الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

سلالات كورونا.. دلتا تهيمن ولمبادا تنحسر فهل من مزيد في الطريق؟

سلالات كورونا.. دلتا تهيمن ولمبادا تنحسر فهل من مزيد في الطريق؟

Changed

فيروس كورونا
يرى خبير فيروسات في معهد لا جولا للمناعة أن "القوة الخارقة" في سلالة دلتا تكمن في قدرتها على الانتشار (غيتي)
لا يزال التركيز منصبًّا على سلالة دلتا، التي تسري كالنار في الهشيم في مختلف أنحاء العالم، لكنهم يتابعون سلالات أخرى لمعرفة ما قد يحل مكانها في يوم من الأيام.

أفرز الانتشار المستمر لفيروس سارس-كوف-2 سلسلة من أسماء السلالات بأحرف الهجاء اليونانية، من خلال نظام تسمية تستخدمه منظمة الصحة العالمية في تتبّع التحورات الجديدة المقلقة للفيروس المسبّب لمرض كوفيد-19.

وقد زوّدت بعض هذه التحورات الفيروس بوسائل أفضل لنقل العدوى للبشر، أو لمراوغة الحماية التي توفرها اللقاحات.

ولا يزال العلماء يركزون على دلتا السلالة المهيمنة الآن، والتي تسري كالنار في الهشيم في مختلف أنحاء العالم، لكنهم يتابعون سلالات أخرى لمعرفة ما قد يحتل مكانها في يوم من الأيام.

دلتا.. الأكثر مدعاة للقلق

لا تزال سلالة دلتا، التي رصدها العلماء للمرة الأولى في الهند، أكثر السلالات مدعاة للقلق. فهي تصيب أعدادًا كبيرة من غير المحصنين باللقاحات في دول عديدة، وقد أثبتت قدرتها على نقل العدوى لأعداد من المحصنين أكبر من سابقاتها من السلالات.

وتصنف منظمة الصحة العالمية دلتا بأنها سلالة موضع قلق، أي أنها أثبتت قدرتها على الانتشار على نحو متصاعد، والتسبب في عدد أكبر من الحالات المرضية الحادة، أو على تقليص فوائد اللقاحات ووسائل العلاج.

ويقول خبير الفيروسات في معهد لا جولا للمناعة في سان دييغو شين كروتي: إن "القوة الخارقة" في سلالة دلتا تكمن في قدرتها على الانتشار.

وقد وجد باحثون صينيون أن عدد الفيروسات في أنوف المصابين بسلالة دلتا يزيد 1260 مرة، بالمقارنة مع النسخة الأصلية من فيروس كورونا. 

ويشير بعض الباحثين الأميركيين إلى أن "الحمل الفيروسي" عند الأفراد المحصنين باللقاح الذين أصيبوا بعدوى دلتا، يتساوى مع الحمل الفيروسي لدى غير المحصنين، غير أن الأمر بحاجة لمزيد من البحث.

ورغم أن فيروس كورونا الأصلي يحتاج ما يصل إلى سبعة أيام لكي يتسبب في ظهور أعراض على المصاب، ففي سلالة دلتا يمكن أن تظهر الأعراض قبل ذلك بيومين أو ثلاثة بما يتيح لجهاز المناعة فترة أقصر للاستجابة وإقامة الدفاعات.

كذلك يبدو أن سلالة دلتا تتحور أيضًا، إذ ظهرت تقارير عن ظهور سلالة "دلتا بلس"، التي يمكنها مراوغة الحماية المناعية.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، صنّفت الهند سلالة دلتا بلس على أنها سلالة موضع قلق، غير أن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية لم يفعلا ذلك حتى الآن.

ويشير موقع أوتبريك دوت إنفو، وهو قاعدة بيانات مفتوحة لمرض كوفيد-19، إلى أنه تم رصد دلتا بلس في 32 دولة على الأقل. ويقول الخبراء: إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت خطورة هذه السلالة أكبر.

