الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"هنا سيعيش شعب جديد".. ذكرى استقلال الجزائر وملامح الاستعمار الفرنسي

"هنا سيعيش شعب جديد".. ذكرى استقلال الجزائر وملامح الاستعمار الفرنسي

Changed

الجزء الأول من وثائقي بعنوان "درب تحرير الجزائر.. حرب الديموغرافيا وذاكرة المليون" (الصورة: تويتر)
أُعلن استقلال الجزائر قبل 60 عامًا، بمضي أشهر قليلة على توقيع اتفاقيات إيفيان، ما كلل بالنصر ثورة "المليون شهيد"، التي قامت مطلع نوفمبر 1954.

يحتفل الجزائريون في الخامس من يوليو/ تموز بذكرى استقلال انتزعوه عام 1962 من المستعمر الفرنسي، الذي جثم على قلوبهم واحتل أرضهم واستغل خيراتها على مدى 132 عامًا.

أُعلن الاستقلال قبل 60 عامًا، بمضي أشهر قليلة على توقيع اتفاقيات إيفيان، ما كلل بالنصر ثورة "المليون شهيد"، التي قامت مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 1954.

وبرحيله، لم يترك المستعمر الفرنسي إرثًا ثقيلًا خلّفته الآلة العسكرية فحسب، بل ذكرى سياسة استيطانية عنصرية عملت على شق طريقها على أرض الجزائر.

تدمير الشخصية الجزائرية

سعى الاحتلال إلى تحويل الجزائر إلى مستعمرة فرنسية، هدفها الأول تدمير الشخصية الجزائرية وتجريدها من خصوصيتها.

وفي هذا الصدد، يلفت المحامي والباحث في القانون الدولي إسماعيل خلف الله، إلى أن الاستعمار الفرنسي دخل إلى الجزائر بنية الاستيطان، فوضع في مخططه أن تكون الجزائر فرنسية هوية ولغة وثقافة ودينًا وعلى مستوى العادات أيضًا.

إلى ذلك، عمل الفرنسيون على إلغاء الوجود التاريخي للشعب الجزائري في مخطط متكامل؛ لحظ استقدام آلاف الأفراد والجماعات من كل أوروبا من أجل تمكينهم من مقدرات الجزائر، ما حرم الجزائريين من أبسط حقوقهم.

ويذكّر الصحافي الجزائري محنّد بيري، بأن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان استيطانيًا وهدف ليس فقط إلى احتلال البلاد، بل وتعويض الشعب بشعب بآخر أيضًا.

ويشير إلى أن مليون أوروبي كانوا على أرض البلاد خلال خمسينيات القرن الماضي، بمقابل 6 مليون جزائري سكنوا بغالبيتهم الساحقة في البوادي خارج المدن.

تصفية مؤسسات الأوقاف الجزائرية

وكانت أولى خطوات المخطط الفرنسي في تصفية مؤسسات الأوقاف الجزائرية، التي تؤدي خدمات كثيرة لآلاف الجزائريين.

فبعد ثلاثة أشهر من بدء الاحتلال الفرنسي، أصدر الحاكم العسكري للجزائر الجنرال برتران كلوزيل، في 21 سبتمبر/ أيلول 183، قرارًا يقضي بمصادرة أملاك الوقف الجزائرية من أجل توزيعها على الأجانب الأوروبيين.

هدفت الخطوة إلى تشجيع هؤلاء على الاستقرار والبقاء في الجزائر، فتم بناء أول قريتين أوروبيتين في الجزائر، وهما القبة ودالي إبراهيم، اللتان سكنهما 500 مهاجر من الفرنسيين والأوروبيين.

وفي خطابه للمستوطنين الجدد، قال الحاكم العسكري كلوزيل: "بإمكانكم أن تؤسسوا من المزارع ما تشاؤون وكونوا على يقين أننا سنحميكم. هنا سيعيش شعب جديد".

ويلفت أوليفييه لوكور، أستاذ جامعي ومؤرخ فرنسي، إلى أنه "تم التعامل في حالة الجزائر على أنها مستعمرة استيطانية تقوم على مبدئَي: استغلال السكان الأصليين، والأراضي التي تم استعمارها".

ويشرح أنه تم بشكل خاص استغلال الأراضي جزئيًا من جهة، واستثمارها من جهة أخرى، لا سيما المميز منها، للسماح للمستعمرين بالاستقرار في الجزائر، على أن يمارسوا الأعمال الفلاحية.

استقلال الجزائر

ومن الأرشيف، خبر بالصوت والصورة يشير إلى احتفال قرية نوفي في الجزائر بمؤيتها الأولى عام 1948.

الاحتفال -على ما أفاد المقطع المصور- أقامه المستوطنون أو المستعمرون القادمون من الألزاس في غالبيتهم، وشهد استقبال القرية لـ"المناسبة" السيد نيجلين، الحاكم العام القادم هو أيضًا من الألزاس.

عام 1954، أعلن الجزائريون ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، والتي عُدت الأكبر في تاريخ العرب الحديث.

وتمكنوا بعد 7 سنوات من النضال المسلح والأعمال الفدائية، التي هدفت إلى استعادة الأراضي وإحياء الدولة الجزائرية، من إجلاء المستعمرين ونيل الاستقلال.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close