّلت فيها ولديها، إذ تسابقت عشرات العائلات خلال الأسابيع الماضية على تسجيل أولادها في المدارس.

اختارت نانور أباشيان وزوجها الهجرة من لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة (غيتي)
اختارت نانور أباشيان وزوجها الهجرة من لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة (غيتي)

واضطرّ اللبناني جورج عبيد لتسجيل أبنائه الثلاثة في مدرستين مختلفتين في لارنكا، بسبب عدم توافر أمكنة لهم في مدرسة واحدة.

وقال الرجل الأربعيني لفرانس برس: "لا نرى أفقًا للعام الدراسي في لبنان. المازوت غير متوافر لتشغيل المولدات والأساتذة لن يحصلوا على علاوة ليتمكنوا من التعليم، ولن يستطيعوا ملء سياراتهم بالبنزين ليذهبوا إلى المدارس".

وفي العاصمة نيقوسيا تلقت المدرسة الفرنسية خصوصًا عشرات طلبات التسجيل بسبب قرب برنامجها الدراسي من برامج المدارس الفرنكفونية العديدة في لبنان. ولم تتمكن من تلبيتها كلها، كما أفاد لبنانيون قادمون حديثًا.

وتحدث لبنانيون ومسؤولون قبارصة عن أكثر من 250 طلب تسجيل للبنانيين في المدرسة.

من ناحية ثانية شهد قطاع العقارات في الجزيرة المتوسطية الهادئة ارتفاعًا في الطلب على شراء الشقق من جانب لبنانيين.

وقال رجل الأعمال اللبناني جورج شهوان، وهو صاحب عشرات المشاريع العقارية في قبرص: "شركتنا باعت 400 شقة لعائلات لبنانية بين 2016 و2021... مئة من بينها خلال الأشهر الستة الأخيرة".

وأشار إلى أن اللبنانيين يختارون الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي للاستثمار والاستقرار، لأنها تقدّم لهم حوافز عدة، فهي "تمنح الإقامة مدى الحياة لكل شخص يمتلك فيها عقارًا جديدًا، كما أن المصارف القبرصية تسهّل معاملات الحصول على قروض للبنانيين الذين لديهم مدخول بالدولار".

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close