أعادت الحملة التي شنّتها أوساط مصرية ضد الفنانة التونسية هند صبري إلى الواجهة الحديث عن حقيقة وجود حالة من التعصّب الزائد أو سلوكيات عنصرية ضد الفنانين العرب في مصر.
وشكلت مراسم نقل المومياوات الملكية الفرعونية إلى متحف الحضارة محطّة لتكريس حالة الانقسام بين مؤيد لمشاركة غير المصريين في الترويج لحضارة بلادهم، وبين مُعارض للاستعانة بالأجانب على حساب المصريين.
ولاقت هند صبري التي وصفت من يهاجمها بأصحاب الفكر العنصري الضيّق، حملة تضامن واسعة في مصر وتونس، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان التعصّب لأهل الوطن، سلوكًا عنصريًا أم مجرّد وطنيّة.
وقبل سنوات، أثار قرار نقيب الفنانين المصريين القاضي بمنع عدد من الفنانين العرب من العمل في السينما المصرية وتحديد مشاركتهم بعمل فني واحد في العام، جدلًا كبيرًا عربيًا، وسط اتهامات بالعنصرية.
بعدما أثارت مشاركة الفنانة التونسية هند صبري في مراسم نقل المومياوات جدلًا كبيرًا، هل يعتبر التعصب لأهل الوطن سلوكًا عنصريًا أم مجرّد وطنية؟ #جدل pic.twitter.com/aaOUMW8Leg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 13, 2021
هند صبري "تنكّرت" لما قدّمته لها مصر
وتعارض الكاتب والصحافية المصرية صابرين الهلالي "الاستعانة" بمن تصفهم بـ"الأجانب"، في سبيل الترويج للهوية أو للثقافة أو للحضارة المصرية.
وتقول في حديث إلى "العربي": "مصر فيها كثير من الفنانين والمبدعين الذين يستطيعون أن يقوموا بهذا الدور، من دون الحاجة إلى الاستعانة بشخص أجنبي".
وتشدّد على أنّ الأمر "ليس عملًا فنيًا ولكنه مجرد ترويج وإعلان، ما يتطلّب ممّن يتصدّى له أن يكون لديه انتماء قوي ووطنية بالدرجة الأولى".
وإذ تتمسّك بموقفها الرافض لاستضافة الأجانب، "وبشكل خاص هند صبري"، على حدّ قولها، تشدّد على أنّها لن تقبل بمشاركة أي فنان غير مصري في أحداث تاريخية أو قومية خاصة بمصر.
وترفض الهلالي اعتبار نفسها "عنصرية" عندما تتعصّب لأبناء بلدها على حساب الآخرين في قضايا قومية، لافتةً إلى أنّه "من المعروف عن سكان بلاد المغرب العربي أنهم أكثر تعصّبًا لهويتهم وثقافاتهم".
وتشير إلى أنّ الفنانة التونسية هند صبري "تنكّرت لكلّ ما قدّمته لها مصر في مسارها الفني"، لافتة في المقابل إلى أنّ الراحلة وردة الجزائرية، على النقيض، قالت إنّها "ابنة مصر" في اعتراف بجميل مصر، على حساب بلدها، وفق تعبير الهلالي.
"معيب" أن يتحامل البعض على هند صبري
في المقابل، يتحفّظ الممثل والمخرج التونسي أكرم عزوز على استخدام عبارة "الأجنبي" في الإشارة إلى الفنانة صبري، ويقول: "ما عزّ في نفسي وما حزّ في نفسي مصطلح الأجنبي".
ويعتبر عزوز، في حديث إلى "العربي"، أنّ "الثقافي والحضاري إرث إنساني بالأساس فما بالك بين الأشقاء"، مضيفًا أنّ "تاريخ مصر وتونس المشترك الذي يجمعنا كبير".
ويذّكر بأنّ هند صبري قدّمت الكثير للثقافة المصرية وللسينما المصرية وكانت ابنة الحي المصري من خلال أدوارها وتفاعلت بإحساس المصريين.
ويرفض حديث الكاتبة المصرية صابرين الهلالي عن الفنانة وردة الجزائرية، مشدّدًا على أنّها "لم تتنكّر لأصولها، وهي تبقى جزائرية ولو جاملت المصريّين".
ويخلص إلى أنّه "من المعيب" أن يتحامل البعض على هند صبري بطريقة عنصرية، كما حصل.