الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

مليارات لتأمين المدارس الأميركية.. هل نجحت التقنيات بوقف العنف المسلح؟

مليارات لتأمين المدارس الأميركية.. هل نجحت التقنيات بوقف العنف المسلح؟

Changed

تقرير عن إطلاق نار جماعي في مدرسة في تكساس ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا (الصورة: نيويورك تايمز)
ساهمت المخاوف المتعلّقة بسلامة الطلاب في نمو صناعة تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات من منتجات الأمن المدرسي.

تحاول المدارس الأميركية استخدام أفضل الطرق الممكنة لحماية الطلاب من عمليات إطلاق النار الجماعية المتكرّرة منذ عام 1999، عندما قتل مسلحان 12 طالبًا ومعلمًا في مدرسة كولومبين الثانوية في ليتلتون بولاية كولورادو.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن محاولة تجنب هجمات مماثلة أصبحت مصدر قلق لعشرات الآلاف من مدراء المدارس في الولايات المتحدة، ما ساهم في نمو صناعة تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات من منتجات الأمن المدرسي.

وتبيع بعض الشركات المصنّعة للمدارس ماسحات الكشف عن الأسلحة، وأجهزة معروفة باسم "أزرار الخوف" تسمح بالاتصال بالشرطة بكبسة زر. كما يقدّم البعض الآخر كاميرات وبرامج عالية الدقة يمكنها التعرّف على وجوه الطلاب، وتتبّع مواقعهم ومراقبة أنشطتهم عبر الإنترنت، ما يوفر نوعًا من أدوات المراقبة المستخدمة على نطاق واسع من قبل سلطات إنفاذ القانون إلى الفصول الدراسية.

وذكرت شركة "أومديا" (Omdia) البحثية أن المدارس والكليات الأميركية أنفقت، عام 2021، ما يقدّر بنحو 3.1 مليار دولار على المنتجات والخدمات الأمنية، مقارنة بـ 2.7 مليون دولار فقط عام 2017.

ومارست جماعات التجارة الأمنية ضغوطًا من أجل تأمين مئات الملايين من الدولارات من التمويل الفيدرالي لتدابير السلامة المدرسية. والأسبوع الماضي، أقرّ الكونغرس قانون الأسلحة الذي سيوفّر نحو 300 مليون دولار إضافية لتعزيز أمن المدارس.

تشتيت الانتباه عن المشكلات الرئيسية

وفي الوقت الذي أكد مديرو الأمن والتكنولوجيا في المدارس أن بعض المنتجات التكنولوجية ضرورية، أشارت الصحيفة إلى ندرة الأدلة التي تفيد بأن تقنيات السلامة قد منعت أو خفّفت من الأحداث المدرسية الكارثية، مثل حوادث إطلاق النار الجماعي.

وحذّر خبراء الحريات المدنية من أن انتشار تقنيات المراقبة مثل أجهزة الكشف عن الأسلحة قد يجعل بعض الطلاب يشعرون بمزيد من عدم الأمان، مضيفين أن الأدوات المتطوّرة لا تفعل شيئًا لمعالجة ما يعتبره الكثيرون الأسباب الكامنة وراء إطلاق النار في المدارس، وهي توافر الأسلحة الهجومية على نطاق واسع وأزمة الصحة العقلية .

وقال مدير السياسات في تحالف أوستن للعدالة كريس هاريس: إن "الكثير من هذه التكنولوجيا تشتّت الانتباه" عن المشاكل الرئيسية.

بدوره، قال ويسلي واتس، المشرف على مدارس أبرشية ويست باتون روج في لويزيانا، التي تضمّ حوالي 4200 طالب: إن إيجاد ثقافة مدرسية داعمة كان أكثر أهمية للسلامة من تكنولوجيا الأمن، مضيفًا أنه مع ذلك، قد تمنح بعض الأدوات المدارس "دفعة إضافية من الأمن".

