فاقمت عاصفة ثلجية ضربت الشمال السوري معاناة سكان مخيمات النزوح في المنطقة، حيث غطى بياض الثلج قتامة المأساة، وبات النازحون يعيشون تحت وطأة الطقس العنيف.
ويزور الشتاء القارص المخيمات التي يقطنها أكثر من مليون نازح كل عام، وبدلًا من الاستعداد لها جيدًا ترتسم علامات المفاجأة غير المتوقعة على وجوه المعنيين من حكومات ومنظمات دولية.
وفي إدلب، ازداد حجم الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة في مخيمات النازحين خلال اليومين الماضيين مع غياب شبه كامل لعمليات الاستجابة الإنسانية في المنطقة.
وأفاد مراسل "العربي" في إدلب أن العديد من الأسر أصبحت بلا مأوى مع انخفاض كبير في درجات الحرارة وانهيار الخيام وعدم القدرة على إصلاحها.
جهود الاستجابة ما زالت ضعيفة
وفي هذا الصدد، أكد هشام ديراني المدير التنفيذي لمنظمة بنفسج للإغاثة الإنسانية في الشمال السوري صعوبة الموقف في المخيمات، وأقر بأن الجهود المبذولة في إطار الاستجابة لمعاناة النازحين نتيجة الطقس مؤخرًا ما زالت ضعيفة مقارنة بحجم المأساة.
وقال ديراني، في حديث إلى "العربي" من مدينة غازي عنتاب التركية، أن الطرق الموصلة إلى بعض المخيمات ظلت "مغلقة" ما منعهم من الوصول إلى المتضررين من الثلوج لمساعدتهم.
ونوه إلى أن معظم المخيمات منشأة على أراض زراعية، ما يصعب عملية فتح الطرقات الموصلة إليها، لأن الطرقات نفسها معرضة للانهيار.
"الإنجاز ما زال ضعيفًا"
وأضاف أنه "حتى في حال الوصول إليهم فإن مساعدتهم داخل الخيمة أمر شبه مستحيل، لأن إشعال نار التدفئة داخل الخيمة يمكن أن يؤدي إلى نشوب حريق".
وبينما شدد على أن "الوضع مأسوي"، رأى أنه يأتي "نتيجة طبيعة لبقاء ما يزيد على مليون نسمة في الخيام لما يقارب السنوات العشر".
وأشار المسؤول في منظمة بنفسج إلى أنهم كمنظمات إنسانية لطالما عملوا على استقطاب الدعم من أجل نقل هذه العائلات إلى وحدات سكنية لتحفظ كرامتهم وحياتهم، واعتبر في هذا الصدد أنه ثمة مبادرات كبيرة بحجم المؤسسات والمنظمات، لكن "الإنجاز ما زال ضعيفًا مقارنة بالكارثة" وفقًا لديراني.