السبت 4 مايو / مايو 2024

"وباء ينتشر بسرعة".. السمنة تطال أكثر من مليار شخص في العالم

"وباء ينتشر بسرعة".. السمنة تطال أكثر من مليار شخص في العالم

Changed

ترتبط السمنة بزيادة في معدل الوفيات بسبب أمراض أخرى- غيتي
ترتبط السمنة بزيادة معدل الوفيات بسبب أمراض أخرى - غيتي
أشارت دراسة جديدة إلى أن معدلات السمنة في بعض البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل أعلى من تلك المسجّلة في الكثير من البلدان الصناعية.

تطال السمنة أكثر من مليار شخص في كل أنحاء العالم، من بينهم أطفال ومراهقون، وفقًا لتقديرات نشرت قبل أيام قليلة من اليوم العالمي للسمنة في الرابع من مارس/ آذار تُظهر تسارع هذه الآفة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وأظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة "لانسيت" العلمية البريطانية وساهمت فيها منظمة الصحة العالمية، أن معدلات السمنة بين البالغين زادت في كل أنحاء العالم أكثر من الضعف ما بين عامي 1990 و2022، وأربع مرات لدى الأطفال والمراهقين بين 5 و19 سنة.

ولاحظ مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية بمنظمة الصحة العالمية البروفيسور فرانشيسكو برانكا، خلال مؤتمر صحافي، أن هذا "الوباء" ينتشر "بسرعة أكبر مما كان متوقعًا". 

وكانت التوقعات تشير إلى أن تجاوز عتبة مليار شخص يعاني السمنة سيحصل بحلول سنة 2030 تقريبًا، بحسب البروفيسور ماجد عزتي من "إمبريال كوليدج" في لندن، أحد المعدّين الرئيسيين للدراسة.

ارتفاع معدلات السمنة

واستندت الدراسة إلى بيانات نحو 220 مليون شخص في أكثر من 190 دولة، وأظهرت أن عدد الأشخاص الذي يعانون السمنة ارتفع من 195 مليون بالغ عام 1990 إلى نحو 880 مليونًا، من بينهم 504 ملايين امرأة و374 مليون رجل.

وزاد معدل السمنة بين الرجال ثلاث مرات تقريبًا، من 4,8% عام 1990 إلى 14% في2022، وأكثر من الضعف لدى النساء، إذ كان 8,8% وأصبح 18,5%، مع فوارق بين البلدان.

كما ارتفع عدد الأطفال والمراهقين المصابين بهذا المرض في 30 عامًا من 31 مليونًا عام 1990 إلى نحو 160 مليونًا في 2022، من بينهم 94 مليون فتى و65 مليون فتاة.

وتُعدّ السمنة مرضًا مزمنًا متشابكًا ومتعدد العوامل، وترتبط بزيادة في معدل الوفيات بسبب أمراض أخرى، كأمراض القلب والشرايين والسكّري وبعض أنواع السرطان. وكانت جائحة كوفيد-19، مثالًا على ذلك، إذ شكّل الوزن الزائد خلالها أحد عوامل الخطر.

معدلات سمنة مرتفعة في بلدان منخفضة الدخل

وأشارت الدراسة إلى أن معدلات السمنة في بعض البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل، ولا سيما في بولينيزيا وميكرونيزيا ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أعلى من تلك المسجّلة في الكثير من البلدان الصناعية، وخصوصاً في أوروبا.

وعلّق مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية بمنظمة الصحة العالمية البروفيسور فرانشيسكو برانكا على ذلك بالقول: "في الماضي، كنا نميل إلى اعتبار السمنة مشكلة للدول الغنية، أما الآن فقد أصبحت مشكلة عالمية".

أشارت الدراسة إلى أن عدد مَن يعانون السمنة أكبر من عدد مَن يعانون نقص الوزن في العالم- غيتي
أشارت الدراسة إلى أن عدد مَن يعانون السمنة أكبر من عدد مَن يعانون نقص الوزن في العالم- غيتي

ورأى أن السبب يكمن خصوصًا في "تحول سريع، وليس نحو الأفضل، في النظم الغذائية في البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل".

في المقابل، دلّت مجموعة مؤشرات في الدراسة إلى "تراجع السمنة  وخصوصًا لدى النساء، في بعض دول جنوب أوروبا، وأبرزها إسبانيا وفرنسا"، بحسب ماجد عزتي.

مشكلة السمنة تفوق نقص الوزن

وأشارت الدراسة إلى أن "عدد مَن يعانون السمنة أكبر في معظم البلدان من عدد مَن يعانون نقص الوزن" والذي انخفض منذ عام 1990.

ومع ذلك، لا يزال نقص الوزن يمثل مشكلة كبيرة في عدد من مناطق العالم، كجنوب آسيا أو إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويرتبط بزيادة معدل الوفيات بين النساء والأطفال الصغار قبل الولادة وبعدها، أو ارتفاع خطر الوفاة بسبب الأمراض المعدية.

وتعاني بلدانٌ كثيرة منخفضة ومتوسطة الدخل من "العبء المزدوج" المتمثل في نقص التغذية والسمنة، إذ لا يحصل جزء من سكانها إلى اليوم على عدد كاف من السعرات الحرارية، فيما لم يعد قسم آخر يعاني هذه المشكلة لكنّ نظامهم الغذائي رديء النوعية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: إن "هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية الوقاية من السمنة وإدارتها منذ سن مبكرة حتى مرحلة البلوغ، من خلال النظام الغذائي والنشاط البدني والرعاية الكافية للاحتياجات". 

ورأى أن "العودة إلى المسار الصحيح لتحقيق الأهداف العالمية للحد من السمنة ستتطلب عمل الحكومات والمجتمعات، بدعم من السياسات القائمة على الأدلة من منظمة الصحة العالمية ووكالات الصحة العامة الوطنية"، داعيًا إلى "تعاون القطاع الخاص، الذي يجب أن يكون مسؤولًا عن الآثار الصحية لمنتجاته".

كما اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الإجراءات "اللازمة لاحتواء" المشكلة لا تُطبَّق بالقدر الكافي، ومنها فرض الضرائب على المشروبات السكرية، ودعم الأطعمة الصحية، والحد من تسويق الأطعمة غير الصحية للأطفال، وتشجيع النشاط البدني، وما إلى ذلك.

ومنذ أشهر عدة، تشهد علاجات السمنة حقبة جديدة إذ أن أدوية مخصصة لداء السكرّي أثبتت فاعليتها في إنقاص الوزن، مما أوجد أملاً لدى ملايين المرضى، ودفع شركات الأدوية إلى التنافس في هذا المجال.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close