تجربة مفيدة 

وبدأت منطقة باتون روج مؤخرًا باستخدام نظام تحليل الفيديو من شركة ناشئة تسمى "ZeroEyes" تقوم بمسح تسجيلات الكاميرات المدرسية بحثًا عن أسلحة. وذكرت الشركة، التي أسسها محاربون قدامى، أنها استخدمت ما يسمى بالتعلم الآلي لتدريب نظامها على التعرف على حوالي 300 نوع من البنادق الهجومية وغيرها من الأسلحة النارية.

كما توظّف الشركة عسكريين سابقين في الجيش وإنفاذ القانون الذين يتحققون من أي صور للأسلحة يكتشفها النظام قبل إخطار المدرسة. وتقول الشركة: إن عملية المراجعة البشرية تضمن ألا يتلقّى مسؤولو المدارس تنبيهات كاذبة بشأن الأسلحة.

ويمكن أن تكلّف خدمة "ZeroEyes" مبلغ 5000 دولار شهريًا لمدرسة ثانوية واحدة تحتوي على 200 كاميرا.

مشكلات تكنولوجية

غير أن ولايات أخرى واجهت مشاكل مع أدوات السلامة الجديدة. فعام 2019، قدّمت مدارس شارلوت مكلنبورغ، وهي واحدة من أكبر المناطق التعليمية في الولايات المتحدة والتي تضم أكثر من 140 ألف طالب، نظام إنذار للطوارئ عبارة عن أزرار قابلة للارتداء، يحملها موظفو المدرسة من أجل "الحصول على طريقة فورية لإخطار السلطات" بحالات الطوارئ.

وأنفقت المقاطعة أكثر من 1.1 مليون دولار على النظام، لكنها رفعت دعوى قضائية في وقت لاحق ضد الشركة المصنّعة لاسترداد الأموال المدفوعة بعد تحقيق أجرته صحيفة محلية أوضح بالتفصيل العيوب في الخدمة.

من بين المشكلات الأخرى، فشل الأزرار بشكل متكرر في إخطار الموظفين، وأرسلت رسائل تنبيه غير صحيحة، وتسبّبت في "تأخيرات في معلومات السلامة الهامة".

وفي ربيع هذا العام، وبعد ارتفاع عدد الأسلحة المصادرة من الطلاب، أدخلت مدارس شارلوت مكلنبورغ نظامًا أمنيًا مختلفًا هو نظام الأجهزة الماسحة للأسلحة التي تكلّف 5 ملايين دولار مقابل 52 ماسحًا ضوئيًا في 21 مدرسة ثانوية.

وأفادت الشركة المصنّعة للماسحات بأنها استخدمت التعلّم الآلي لتدريب نظامها على التعرف على المجالات المغناطيسية حول البنادق وغيرها من الأسلحة المخفية. لكن بعض الأدوات التي يشيع استخدامها بين الطلاب مثل الكومبيوتر والمظلات، وحتى زجاجات المياه المعدنية، قد تسبّبت بإطلاق الإنذار داخل المدارس التي استخدمت هذا النظام.

كانت كوبي كاونتي، أول منطقة تعليمية في جورجيا تستخدم نظام "أليرت بوينت"، وهو نظام طوارئ طوّرته شركة محلية ناشئة. وقال مسؤولو المنطقة: إن شارات الذعر التي يمكن ارتداؤها في AlertPoint ستساعد موظفي المدرسة بسرعة على طلب الإغلاق أو استدعاء المساعدة في حالات الطوارئ.

لكن ما لبث النظام أن بدأ بارسال إنذارات خاطئة على مستوى المنطقة، مما أدى إلى إغلاق جميع مدارس المقاطعة. وقال مسؤولو المنطقة في البداية: إن أليرت بوينت تعطّلت، لكن بعد بضعة أسابيع، أعلنوا أن المتسللين قاموا عن عمد بإطلاق التنبيهات الكاذبة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close