كان أول رد فعل إسرائيلي على عملية طوفان الأقصى هو إعلان حالة الحرب والتعبئة العامة بأهداف منها تحرير جميع الأسرى والمخطوفين واغتيال من وصفته بالعقل المدبر للعملية الناجحة أي يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة.
وبعد أكثر من 40 يومًا من الحرب، روّجت إسرائيل أنها قادرة على تحقيق جزء من الهدف الأول المتمثل في تحرير الأسرى والرهائن، باقتحام مستشفى الشفاء لأنهم موجودون بداخله حسب زعمها، وهذا ما لم يحصل.
دور يحيى السنوار في صفقة تبادل الأسرى
أما بشأن الهدف الثاني وهو اغتيال السنوار، فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرًا تقول فيه إنَّ السنوار ليس حيًا فحسب، وإنما لديه القدرة الكبيرة على المناورة والتلاعب بأعصاب "الإسرائيليين".
فمنذ أن اقتحم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء اختفى السنوار وقطع اتصالاته بالوسطاء في صفقة تبادل الأسرى احتجاجًا على اقتحام المجمع.
ولا يدير السنوار المفاوضات بشأن الصفقة فحسب، حيث أشار التقرير إلى امتلاكه السّعة والوقت للتفكير في كيفية التلاعب بأعصاب الإسرائيليين.
فبعد أن سرّب في البداية أخبارًا تشير إلى إمكانية الإفراج عن 100 من الأسرى، خفّض هذا الرقم إلى 80 ثم إلى 50 مرة أخرى.
ولتأكيد امتلاكه زمام المبادرة، قالت الصحيفة: "إنه يصر على أنّ الإفراج عن الأسرى سيكون على شكل دفعات مقسمة على 5 أيام توقف فيها الحرب على القطاع"، وهذا كله قبل أن يختفي السنوار ويترك مصير الصفقة مجهولًا.
إشادة بموقف السنوار
وقد تفاعل المغردون مع هذه الأخبار، حيث قال علي أحمد: "هكذا يكون الطرف القوي والواثق، وسيكون أقوى لو ابتعد المتخاذلون والمتواطئون عن المفاوضات".
أما بدر مصطفى فكتب: "رجل قبع في سجون الاحتلال فترة شبابه كلَّها مدة 24 عامًا، تعلم لغتهم، ودرس انفعالهم وطرق تحركاتهم وتفاوضهم، وكل أنواعِ ضغطهم، وكان وصلة التفاوض بينهم وبين حماس. رجل كهذا خدع جهازًا كاملًا طيلة 24 عامًا، في النهاية يعرف كيف يضغط عليهم ويعرف كيف يجعلهم يستجيبون له".
وقال عثمان: "السنوار ومحمد الضيف، يجب أن تدرَّس خططهم وسيرتهم الذاتية وإنجازاتهم للأجيال القادمة".