لمبادا - سلالة تتقهقر؟

اجتذبت سلالة لمبادا الاهتمام بوصفها مصدرًا جديدًا محتملًا للخطر. غير أن هذه النسخة من فيروس كورونا، التي اكتُشفت لأول مرة في بيرو في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأت تنحسر فيما يبدو، وفق ما قاله عدد من خبراء الأمراض المعدية لوكالة "رويترز".

وتصنف منظمة الصحة العالمية لمبادا على أنها سلالة موضع اهتمام، أي أنها تحمل تحوّرات تمكّنها فيما يبدو من إحداث تغيّر في القدرة على الانتشار أو التسبب في حالات مرضية أشد حدة. لكنها لا تزال قيد البحث. وتظهر الدراسات المختبرية أن لها تحورات تقاوم الأجسام المضادة، التي تحفزها اللقاحات.

وقال الدكتور إيريك توبول، أستاذ الطب الجزيئي ومدير معهد سكريبس للأبحاث في لا جولا بولاية كاليفورنيا: إن النسبة المئوية لإصابات لمبادا الجديدة، التي تم رصدها في قاعدة بيانات "جي. آي. إس. إيه. آي. دي" التي تتابع سلالات الفيروس، في تراجع وذلك في مؤشر على أن السلالة تتقهقر.

وفي مؤتمر عبر الهاتف عقد أخيرًا مع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أفاد خبراء الأمراض بأن لمبادا لا يسبب فيما يبدو زيادة في القدرة على الانتشار. 

وقال الدكتور وليام شافنر، خبير الأمراض المعدية بالمركز الطبي بجامعة فاندربيلت، الذي شارك في المؤتمر: إن اللقاحات تستطيع فيما يبدو دحره.

بي.1.621 سلالة تستحق المتابعة

لم يخصّص حتى الآن اسم من حروف الهجاء اليونانية للسلالة بي.1.621، التي ظهرت لأول مرة في كولومبيا في يناير/ كانون الثاني، حيث تسبّبت في انتشار المرض على نطاق كبير.

وقد صنّف المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها هذه السلالة على أنها موضع اهتمام، في حين تصفها هيئة الصحة العامة في إنكلترا بأنها سلالة قيد التحقيق.

وتحمل هذه السلالة عددًا من التحورات الرئيسية منها: إي 484 كي، وإن 501 واي، ودي 614 جي، والتي تم ربطها بزيادة القدرة على الانتشار وتقليل الحماية المناعية.

وحتى الآن ظهرت 37 حالة مؤكدة ومحتملة بهذه السلالة في بريطانيا، وفقًا لتقرير حكومي صدر أخيرًا، كما تم اكتشاف هذه السلالة في عدد من المرضى بولاية فلوريدا.

مزيد في الطريق؟

وحذر الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض، في الفترة الأخيرة من أن الولايات المتحدة قد تواجه مشاكل ما لم يتم تطعيم عدد أكبر من الأميركيين، لأن وجود عدد كبير من غير المحصنين يتيح للفيروس فرصة أكبر في الانتشار والتحور إلى سلالات جديدة.

ويرى المنادون بضرورة قيام الدول الغنية بتوزيع قدر أكبر من اللقاحات على مستوى العالم، أن الأمر نفسه قد يحدث مع ظهور سلالات جديدة دون رادع بين سكان الدول الفقيرة، التي لم يتلقَ اللقاح فيها سوى أعداد قليلة من الناس.

ورغم ذلك، اعتبر الدكتور غريغوري بولاند، خبير اللقاحات في مستشفى مايو كلينيك، أن إحدى المشاكل الرئيسية هي أن اللقاحات الحالية تمنع ظهور حالات مرضية حادة، لكنها لا تمنع العدوى.

ويرجع ذلك إلى أن الفيروس لا يزال قادرًا على استنساخ نفسه في الأنف، حتى بين المحصنين باللقاح الذين يمكنهم حينئذ نقل المرض لآخرين.

وأضاف بولاند: إن التغلب على فيروس سارس-كوف-2 سيحتاج على الأرجح جيلًا جديًدا من اللقاحات، التي يمكنها أيضًا منع الانتشار.

وحتى ذلك الحين سيظل العالم عرضة لظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا، وفقًا لآراء بولاند وخبراء آخرين.

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close