Skip to main content

"مهمة جدًا".. مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبدأ زيارة لإيران

السبت 20 فبراير 2021

يصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى طهران، اليوم السبت، عشية انتهاء مهلة حدّدتها إيران لتقليص عمل المفتشين بحال عدم رفع واشنطن للعقوبات المفروضة عليها، مع دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لتعاون دبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني.

وتُعتبَر هذه الزيارة "مهمّة جدًا" بحسب مراسل "التلفزيون العربي"، من حيث التوقيت أولاً، علمًا أنّ طهران أكّدت حرصها على استمرار التعاون مع الوكالة الدولية، ولكن ضمن ضوابط مختلفة، مع "تحييدها" عن التجاذب الحاصل مع الإدارة الأميركية و"الترويكا" الأوروبية حول الاتفاق النووي.

وعشية وصوله، قال غروسي: "غدًا أسافر إلى طهران للقاء مسؤولين إيرانيين بارزين من أجل التوصل إلى حل مقبول من الطرفين، متلائم مع القانون الإيراني، لتتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة نشاطات التحقق الأساسية في إيران". وأضاف عبر تويتر: "أتطلع قدمًا إلى (تحقيق) نجاح، يصب ذلك في مصلحة الجميع".

ولم تعلن طهران أو الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرًا، تفاصيل الزيارة التي من المقرر أن تمتد الى الأحد.

رسالة "طمأنة" للوكالة الدولية

بموجب قانون أقرّه مجلس الشورى الإيراني في ديسمبر/ كانون الأول، يتعين على الحكومة الإيرانية تعليق التطبيق الطوعي للبروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حال عدم رفع واشنطن للعقوبات بحلول 21 فبراير/ شباط.

وسيقيد ذلك بعض جوانب نشاط مفتشي الوكالة الدولية التي تبلغت من طهران دخول الخطوة حيز التنفيذ في 23 منه.

من هنا، تكتسب زيارة المدير العام للوكالة الدولية في هذا التوقيت أهمّية مضاعَفة، بحسب مراسل "التلفزيون العربي"، الذي يشير إلى أنّ إيران رحّبت بهذه الزيارة.

ويمكن أن يُنظَر إلى هذه الزيارة في طهران من زاويتين رئيسيتين، تتعلق الأولى بالتعاون الثنائي بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتتعلق الثانية بتحييد الوكالة عن التجاذب الحاصل مع الإدارة الأميركية.

ويلفت المراسل إلى أنّ طهران حريصة في ضوء الخطوات التي تتخذها فيما يتعلق بتخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي ووقف العمل بالبروتوكول الإضافي يوم الثلاثاء المقبل، أن تطمئن الوكالة بأنها مستمرة في التعاون معها لكن وفق أطر أخرى، ولا سيما إطار اتفاقية الضمانات واتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، التي تسمح للمفتشين بالعمل في طهران لكن ضمن ضوابط أقلّ.

"تجاذب سياسي" على خط الاتفاق النووي

أما في الشق الثاني، فتريد إيران، بحسب مراسل "التلفزيون العربي"، أن تؤكد أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست معنية بشكل مباشر بالتجاذب السياسي الحاصل بين إيران والأطراف الأخرى وتحديدًا الإدارة الأميركية و"الترويكا" الأوروبية.

ويشير إلى أنّ إيران تعتبر أنّ الوكالة لها دور رقابي، فهي تشرف على البرنامج النووي الإيراني وتقدم التقارير، مستبعدًا أن يكون في "أجندة" زيارة المدير العام للوكالة أيّ نيّة لثني إيران عن المضيّ بخطواتها، وفق ما ذهبت بعض التقديرات.

خطوات واشنطن "غير كافية"

وتتزامن زيارة المدير العام للوكالة الدولية مع "حركة" على خطّ الملف النووي، في ضوء "المبادرة الثلاثية" التي أطلقتها الولايات المتحدة إزاء طهران، والردّ الإيراني عليها، الذي أصرّ على "رفع غير مشروط" للعقوبات.

وفي هذا السياق، يوضح مراسل "التلفزيون العربي" أنّ إيران ترحب بالخطوات الأميركية لكنهّا تعتبرها "غير كافية"، وهي لا تزال تنتظر "خطوات عملية" من الإدارة الأميركية الجديدة تثبت رغبتها بالعودة إلى الاتفاق النووي.

ويلفت إلى أنّ إيران ترى أن على الإدارة الأميركية أن تعود أولًا إلى الالتزام بالاتفاق النووي، لأنها حتى الآن منسحبة من الاتفاق، ما يعني أنّ مجموعة خمسة زائد واحد هي من وجهة نظر طهران أربعة زائد واحد، وبالتالي يعتبر الإيرانيون أنّه لا يحق للإدارة الأميركية المشاركة في اجتماعات المجموعة طالما أنّهم لم يعودوا للاتفاق ويرفعوا العقوبات.

وانسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أحاديًا من الاتفاق النووي عام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وبعد عام من ذلك، بدأت إيران بالتراجع تدريجيًا عن العديد من الالتزامات الأساسية في الاتفاق المبرم في فيينا عام 2015 بينها وبين كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا.

المصادر:
التلفزيون العربي / وكالات
شارك القصة