الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

نقص حاد في السكر ومواد أخرى.. التونسيون يترقبون عيدًا بلا حلوى

نقص حاد في السكر ومواد أخرى.. التونسيون يترقبون عيدًا بلا حلوى

Changed

يقتصر بيع السكر المدعوم في تونس على كيلوغرام أو كيلوغرامين للشخص الواحد- إكس
يقتصر بيع السكر المدعوم في تونس على كيلوغرام أو كيلوغرامين للشخص الواحد- إكس
تحتكر السلطات التونسية عمليات بيع المواد الغذائية الأساسية المدعومة لكن نقص السيولة في الخزانة العامة يؤدي لشح في مواد أساسية كالسكر.

خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، تقوم العديد من العائلات التونسية مثلما هو الحال في البلدان الإسلامية عمومًا، بصنع الحلويات التقليدية مثل "المقروض" (كعكة السميد المحشوة بالتمر) و"كعك الورقة" (كعك محشو باللوز) أو حتى "البشكوتو" (البسكويت)؛ والتي يمثل السكر عنصرًا أساسيًا فيها. لكنها العائلة التونسية قد لا تتمكن من إعداد الحلوى هذا العام بسبب نقص السكر.

فقد اضطُرت لمياء بوراوي، وهي ربة منزل، إلى التخلي عن إعداد حلوى العيد هذا العام، بعد أن سئمت النقص المستمر في العديد من المواد الغذائية الأساسية، قائلة: "لم أفكر يومًا أننا سنقف في طوابير للحصول على السكر في تونس".

وأثناء انتظارها داخل مركز تجاري في وسط مدينة تونس، تضيف بوراوي لوكالة "فرانس برس": "لقد حُرمنا هذا العام من هذه المتعة لأننا لا نستطيع الحصول على كمية كافية من السكر". 

وتتابع بعد أن تمكنت من الحصول على كمية ضئيلة منه: "على الأقل لن نتناول قهوة مُرّة بمثل مرارة حياتنا اليومية".

نقص في المواد الأساسية

ففي تونس، تحتكر السلطات عمليات بيع المواد الغذائية الأساسية المدعومة، لكن نقص السيولة في الخزانة العامة يؤدي بانتظام إلى النقص في مواد أساسية مثل السكر والسميد والدقيق وزيت الطهي وفي بعض الأحيان الحليب والأرز.

ووفقًا للخبراء الاقتصاديين، فإن الدولة المثقلة بالديون التي تمثل حوالي 80% من الناتج المحلي الإجمالي، تفضل سداد ديونها الخارجية على حساب شراء المواد الأساسية التي تحصل عليها بكميات غالبًا ما تكون ضئيلة.

ونهاية الأسبوع الفائت، أعلنت السلطات أن عمليات التوزيع ستعود لنسقها الاعتيادي وأن مصنع السكر الوحيد في البلاد سيستأنف نشاطه الإثنين.

ويقتصر بيع السكر المدعوم في الوقت الحالي، على كيلوغرام أو كيلوغرامين للشخص الواحد.  

والجمعة، أثناء انضمامه إلى طابور طويل يضم عشرات آخرين داخل مركز التسوق، تساءل رجل في الستين من عمره "كل هؤلاء الناس من أجل السكر؟ إنه أمر لا يصدق".

طوابير طويلة

يقول سامي وهو في الأربعينيات من عمره بنبرة متهكمة: "يوم للوقوف في طوابير للحصول على الطحين، ويوم للسميد، ويوم آخر للسكر، الدولة أعدت لنا برنامجًا جيدًا للترويح عن أنفسنا". تناديه زوجته وقد جاء معها للوقوف في الطابور والحصول على ضعف الكمية المسموح بها "هيا، أسرع". 

يعاني التونسيون من نقص في المواد الأساسية كالسكر والسميد والدقيق وزيت الطهي والحليب وغيرها- إكس
يعاني التونسيون من نقص في المواد الأساسية كالسكر والسميد والدقيق وزيت الطهي والحليب وغيرها- إكس

وتتساءل حسناء، الأربعينية، "بقيت 35 دقيقة أنتظر دوري، كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟" فيجيبها شاب في الثلاثين من عمره "الحمد لله، نحن في وضع أفضل من إخواننا في غزة الذين يموتون من الجوع". 

من جانبها، تقول نايلة التي وقفت في الطابور مازحة "السكر ضار بالصحة"، موضحة أنها اعتادت أن تستغني عنه في كثير من الأحيان.

نقص السكر يهدّد العمل

ويمثل نقص كميات السكر هاجسًا لأصحاب محلات صنع الحلويات، خاصة في الفترة التي تسبق عيد الفطر في نهاية شهر رمضان المبارك.

ويقول شكري بوعجيلة، وهو عامل في محل للحلويات في وسط المدينة متخصص في الكعك التقليدي، لوكالة فرانس برس: "كل عملنا يعتمد على السكر، إذا كان لدينا سكر يمكننا أن نعمل، وإلا فلن نتمكن من فعل أي شيء".

ويتابع بوعجيلة: "معظم العملاء يشترون 200 غرام أو 500 غرام من الكعك. لم تكن الحال هكذا في السنوات السابقة".

وبالإضافة إلى ندرة السكر فإن غلاء المعيشة الذي يؤثر على القدرة الشرائية للتونسيين دفع  إلى تقليص الكميات المنتجة في المحلات.

وتعاني تونس، التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة ثلثهم تحت خط الفقر، منذ عامين من ارتفاع معدلات التضخم (من 8 إلى 10% في المتوسط سنويًا) مع تضاعف أسعار المواد الغذائية ثلاث مرات في كثير من الأحيان.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close