الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

واشنطن تطلب السحب الفوري للقوات الروسية والتركية من ليبيا

واشنطن تطلب السحب الفوري للقوات الروسية والتركية من ليبيا

Changed

الحرب في ليبيا
تقدر الأمم المتحدة عدد المرتزقة والعسكريين الأجانب المنتشرين في ليبيا دعمًا لمعسكري النزاع بنحو 20 ألفًا (غيتي)

دعا مجلس الأمن في بيان تبناه أعضاؤه الـ 15 بالإجماع، بمن فيهم روسيا، إلى "انسحاب جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا بلا تأخير".

طلبت الولايات المتحدة، الخميس، من تركيا وروسيا "الشروع فورًا في سحب قواتهما" من ليبيا، بما يشمل القوات العسكرية والمرتزقة، في موقف حازم لإدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يقطع مع سياسة خلفه دونالد ترمب إزاء هذا البلد. 

وقال القائم بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا: "تماشيًا مع اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر/ تشرين الأول، نطلب من تركيا وروسيا أن تبدأا فوراً سحب قواتهما من البلاد وسحب المرتزقة الأجانب والوكلاء العسكريين اللتين قامتا بتجنيدهم ونشرهم وتمويلهم في ليبيا".

وطلب ميلز من الأطراف الخارجية كلّها، بما في ذلك روسيا وتركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، "احترام السيادة الليبية، وإنهاء جميع التدخلات العسكرية في ليبيا فورًا".

ويبدد هذا الموقف الأميركي الحازم في ظل إدارة جو بايدن الغموض الذي لفّ لسنوات السياسية الأميركية لدونالد ترمب بشأن ليبيا. وبدا كأن ترمب دعم في وقت من الأوقات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على حساب حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس.

وفي ديسمبر/ كانون الأول، قدرت الأمم المتحدة عدد المرتزقة والعسكريين الأجانب المنتشرين في ليبيا دعمًا لمعسكري النزاع بنحو 20 ألفًا. وأحصت الأمم المتحدة 10 قواعد عسكرية تُؤوي جزئيًا، أو بشكل كامل قوات أجنبية في البلاد.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع في 23 أكتوبر/ تشرين الأول، يتعيّن على القوات الأجنبية والمرتزقة مغادرة البلاد خلال الأشهر الثلاثة التي تلت توقيع الاتفاق، أي بحلول 23 يناير/ كانون الثاني. ولم تنسحب أي قوات في ليبيا رغم تخطي المهلة المنصوص عليها في الاتفاق.

لخروج القوات الأجنبية

وخلال المؤتمر الافتراضي لمجلس الأمن الدولي، طالبت غالبية أعضائه بما فيها الهند والصين والمملكة المتحدة، بسحب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، واحترام حظر الأسلحة المفروض على البلاد منذ 2011.

ولم يشر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال مداخلته إلى الحضور العسكري الأجنبي في ليبيا. وذكّر الدبلوماسي بما أسماه "الاعتداء الغربي" على ليبيا عام 2011 الذي قاد إلى إطاحة معمر القذافي، واكتفى بالإشارة إلى أن روسيا "دافعت دائمًا عن تسوية سلمية للأزمة الليبية بالوسائل السياسية والدبلوماسية".

وقالت البعثة الدبلوماسية الروسية في وقت لاحق لوكالة فرانس برس إن روسيا "ليس لديها جنود أو أشخاص بالزي العسكري على الأراضي الليبية". وأضاف المتحدث باسم البعثة: "لذلك لا يوجد تدخل عسكري روسي في ليبيا. إذا كان هناك مواطنون روس يعملون بصفة مرتزقة، وهو أمر لا يمكننا استبعاده تمامًا، فيجب أن يُطلب مِن الذين استخدموهم أن يسحبوهم".

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحافي، إلى خروج القوات الأجنبية من ليبيا.

وقال: "من الضروري أن تتجه كل القوات الأجنبية وجميع المرتزقة الأجانب أولًا إلى بنغازي وطرابلس، ومن هناك يغادرون ويتركون الليبيين وشأنهم؛ لأن هؤلاء أثبتوا أنهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم". 

تدخل أجنبي "فاضح"

ودعا مجلس الأمن في بيان تبناه الخميس أعضاؤه الـ15 بالإجماع، بمن فيهم روسيا، إلى "انسحاب جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا بلا تأخير".

وقالت ستيفاني وليامز مبعوثة الامم المتحدة بالانابة الخميس: "هذا التدخل الاجنبي الفاضح مستمر"، مرحبّةً بالوقت نفسه بوقف اطلاق النار الذي ما زال ساريا.

ووفق الأمم المتحدة، لا يزال حظر التسليح المفروض على ليبيا يتعرض للانتهاك، مع استمرار وصول طائرات شحن مشبوهة إلى شرق البلاد وغربها. 

لكن رغم الانتهاكات، لا يزال وقف إطلاق النار ساريًا، ويلتزم به طرفا النزاع اللذان التزما بعقد انتخابات عامة في 24 ديسمبر/ كانون الأول، وطالبا الأمم المتحدة بتقديم الدعم في تنظيمها. 

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close