بالتزامن مع الذكرى الـ18 لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، تجمّع آلاف من المناصرين لـ"تيار المستقبل" اللبناني، وسط بيروت.
وزار رئيس الحكومة الأسبق رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، ضريح والده في بيروت، اليوم الثلاثاء وسط الجماهير المحتشدة، ومن ثم غادر المكان مكتفيًا بالقول: "رحم الله الشهيد رفيق الحريري وأعان لبنان".
وفي وقت لاحق استقبل الحريري مناصريه في منزله في بيروت وتوجه إليهم بكلمة قال فيها "أنتم ضمانة لبنان، وأنا أفديكم. سبق أن قلت لكم إن هذا البيت سيبقى مفتوحًا، وإن شاء الله سيبقى مفتوحًا بوجودكم ومحبتكم. أنتم الناس الطيبون الذين بكوا على رفيق الحريري، وهذا البيت سيكمل هذا المشوار معكم بإذن الله".
لا حفل سياسي
وكان سعد الحريري أعلن في يناير/ كانون الثاني 2022، تعليقه المشاركة في الحياة السياسية وعزوفه عن خوض الانتخابات النيابية التي جرت في مايو/ أيار من العام المذكور.
وللمرة الأولى منذ 17 عامًا تحل ذكرى اغتيال الحريري دون حفل سياسي ضخم كما جرت العادة، واقتصر إحياء الذكرى على وقفة أمام الضريح من قبل مناصرين ومسؤولين سياسيين.
من جهته، غرد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عبر "تويتر"، عقب زيارته الضريح، قائلًا: إن "ذكرى رفيق الحريري ستبقى محطة مضيئة في تاريخ هذا الوطن، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في كل المجالات وشكلت علامة فارقة لا يمحوها الغياب أو يُخمد وهجها".
ومضى يقول: "في هذا الظرف العصيب الذي نمر به نستذكر بشكل خاص حكمته وعزمه في مواجهة كل التحديات والصعوبات".
واغتيل الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005، جراء انفجار استخدمت فيه 1800 كلغ من مادة "تي إن تي"، مع 21 شخصًا آخرين، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان، الذي كان برفقته في سيارته.
وتبعت اغتيال الحريري تظاهرات ضخمة انسحبت على إثرها قوات النظام السوري من لبنان بعد وجود استمر 29 عامًا.
إدانة المتورطين
وفي يونيو/ حزيران 2022، ختمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ملف اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري حيث قضت بالسجن مدى الحياة على متهمين اثنين من أعضاء حزب الله اللبناني.
وعام 2020، أدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غيابيًا، سليم عياش، وهو عضو في "حزب الله" بعملية الاغتيال، بينما برأت 3 متهمين آخرين ينتمون للحزب، ورأت أن لا دليل على أن "قيادة حزب الله" كان لها دور في عملية الاغتيال.
ويرفض "حزب الله" تلك الاتهامات، ويقول إنه لا يعترف بالمحكمة، على اعتبار أن "هدفها الانتقام منه وتوريطه في الجريمة".