يعتبر الامتنان من أسمى مشاعر الشكر الإنساني، وهو بمثابة التقدير أي التأكيد على أهمية ما نملك وما تلقيناه، ويُعَدّ من المشاعر الإنسانية النبيلة التي أكدت وحثت عليها الأديان والثقافات المختلفة، لما لها من أهمية في حياة الإنسان والمجتمع.
وللامتنان أشكال متعددة، فهناك شكر لله تعالى وشكر للوالدين وشكر للناس. وقد أصبح الامتنان علمًا يسمى "science of gratitude"، ويهدف إلى تعميق فهم علماء النفس لأفضل الحالات والظروف لعمل الإنسان، وما الذي يجعله أكثر نجاحًا واستقرارًا وسعادة.
أهمية الامتنان في حياة الإنسان
وفي هذا الصدد، يقول مدرب التنمية البشرية أشرف قرطام من حيفا: إن الامتنان هو النعيم، وهو بمثابة شكر الله على اللحظات الصغيرة واللحظات الآنية والبسيطة الموجودة في حياة الإنسان.
وعن كيفية التعبير عن الامتنان، يشدّد قرطام، في حديث إلى "العربي"، على ضرورة أن يكون الامتنان جزءًا من حياة الإنسان، والاستمرار في "شكر" من نريد، وذلك لتقدير النعم التي يملكها الإنسان، لافتًا إلى أن معظم مشاكل الناس هي نتيجة تذكرهم للأشياء الناقصة في حياتهم.
ويؤكد قرطام أنه من خلال الامتنان يصل الإنسان للأهداف التي يسعى لها، لأن الإنسان "الممتن" يتمتع بإيجابية، بينما الإنسان "المتذمر" يفشل في حياته ولا يحقق أهدافه إن وجدت.
وعن دور الامتنان في بناء العلاقات الإنسانية، يوضح قرطام أن شكر الأصدقاء أو الأقارب على موقف ما، يزيد من سعادة الآخرين.
ويلفت إلى أن الامتنان يؤثر بطريقة إيجابية على كل أعضاء جسم الإنسان، لا سيما علاج بعض الأمراض وتجنب الشيخوخة.
ويختم قرطام حديثه بالقول: إن الامتنان يعد واحدًا من أسرار النجاح، وينصح الناس أن يمارسوا الامتنان لمدة 21 يومًا من خلال التركيز على النعيم الذي يعيشه بمختلف أشكاله، سواء كانت عائلية أو اجتماعية أو معيشية، لتصبح بعد ذلك أسلوبًا لحياة ناجحة وسعيدة.