السبت 18 مايو / مايو 2024

من كورونا إلى الانهيار الاقتصادي.. فاتورة باهظة على الرياضة اللبنانية

من كورونا إلى الانهيار الاقتصادي.. فاتورة باهظة على الرياضة اللبنانية

Changed

تلقى القطاع الرياضي في لبنان أكثر من ضربة في عام واحد
تلقى القطاع الرياضي في لبنان أكثر من ضربة في عام واحد (غيتي)
مُنيَت الأندية في لبنان بخسارة مع انهيار الليرة أمام الدولار، والسياسات الجديدة التي فرضتها المصارف، ما جعلها تعيد حساباتها من جديد لجهة استقدام اللاعبين الأجانب

لم تسلم الرياضة اللبنانية من تداعيات الجائحة التي تزامنت مع الانهيار الاقتصادي في البلاد، وهو ما أدى إلى فرض واقع جديد على الأندية والاتحادات، حيث أُرغمت على تعديل برامجها في ما يتعلق بالبطولات والمباريات، نتيجة التعبئة العامة وقيود الإغلاق، وكذلك انفجار مرفأ بيروت.

أمّا الضربة الأكبر، فكانت الخسائر المالية التي مُنيَت بها مع انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار، والسياسات الجديدة التي فرضتها المصارف، ما جعلها تعيد حساباتها من جديد، من حيث استقدام اللاعبين الأجانب.

لذا، بات مصير عدد من الأحداث الرياضية على المحك بعدما أصبحت مهددة بشكل فعلي حاليًا وفي المستقبل.

وقد دفع هذا الواقع العديد من الرياضيين اللبنانيين للاحتراف في الخارج، وأبرزهم المدربان في كرة السلة غسان سركيس (عاد مؤخرًا إلى لبنان) وفؤاد أبو شقرا، وعدد من اللاعبين بينهم علي حيدر، ووائل عرقجي.

أما في كرة القدم، فإن أكثر من لاعب اتجهوا للاحتراف في الخارج، أبرزهم أحمد زريق، صوني سعد، محمد قدوح، وأبو بكر المل.

القطاع الرياضي ليس أولوية للدولة

وأوضح عضو الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، إبراهيم الدسوقي أنّ "الرياضة في لبنان هي رياضة هاوية ولا تقوم على استثمارات واسعة، كما أنها قائمة على المبادرات الخاصة ولاسيما وأن الدولة لا تنفق مبالغ ضخمة عليها قبل الأزمة المالية"، مؤكدًا أن القطاع الرياضي لم يكن أولوية في الظروف العادية لدى وزارة الشباب والرياضة.

ولفت الدسوقي إلى أنّ "ما أثر بشكل مباشر على الرياضة هي القيود التي وضعتها المصارف، ونتج عنه توقف الإنفاق على القطاع".

وأضاف: "مع الأزمة المالية بات هناك استحالة استقدام لاعبين محترفين أجانب، لخوض البطولات الدولية في الألعاب المحترفة".

أمّا عن قيمة الإنفاق السنوي لكرة القدم، فأجاب: "لا يوجد رقم دقيق، ولكن قبل الأزمة نقدر الإنفاق بأكثر من 10 ملايين دولار في مختلف الدرجات، سنويًا.. وكرة السلة بحدود 15 مليون دولار".

"كل يوم بيومه"

ولم ينف رئيس نادي بيروت لكرة السلة، نديم حكيم تأثر الأداء الرياضي واللاعبين في ظل الأزمة، قائلا: "صحيح أن المنافسة ليست كما كانت في السابق مع غياب الأجانب عن اللعبة، لكن ذلك سينعكس إيجابًا على اللاعب اللبناني الذي سيبرز أكثر".

وعن تقييم الخسائر، قال: "من الصعب تأمين تغطية تكاليف النادي الرياضي، المداخيل محدودة ومصدرها حقوق النقل التلفزيوني فقط".

وأكد كذلك تنفيذ اقتطاع في رواتب اللاعبين: "الرواتب لم تعد بالدولار بل أصبحت بالعملة المحلية، وهذا ينطبق على اللاعبين والجهاز الفني.. نعيش كل يوم بيومه في هذا القطاع لكي نستمر.. لن نسمح بموت كرة السلة".

أندية "تعتاش من المساعدات"

وأشار المستشار الفني في وزارة الشباب والرياضة حسن شرارة إلى أنّ أندية كرة القدم اللبنانية "تعتاش" في الوقت الراهن من المساعدات التي قدمها لها الاتحاد الدولي لكرة القدم، والمبلغ يقسم على أندية الدرجة الأولى والثانية وهو تقريبًا مليون دولار".

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد خصّص في يونيو/ حزيران الماضي، مبلغ 1.5 مليار دولار من أجل مساعدة الاتحادات الأعضاء حول العالم التي تأثرت بتداعيات كوفيد-19.

وعن سبب غياب الوزارة والدعم، شرح شرارة: "صراحة، ليس من واجب الدولة أن تدعم الأندية، ولكن واجبها الأساسي أن تدعم الاتحادات الرياضية والمنتخبات الوطنية".

ولم يكن قرار وقف المساعدة المالية للقطاع الرياضي من الوزارة، إنما جاء من قبل مجلس الوزراء الذي أعلن منذ عامين وقفها حتى إشعار آخر.

المصادر:
الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close