الجمعة 3 مايو / مايو 2024

منظمة "التعاون الإسلامي" تحذر من انهيار اقتصادي "كامل" في أفغانستان

منظمة "التعاون الإسلامي" تحذر من انهيار اقتصادي "كامل" في أفغانستان

Changed

يشارك في الاجتماع ممثلو 57 دولة إسلامية إلى جانب وفود بصفة مراقبين
يشارك في الاجتماع ممثلو 57 دولة إسلامية إلى جانب وفود بصفة مراقبين (غيتي)
انعقد الاجتماع الاستثنائي لمنظمة "التعاون الإسلامي" في باكستان بمشاركة ممثلي 57 دولة إسلامية إلى جانب وفود بصفة مراقبين لبحث الأوضاع الإنسانية في أفغانستان.

اتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اليوم الأحد على إنشاء صندوق إغاثة إنساني لأفغانستان من أجل معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد والتي جعلت الملايين عرضة للمجاعة خلال فصل الشتاء.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في مؤتمر صحفي إن الصندوق سيُنشأ في إطار البنك الإسلامي للتنمية لتوجيه المساعدات إلى أفغانستان بالتنسيق مع أطراف أخرى.

وأفاد بيان ختامي صدر عن الاجتماع بأن السماح لأفغانستان بالوصول إلى مواردها المالية سيكون أمرًا جوهريًا لمنع الانهيار الاقتصادي، وقال إنه يجب استكشاف مسارات واقعية لإلغاء تجميد مليارات الدولارات من احتياطيات البنك المركزي المجمدة.

وكانت انطلقت صباح الأحد، الدورة الاستثنائية الـ17 للمجلس حول أفغانستان، في العاصمة الباكستانية إسلام أباد.

ويشارك في الاجتماع ممثلو 57 دولة إسلامية إلى جانب وفود بصفة مراقبين لبحث الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام باكستانية.

وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، أعلن وزير الخارجية الباكستاني، افتتاح الدورة الاستثنائية الـ17 في مبنى البرلمان بإسلام أباد، وألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة، وفق ما نقلت صحيفة "داون" المحلية.

وانعقد الاجتماع الاستثنائي بناء على طلب السعودية بصفتها رئيسة الدورة الـ14 للقمة الإسلامية لـ"الاستجابة للأزمة الإنسانية الخطيرة التي يواجهها الشعب الأفغاني".

خطر الانهيار الاقتصادي

وقال وزير الخارجية الباكستاني، في كلمته التي افتتح بها الجلسة: إن "أكثر من نصف الشعب الأفغاني يعاني من نقـص الغذاء وملايين الأطفال في أفغانستان معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية".

وأضاف أن بلاده "تتأثر بالأزمة الإنسانية في أفغانستان ولا يمكن أن نستبعد خطر الانهيار الاقتصادي الكامل هناك".

بدوره، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، في كلمة ألقاها بالجلسة، إن المملكة "تدرك أن الانهيار الاقتصادي وتدهور الأوضاع المعيشية في أفغانستان لن يكون مأساة إنسانية فحسب، بل سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار وسيقود إلى عواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليمي والدولي".

وأعرب الوزير السعودي عن أمله في أن تسهم مخرجات الاجتماع في تقديم الاستجابة الإنسانية الفورية للشعب الأفغاني من خلال تعهدات الدول المانحة والآليات المقترحة كإنشاء صندوق ائتماني إنساني لأفغانستان تحت إشراف البنك الإسلامي للتنمية.

وأضاف أن "أفغانستان تقف الآن على مفترق طرق وانهيار الوضع الحالي سيقود للفوضى التي ستصب في مصلحة المتطرفين وانتشار الإرهاب".

تهيئة الظروف لتحقيق الأمن

كما ألقى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، الذي تسلم مهام عمله الشهر الماضي، كلمة أمام الاجتماع الاستثنائي الطارئ، دعا فيها الأطراف الأفغانية إلى تهيئة الظروف لتحقيق الأمن ومساعدة المنظمات الإنسانية في مباشرة مهامها.

وشدد على أن المجتمع الدولي مُطالب أكثر من أي وقت مضى بضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية ملاذًا للجماعات الإرهابية.

بدوره، ألقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي كلمة نيابة عن الكتلة العربية أمام اجتماع المنظمة.

وقال الصفدي: "لا نرى بديلًا عن الانخراط مع حكومة طالبان في حوار لمساعدة أفغانستان كي تعود عضوًا فاعلًا في مجتمعنا الدولي".

وأضاف أن "أفغانستان تقف اليوم على مفترق رئيس؛ فإما التقهقر نحو الانهيار أو الفوضى (..) وإما بدء ولوج طريق التعافي عبر انتهاج مسار إعادة بناء يحترم جميع حقوق الشعب الأفغاني وينسجم مع قيمنا الإسلامية والإنسانية ومع مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية".

كما أكد أن "القضية الفلسطينية ستبقى قضيتنا المركزية الأولى فلا أمن وسلام شاملين من دون حلها".

المساعدات مرهونة بتشكيل حكومة شاملة

وقد ربط رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تدفق المساعدات الإنسانية على أفغانستان بتشكيل حكومة أفغانية شاملة تحترم حقوق الإنسان وتكافح الإرهاب.

وقال في كلمة ألقاها في الاجتماع: إن "تدفق المساعدات الإنسانية على أفغانستان مرهون بتشكيل حكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان وتكافح الإرهاب".

كما شدد على ضرورة وجود حكومة مستقرة في أفغانستان لمواجهة خطر تنظيم "الدولة".

وتطرق إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب قائلًا إنها وصلت إلى مستويات خطيرة ويجب فك الربط بين الإسلام والراديكالية.

وبعد عودة طالبان إلى السلطة، جمد المجتمع الدولي مليارات الدولارات من المساعدات والأصول، ما يهدد بأزمة إنسانية كبيرة مع اقتراب فصل الشتاء في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة.

وقد أعلنت الأمم المتحدة أن أفغانستان تواجه "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم" بينما حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة خطرة مقبلة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close