يمكن تصنيف الموقف الألماني الرسمي على أنه موقف متقدم جدًا في دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
فقد ذهبت برلين بعيدًا في ذلك الدعم إلى درجة انضمامها إلى جانب إسرائيل في الدعوى المرفوعة عليها بتهمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.
دعم ألماني غير مسبوق لإسرائيل
وأثار هذا الدعم غير المسبوق حيرة كثيرين، لكن محللين سياسيين أحالوا هذا الدعم القوي جدًا إلى عقدة الذنب التاريخية التي تشعر بها ألمانيا تجاه اليهود الذين نفذت في حقهم "محرقة الهولوكوست".
وقد مر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكثر من خمسة أشهر وتعاظمت جرائم إسرائيل على نحو غير مسبوق، وصارت مكشوفة أمام العالم كله، وهو ما دفع بعضهم لتغيير موقفه أو على الأقل تخفيف حدة الدعم أو حتى الصمت أمام هذه الإبادة الجماعية.
إلا أن ألمانيا لم تكن من بين هؤلاء فموقفها من دعم إسرائيل لا يزال ثابتًا كما هو.
وصرّح المستشار الألماني أولاف شولتس في مؤتمر صحفي عقده قبل أيام مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم قائلا: "موقف ألمانيا واضح لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس".
لكن أنور إبراهيم رئيس الوزراء الماليزي كان شريكًا في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في العاصمة الألمانية برلين ولم يمرر كلام شولتس دون رد، منددًا بالموقف المزدوج للغرب وما وصفه بـ"النفاق".
ردّ رئيس الوزراء الماليزي رغم قوته ومباشرته لم يحرج شولتس أو يدفعه للتراجع، لكنه عاد وأكد على موقفه مرة أخرى في نهاية المؤتمر الصحفي.
"ألمانيا انتصرت لتاريخها المجرم"
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع تصريحات كلّ من شولتس ورد إبراهيم.
وكتب الخيامي قائلًا: "ألمانيا انتصرت لتاريخها المجرم".
بدوره، قال جون: "تبالغ ألمانيا في تعويض ما فعلته في الماضي ولكن على حساب مجموعات أخرى.. خيار أرخص بالنسبة لهم".
أما الفاتح فقال: "انتهت أكذوبة الغرب الحضاري، غرب لا يتورع قادته عن التصريح مرارًا بدعمهم للإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون ولا يدارون في ذلك في مقابل شرق طالما اتهم بالبربرية هو أكثر إنسانية وحضارة منهم.. تصريحات شولتس الغربي ورد أنور إبراهيم غير الغربي عليه خير دليل".
أما حسن فقال: "رد مفحم من رئيس وزراء ماليزيا ورغم ذلك لم يحرك ساكنًا لدى المسؤول الألماني.. يا له من قاس القلب".