الجمعة 10 مايو / مايو 2024

مع تزايد أعداد اللاجئين.. قبرص تدعو إلى إعادة النظر في هجرة السوريين

مع تزايد أعداد اللاجئين.. قبرص تدعو إلى إعادة النظر في هجرة السوريين

Changed

أصبحت قبرص من المقاصد الرئيسية للمهاجرين بعد إغلاق نقطة انطلاق تركية صوب الجزر اليونانية
أصبحت قبرص من المقاصد الرئيسية للمهاجرين بعد إغلاق نقطة انطلاق تركية صوب الجزر اليونانية - غيتي
شهدت قبرص وصول 1043 سوريًا على قوارب في أكتوبر. وفي نوفمبر سجلت 795 وافدًا أي ما يقرب من 3 أمثال العدد المسجل في نوفمبر 2022.

أعلن وزير الداخلية القبرصي أن حكومة نيقوسيا ترغب في أن يفكر الاتحاد الأوروبي في إعلان أجزاء من سوريا التي مزقتها الحرب مناطق آمنة لإعادة لاجئين سوريين إلى بلادهم، وذلك مع وصول أعداد غير مسبوقة من اللاجئين السوريين إلى شواطئ قبرص.

وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، قال الوزير قنسطنينوس يوانو: "بدء مناقشة لإعادة تقييم مسألة سوريا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا"، مضيفًا أن وزارة الخارجية تستعد لطرح الأمر على بروكسل رسميًا.

وتابع أنه في ظل تنامي الصراع في منطقة الشرق الأوسط، فإن بلاده تتوقع المزيد من تدفق اللاجئين وطالبي اللجوء، مما يزيد من الضغط على مواردها.

ومضى قائلًا: "لدينا خمسة أمثال المهاجرين في أي دولة عضو أخرى على حدود الاتحاد". وتشير البيانات إلى أن معظمهم من سوريا.

وتقول قبرص إنها تعمل على رفع قدرتها لاستضافة اللاجئين، لكنها تريد من شركائها في الاتحاد الأوروبي إعادة تقييم سياسات التكتل.

وأفاد يوانو أن هذا يشمل بدء مناقشة حول وضع سوريا، وما إذا كانت عودة اللاجئين إلى هناك آمنة بالإضافة إلى زيادة الدعم للبنان الذي يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين.

تشير تقديرات إلى أن أكثر من 5 ملايين فروا من سوريا خلال الحرب
تشير تقديرات إلى أن أكثر من 5 ملايين فروا من سوريا خلال الحرب - غيتي

واستشهد بتقرير صادر عن وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء في فبراير/ شباط، أفاد أن التقييمات تشير إلى أن محافظتي دمشق وطرطوس السوريتين "لا يوجد فيهما خطر حقيقي لتعرض مدنيين لتأثر بشكل شخصي بالعنف العشوائي".

وتشير تقديرات إلى أن أكثر من خمسة ملايين فروا من سوريا خلال الحرب الأهلية التي اندلعت قبل أكثر من عشر سنوات وتوجه معظمهم إلى لبنان وتركيا.

وعلى الرغم من وصول الصراع إلى مرحلة من الجمود في الوقت الحالي مع سيطرة قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد على معظم أنحاء البلاد، فإن اللاجئين يواصلون مغادرة سوريا، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

المهاجرون إلى قبرص

وأصبحت قبرص من المقاصد الرئيسية للمهاجرين بعد إغلاق نقطة انطلاق تركية صوب الجزر اليونانية في اتفاق أبرم في 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة.

وبلغت طلبات اللجوء في قبرص ذروتها عند حوالي 21565 في 2022، وهو أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في 2002.

وشهدت قبرص وصول 1043 سوريًا على قوارب في أكتوبر/ تشرين الأول أي بزيادة 3 أمثال عن العام الماضي. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، سجلت 795 وافدًا أي ما يقرب من 3 أمثال العدد المسجل في نوفمبر 2022.

ويعود جزء من الارتفاع إلى اختلاف في قبرص نفسها. ففي الفترة من 2019 إلى 2022، أصبحت البلاد جهة الاستقبال الحدودية الرئيسية لمسار جديد للمهاجرين من إفريقيا عندما دخل الآلاف إلى جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها بتأشيرات طلاب، ثم تم تهريبهم عبر خط وقف إطلاق النار إلى قبرص اليونانية المعترف به دوليًا في الجنوب.

وتم إغلاق هذا الباب الخلفي نظريًا من خلال تشديد الإجراءات الأمنية على طول "الخط الأخضر" الذي يبلغ طوله 180 كيلومترًا مما أدى إلى انخفاض إجمالي عدد الوافدين بمقدار الثلثين هذا العام. لكن السلطات تشعر بالقلق من أنه إذا أغلق باب، فقد يُفتح آخر.

وتقول السلطات إن تدفق اللاجئين السوريين يتسارع. ففي وقت هدوء البحار يمكن أن يستغرق قارب صيد صغير من 18 إلى 20 ساعة للوصول من لبنان إلى قبرص.

وقال بيوانيس أرتيميو رئيس وحدة الموانئ والشرطة البحرية في مدينة فاماغوستا: "شهد العامان الماضيان زيادة كبيرة، وبلغت ذروتها منذ أغسطس/ آب من العام الجاري".

ويصل المهاجرون بشكل متكرر إلى الشاطئ عند منطقة كاب جريكو في شرق قبرص، إذ يقطعون مسافة 185 كيلومترًا من سوريا أو لبنان.

وقال يوانو إن قبرص على اتصال وثيق مع لبنان الذي اعترض "الكثير" من السفن. وأضاف أن قبرص عرضت على لبنان المساعدة الفنية والدوريات المشتركة، وتعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقدم المزيد من المساعدة المباشرة له.

كما طرح فكرة "المناطق الآمنة" خارج الاتحاد الأوروبي حيث يمكن فحص طلبات اللجوء. وأضاف أن إيطاليا أعلنت بالفعل عن خطة لبناء مراكز في ألبانيا.

وفي جنيف، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الأربعاء أمام منتدى دولي حول اللاجئين إن العدوان على غزة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من النزوح في المنطقة الأوسع نطاقًا.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close