اكتشف فريق دولي من العلماء بقيادة باحثين مصريين، من مركز الأحافير الفقارية في جامعتي المنصورة والأميركية بالقاهرة، نوعًا جديدًا من الحيتان المنقرضة، والتي سكنت البحر القديم الذي كان يغطي مصر منذ نحو 41 مليون سنة، وفق الباحثين.
ووفق باحثي الدراسة التي نشرت في دورية كوميونيكيشن بيولوجى "Communications Biology"، الصادرة عن مؤسسة نيتشر "Nature" العالمية، فقد عثر على الحفرية المكتشفة حديثًا في صخور عصر الإيوسين الواقعة في وادي الريان الجيولوجى بمنخفض الفيوم، شمال صعيد مصر.
ويؤكد أستاذ علم الحفريات الفقارية بالجامعة الأميركية في القاهرة، هشام سلام، في حديث إلى "العربي"، أن أهمية هذا الكشف تكمن في أنه لأول مرة يتم تسجيل حفرية حوت من أسلاف الحيتان، التي انقطعت صلتها تمامًا في البر، متكيفة في العصر المائي حينها.
ويوضح سلام، أن الحفرية اكتشفت عام 2012، على يد العالم المصري محمد سامح، خبير اليونيسكو في إدارة المحميات، قبل أن يقدمها لجامعة المنصورة عام 2016، حيث عكف الباحثون على دراستها لمدة 6 سنوات.
"ملوك البحار"
وبحسب سلام، فلدى الكشف عن الحفرية في جامعة المنصورة، تبين أنها نادرة جدًا، وتعود بشكل غير متوقع لـ41 مليون سنة، حيث لم يسبق لقارة إفريقيا أن اكتشفت حفرية لحوت كامل المعيشة في الماء، بل اقتصرت الاكتشافات على الحيتان البرمائية.
ويوضح العالم المصري أن الحوت المكتشف يعود لفصيلة حيتان "الباسيلوصوريات"، التي كانت تسمى "ملوك البحار القديمة".
ويشير سلام إلى أنه لدى الكشف عن هذه الحفرية، تبين أن الحوت لا يزال يحتفظ بأسنان لبنية، ما يعني أن ذلك الحوت نفق صغيرًا، ما أوحى لأحد الباحثين في هذه الدراسة، وهو الدكتور عبد الله جوهر، بإطلاق تسمية "توت عنخ آمون" على هذا الحوت، على اسم الملك الفرعوني الشهير الذي توفي كذلك في سن مبكرة.
وسبق لفريق البحث من جامعة المنصورة أن اكتشف نوعًا غير معروف من الحيتان البرمائية عاش في المياه المصرية قبل 43 مليون عام، خلال عام 2021. وأوضح ذلك البحث أنه جرى استخراج حفريات الحوت من واحة الفيوم عام 2008، وأن الحوت يبلغ طوله ثلاثة أمتار، ويزن نحو 600 كيلوغرام.
وسمي الحوت "فيومسيتس أنوبس"، علمًا بأنه يمتلك العديد من الخصائص التشريحية، التي مكّنته من الحياة في تلك الفترة.