الأحد 5 مايو / مايو 2024

من مياه الصرف الصحي.. فرنسا تبدأ تجربة جديدة لتوفير التدفئة

من مياه الصرف الصحي.. فرنسا تبدأ تجربة جديدة لتوفير التدفئة

Changed

نافذة من "صباح جديد" حول العملية الفرنسية بتوفير التدفئة عن طريق مياه الصرف الصحي (الصورة: غيتي)
في خطوة تنتظر التعميم باعتبارها مصدرًا مستدامًا للطاقة وصديقًا للبيئة، تسعى فرنسا إلى توفير التدفئة لمليوني نسمة من سكان العاصمة عن طريق المياه العادمة.

بدأت بلدية باريس تجربة جديدة لتشغيل وحدات الطاقة في خمسة مبان حكومية باستخدام مياه الصرف الصحي القادمة من الحمامات والمراحيض، وهي التقنية التي يصفها الخبراء بالمستدامة حيث لا تسبب انبعاثات الغازات الدفيئة.

فعند 4 أمتار تحت أرض باريس، يتوقف جزء من مستقبل الطاقة الفرنسية، حيث تعلق الآمال على المياه العادمة لتوفير التدفئة لمليوني نسمة من سكان المدينة بمبادلات حرارية بسمك سنتيمتر واحد، في خطوة تنتظر التعميم باعتبارها مصدرًا مستدامًا للطاقة وصديقًا للبيئة.

وفي هذا الإطار، يوضح مدير الابتكار والأداء الطاقي في بلدية باريس داميان بلان أن النظام الممتد لنحو 100 متر بإمكانه تغذية مضختين حراريتين ابتداء من المياه العادمة المتأتية من المراحيض والغسالات وغيرها، وهي الحرارة التي ستستخدم لتدفئة 5 مبان عامة.

تنتظر المبادرة الفرنسية التعميم باعتبارها مصدرًا مستدامًا للطاقة وصديقًا للبيئة
تنتظر المبادرة الفرنسية التعميم باعتبارها مصدرًا مستدامًا للطاقة وصديقًا للبيئة - العربي

هو ليس المشروع الأول في باريس، فقد سبقه نحو 20 مشروعًا مماثلًا، في بلديات فرنسية عدة، حيث كان الهدف منها تلبية 40% من الطاقة عام 2030، و60% عام 2050، مستفيدة من شبكة مجار تفوق الـ2600 كيلومتر تحت الأرض.

بدوره، يقول نائب رئيس بلدية باريس للأشغال العامة جاك بودرييه: "نستثمر كثيرًا في باريس من أجل تغيير أنظمة التدفئة لدينا، ومن أجل عزل المباني حتى تستهلك طاقة أقل، ولكن الأمر الأكثر فاعلية بلا شك هو تدفئة المباني أو تبريدها بالطريقة المجانية الطبيعية وهي الحرارة الموجودة في مياه الصرف الصحي".

وتحت وطأة أزمة الطاقة العالمية، خاصة مع تزايد تبعات الاحتباس الحراري والارتفاع الصاروخي في أسعارها بسبب التوترات الدولية تكبر الحاجة إلى أنظمة تدفئة وتبريد صديقة للبيئة، بعيدًا عن الطاقات الأحفورية.

"عملية نظيفة"

وفي هذا الإطار، يوضح المهندس في الطاقة المتجددة فؤاد شامي أن النموذج الفرنسي هو تقليد لنموذج "البئر الكندي"، الذي يأخذ الهواء من الجو لإيصاله إلى تحت الأرض، حيث الحرارة الثابتة التي تتراوح بين الـ14 والـ20 درجة مئوية، لتدفئة الهواء الذي يتم توصيله بعد ذلك إلى المباني السكنية بهدف تدفئتها.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الفرنسية باريس، أن النموذج الفرنسي يختلف عن الكندي باستخدامه المياه العادمة بدلًا من الهواء، موضحًا أن المياه تتعرض للتدفئة عندما تنزل إلى تحت الأرض، ومن ثم يتم إيصالها إلى المباني لتدفئتها.

ويبين أن العملية الفرنسية المبتكرة في التدفئة هي نظيفة مئة في المئة، وتضمن أن يكون هناك صفر كربون، لأنها تسحب الحرارة من الأرض، ولا تقوم بعملية حرق غاز أو تستخدم الكهرباء النووية.

ويستبعد المهندس في الطاقة المتجددة فؤاد شامي أن يكون للعملية الفرنسية تأثير سلبي على البيئة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close