تشهد شوارع صنعاء وبقية المدن اليمنية انتشارًا لافتًا للعيادات الإسعافية الخاصة، حيث تقدم العشرات منها بعض الخدمات الصحية بموجب تراخيص رسمية وتحظى بإقبال كبير من اليمنيين.
فقد أصبحت العيادات الخاصة الصغيرة في صنعاء بديلًا للمستشفيات العامة ليس فقط بفضل تكاليفها المنخفضة، إنما أيضًا لكونها توفر فرصًا لتوظيف المئات من خريجي التخصصات الطبية.
بديل للمستشفيات العامة
وعلى سبيل المثال، دفع عارض صحي أحد المواطنين اليمنيين واسمه قصي عبدالله إلى طلب العلاج بإحدى العيادات الإسعافية في حيه السكني بصنعاء، فهي الأقرب والأقل تكلفة بالنسبة إليه.
ويقول عبد الله لـ"العربي": "العيادات موجودة في كل مكان، وهناك سهولة للوصول إليها أكثر من المستشفيات وهي أيضًا أرخص للذين لا يمتلكون المال، فنفضل العيادات أكثر من المستشفيات لا سيما وإن كانت للأغراض البسيطة".
وفي الغالب، تختص هذه العيادات الصغيرة المكونة من غرفة أو اثنتين بتقديم خدمات الفحوص الطبية والإسعافات الأولية، والجراحات البسيطة.
وعلى الرغم من كثرة المستشفيات العامة، فإن هذه العيادات أصبحت خيارًا مفضلًا لطلب العلاج لدى كثير من اليمنيين.
في هذ الصدد، يشرح عبد الكريم الخياطي صاحب عيادة في صنعاء لـ"العربي" أن "العيادات تكلفتها بسيطة جدًا، بغض النظر عن المستشفيات وتكلفتها الكبيرة، فالمواطن اليمني يبحث عن أسهل طريقة للوصول إلى العلاج".
#اليمن.. مواطنون يستبدلون المستشفيات العامة بالعيادات الخاصة بسبب تكاليفها المنخفضة وسهولة الوصول إليها تقرير: خليل القاهري @kalkahiri pic.twitter.com/rcc3jFXlx4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 27, 2024
فرص عمل لمئات الخريجين
ويتولى خريجو المعاهد الطبية والصحية من الجنسين تقديم الرعاية اللازمة للمترددين على هذه العيادات، وأمام الانتشار اللافت لها، تمنحها وزارة الصحة تصاريح عمل، مع إخضاعها وكوادرها لتقييم متواصل.
فوفق أنيس الأصبحي المتحدث باسم وزارة الصحة بصنعاء: "هناك تقييم مستمر لمن يعملون في هذه العيادات خاصة من خريجي المعاهد الصحية والطبية، كما يخضعون لدورات تدريب".
بالمحصلة، تنتشر عشرات العيادات في مختلف الأحياء في صنعاء لتشكل مشاريع صغيرة للمئات من خريجي التخصصات الصحية، وتوفر خدمة طبية سريعة وقليلة التكلفة، إلا أنها لا تغني عن خدمات المستشفيات بصورة كاملة.
وعلى الرغم من خدماتها المتواضعة، تعدّ هذه العيادات ملاذًا آمنًا لليمنيين في ظل تدهور أوضاعهم الاقتصادية وانهيار نحو 60% من المنظومة الصحية في البلاد خلال سنوات الحرب.