موسكو تتجه لخفض إمداداتها إلى أوروبا.. غازبروم: لا بديل عن الغاز الروسي
أعلنت روسيا عن اتجاهها لخفض صادراتها من الغاز إلى أوروبا، في الوقت التي أكدت فيه شركة "غازبروم" أنه لا بديل للغاز الروسي في القارة الأوروبية.
يأتي ذلك في ذروة الصراع الدولي المستجد على خلفية الحرب في أوكرانيا، وتحذير صندوق النقد الدولي، أمس الأربعاء، بأن شتاءً قاسيًا قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية في أوروبا حيث أدى الهجوم الروسي بالفعل إلى عواقب اقتصادية "مروعة" ويثير مخاوف الركود.
وقالت وكالة "إنترفاكس" نقلًا عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك اليوم الخميس: إن صادرات الغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي ستنخفض هذا العام بمقدار 50 مليار متر مكعب. فيما بلغ إجمالي الصادرات العام الماضي إلى التكتل قرابة 150 مليار متر مكعب.
"لا بديل لأوروبا"
وتراجعت إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا بشدة هذا العام في ظل الأزمة بين الجانبين والعقوبات الغربية واسعة النطاق على روسيا منذ إعلانها الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
وكانت روسيا تمد الاتحاد الأوروبي بنحو 40% من احتياجاته من الغاز قبل الحرب، وتراجعت هذه النسبة بشدة إلى 9% مع خفض موسكو الإمدادات مرجعة ذلك إلى مشكلات فنية ناتجة عن العقوبات الغربية.
وذكرت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة اليوم الخميس، أن صادراتها من الغاز الطبيعي إلى خارج بلدان كومنولث الدول المستقلة انخفضت 38.8% إلى 84.8 مليار متر مكعب بين الأول من يناير/ كانون الثاني و15 سبتمبر/ أيلول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال أوليج أكسيوتين نائب الرئيس التنفيذي لعملاق الطاقة الروسي اليوم إنه لا يوجد بديل للغاز الروسي لأوروبا، مضيفًا في مؤتمر صحفي أنه لا يمكن توقع إمدادات إضافية كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في المستقبل المنظور.
التحرك الأوروبي
وتدرس أوروبا تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي باعتبارها وسيلة للحد من الارتفاع الشديد في أسعار الطاقة، ومعاقبة موسكو على أفعالها في أوكرانيا. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في الأسبوع الماضي أن بلاده ستوقف تصدير الطاقة إلى أوروبا إذا جرى تطبيق مثل هذه القيود.
ويجتمع وزراء الطاقة الأوروبيون نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، لمناقشة سلسلة من الإجراءات الطارئة لوقف ارتفاع أسعار الغاز. وبدأت دول الاتحاد الأوروبي تقلّص استهلاكها لتوفير الطاقة وسط تزايد المخاوف من عدم كفاية احتياطات الطاقة، بعد أن أغلقت روسيا خط "نورد ستريم1"، الذي كان يمد أوروبا بالغاز.
"الأمونيا"
توقف الصادرات لم يطل الغاز فحسب، بل أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم، أن أوكرانيا أوقفت صادرات الأمونيا، وهي مكون رئيسي في صناعة الأسمدة، عبر خط أنابيب.
وذكرت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في إفادة صحفية أن "لا عقبات" أمام صادرات الأمونيا من الجانب الروسي.
وتعد أوكرانيا بلدًا صناعيًا كبيرًا، لا سيما في مناطقها الشرقية. حيث تضم عددًا كبيرًا من المناجم ومصافي المصانع الكيماوية التي تنتج مواد مثل الأمونيا واليوريا.
ميدانيًا، تعيش أوكرانيا نقطة تحول في الأيام الأخيرة بعدما نجحت بدحر القوات الروسية عن مناطق عدة في خاركيف شرقًا، حيث استعادت ما يزيد 5 آلاف كيلومتر مربع في غضون أسبوعين، مكبدة موسكو خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.