الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

مع شموع وأمنيات طيبة.. لماذا نحتفل بأعياد الميلاد بالكعكة؟

الكعكة عنصر أساسي لأي احتفال لا سيما أعياد الميلاد - غيتي
الكعكة عنصر أساسي لأي احتفال لا سيما أعياد الميلاد - غيتي
مع شموع وأمنيات طيبة.. لماذا نحتفل بأعياد الميلاد بالكعكة؟
مع شموع وأمنيات طيبة.. لماذا نحتفل بأعياد الميلاد بالكعكة؟
الأحد 7 أبريل 2024

شارك

يكاد لا يخلو أي احتفال بأعياد الميلاد من الكعكة، التي تعد من التقاليد الرئيسية القديمة التي انتقلت عبر العصور، وتمثل رمزًا أساسيًا في الاحتفالات والمناسبات الخاصة.

كما تعتبر هذه العادة التي تتضمن إطفاء الشموع على الكعكة أثناء طلب أمنية، عالمية إذ لا تقتصر على ثقافة واحدة، بل تنتشر في معظم حضارات العالم، ويحمل هذا التقليد معانيَ ورموزًا تتعلق كلها بالفرح والاحتفال. 

فما هو سبب اختيار الكعكة لتكون جزءًا أساسيًا من احتفالات أعياد الميلاد؟

تاريخ الاحتفال بأعياد الميلاد

يكشف موقع "باتيسري فاليري" البريطاني أن تقليد كعكة عيد الميلاد يعود إلى المصريين القدماء، لكنه ارتبط حينها باحتفالهم مع آلهتهم.

فبحسب بعض المؤرخين، كان المصريون يطلقون على يوم تتويج الفراعنة المصريين يوم "الميلاد"، وليس اليوم الفعلي الذي ولدوا فيه.

كما اعتقدوا أن ملوكهم يولدون من جديد كآلهة بمجرد تتويجهم، ويحتفلون بهذا التتويج عن طريق إقامة الحفلات، حيث تتم تسمية يوم تتويجهم بيوم "ميلادهم".

بعدها اعتمد اليونانيون هذا التقليد لإكرام "الآلهة" وأضافوا كعكة للاحتفال، حيث كانوا يصنعون كعكة على شكل قمر، ويزينونها بالشموع ويقدمونها كقربان سلام "لأرتميس"، إلهة الصيد. 

أما وضع الشموع على الكعكة فكان لنقل رغباتهم إلى الآلهة، وكذلك لتصوير القمر المضيء، الذي هو رمز مرتبط أيضًا بـ"أرتميس" بحسب مدونة "ديللومانو".

إلى ذلك، اتفق العديد من العلماء على أن الرومان كانوا يكرمون أصدقاءهم وعائلاتهم عبر الاحتفال بأعياد ميلادهم، كما كانت تقرّ إجازات رسمية احتفالًا بأعياد الناس من الطبقة الراقية الأكثر شهرة. 

وبالنسبة لأولئك الذين يحتفلون بعيد ميلادهم الخمسين، فهؤلاء كانوا يحصلون على كعكة تضم مكونات عالية الجودة، مثل زيت الزيتون، والعسل، والجبن.

تقليد "نخبوي" للأثرياء

عائلة من النخبة البريطانية تحتفل بعيد ميلاد أحد أفرادها عام 1897 - غيتي
عائلة من النخبة البريطانية تحتفل بعيد ميلاد أحد أفرادها عام 1897 - غيتي

لكن لم تكن كعكات عيد الميلاد دائمًا كما هي اليوم متوفرة للجميع، فقد كان يُنظر إلى السكر على أنه "غبار الذهب": باهظ الثمن ويصعب الحصول عليه. 

ويعني ما تقدم أن الأثرياء فقط هم الذين كانوا يستطيعون تحمل تكاليفها، وبعد ذلك، أتاحت الثورة الصناعية الحصول على السكر والمكونات الأخرى بسهولة، فباتت الكعكة بمتناول الجميع. 

تطور أشكال كعكة عيد الميلاد

الرئيس الأميركي رونالد ريغان يحتفل بعيد ملاده - غيتي
الرئيس الأميركي رونالد ريغان يحتفل بعيد ملاده - غيتي

وقد تطورت تصميمات وديكورات كعكة عيد الميلاد على مر السنين. فخلال القرن السابع عشر، أصبحت تفاصيل الكعكة بما في ذلك التزيين والطبقات والزخارف شائعة، لكنها كانت مكلفة أيضًا ولا يتحملها إلا الأثرياء.

ومع مرور الوقت، شهد القرن الثامن عشر انتشار أدوات الطعام والخبز والأواني، فانخفض سعر الكعكة بشكل كبير وزادت أرقام إنتاجها، مما يعني أن المزيد من الناس تمكنوا من الاحتفال بأعياد ميلادهم.

رمزية الشموع والأمنيات

شموع وأمنيات ترافق كعكة أعياد الميلاد - غيتي
شموع وأمنيات ترافق كعكة أعياد الميلاد - غيتي

بينما يمثّل عدد الشموع الموجودة على كعكة عيد الميلاد اليوم عمر المحتفل، وتوضع بهدف التكريم والاحتفال، إلا أنه لم يكن مجرد رقم في زمن الإغريق. 

وكان يجب على الشخص أن يطفئ كل شموعه في نفس واحد، مع الاعتقاد بأن الدخان يحمل أمانيهم إلى الله حتى تتحقق.

كذلك اتخذ الاحتفال بأعياد الميلاد في ألمانيا شكلًا خاصًا في القرن الثامن عشر، فقد كان يركز بشكل أساسي على عيد ميلاد الأطفال ويطلق عليه اسم "يوم كيندرفيستين".

وكان الألمان يعتقدون حينها أنه يجب إقامة احتفال للأطفال مع البالغين من حولهم، لحماية الصغار "من الأرواح الشريرة التي تسعى إلى أخذ أرواحهم".

وفي تلك الأوقات، لم يكن من الرائج تقديم الهدايا لعيد الميلاد، وبدلاً من ذلك، كان الضيوف يقدمون أمنياتهم الطيبة للمحتفل بعيد ميلاده.

المصادر:
ترجمات

شارك

Close