جالت كاميرا "العربي"، اليوم الجمعة، داخل مجمع الشفاء الطبي الذي تعرض لاقتحام إسرائيلي دموي، خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث لا تزال القوات الإسرائيلية تحاصره، رغم تواجد المئات من النازحين داخله.
ورصد "العربي" أوضاع المصابين في المجمع الطبي الأكبر والأقدم بقطاع غزة، حيث أظهرت المشاهد خلو قسم الطوارئ والإسعاف من المواد الطبية، بعد الحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي عليه سابقًا وإجبار الطاقم الطبي على إخلائه، إثر استهدافه مباشرة بالنيران.
وبينت كاميرا "العربي" توقف قسم الطوارئ عن العمل تمامًا، بسبب عدم وجود أي من الطواقم الطبية حاليًا.
"موتى بلا قبور"
وشدد أحد المصابين على أهمية وجود أطباء داخل المجمع، وقال: "نريد أطباء، لا أطباء هنا، كلنا هنا مصابون من دون أي علاج، ولا نستطيع التحرك".
وأضاف: "أحتاج لإجراء عمليتين جراحيتين، ونحن هنا من دون مياه أو غذاء، لا يوجد شيء على الإطلاق".
مصابة أخرى، روت لـ"العربي" معاناتها، وقالت: "أنا أقدم المصابين هنا، حيث وصلت منذ شهرين".
وأضافت:" نحن موتى بلا قبور"، فيما تحدثت جريحة أخرى عن إصابتها في يدها، وأوضحت أنها في المجمع منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهي تقبع هناك دون أولادها الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي.
من جهته، طالبت أم فلسطينية بإخراج ابنتها من المجمع، وقالت إنها تخشى بتر رجلها بسبب غياب العلاج، والمواد الحياتية الأساسية.
تحت نيران الاحتلال
وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي المجمع منذ أربعة أيام، حيث قال شهود يوم الإثنين الفائت، إن الجيش توغل غرب المدينة، وتمركز على بعد أمتار قليلة من مجمع الشفاء الطبي.
وأشار الشهود إلى أن آلاف النازحين الفلسطينيين ما زالوا يتواجدون في المدارس المحاصرة حاليًا وفي مجمع الشفاء الطبي ولا يستطيعون المغادرة بسبب شدة القصف الإسرائيلي وإطلاق النار على كل من يتحرك في الشوارع.
وكان المجمّع الطبّي أخلي بالقوة من جميع المرضى داخله تقريبًا بعدما اقتحمه الجيش الإسرائيلي في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، ونفّذ فيه اعتقالات وعمليات عسكرية استمرت أيامًا عدّة.