Skip to main content

وسط مطالبات بوقف اعتداءات إسرائيل... إضراب في الضفة حدادًا على شهداء جنين

الأربعاء 8 مارس 2023

عم الإضراب الشامل، اليوم الأربعاء، الضفة الغربية المحتلة، حدادًا على شهداء جنين، فيما شهدت مناطق مختلفة بالضفة وقطاع غزة مسيرات ليلية، استجابة لنداء مجموعة "عرين الأسود".

ويأتي الإضراب في وقت دعت "كتائب القسام" إلى تصعيد المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال الذي يواصل اعتداءاته بحق الفلسطينيين.

وشل الإضراب مناحي الحياة كافة، وأغلقت المدارس والجامعات، والمحلات التجارية، وسط دعوات جماهيرية إلى الاستمرار بفعاليات المواجهة مع الاحتلال، والخروج بمسيرات غضب.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت الثلاثاء جماهير الشعب الفلسطيني إلى الإضراب الشامل اليوم الأربعاء في كل محافظات الوطن؛ للتعبير عن الغضب بعد مجزرة الاحتلال في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة والتي أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين.

وخلال اقتحام الاحتلال لمخيم جنين، استشهد 6 فلسطينيين بينهم عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة قبل أسابيع والتي قتل فيها اثنان من المستوطنين المتطرفين.

كما أصيب في الاقتحام أمس 26 فلسطينيًا، بينهم 3 بجروح خطيرة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

والشهداء هم محمد وائل غزاوي (26 عامًا)، و‏‎طارق زياد مصطفى ناطور (27 عامًا)، و‏‎زياد أمين الزرعيني (29 عامًا)، و‏‎عبد الفتاح حسين خروشة (49 عامًا)، ومعتصم ناصر صباغ (22 عامًا)، ومحمد أحمد خلوف (22 عامًا).

 تظاهرات في الضفة وغزة

وأمس الثلاثاء، تظاهر آلاف الفلسطينيين، في المدن والمخيمات في غزة والضفة الغربية وقرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، دعمًا للأسرى، وتنديدًا بجريمة مخيم جنين.

ورفع المشاركون في التظاهرات لافتات كتب على بعضها: "الحرية للأسرى"، و"جنين وغزة يد واحدة".

مظاهرات في الضفة الغربية المحتلة تنديدًا بالعملية الإسرائيلية في مخيم جنين - الأناضول

وعلى ميدان المنارة وسط رام الله، رفع المشاركون لافتات منددة بالعمليات الإسرائيلية، وأخرى منددة بالممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية، وهتف المشاركون في الوقفات بشعارات تندد بجرائم إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

"القسام" تدعو لتصعيد المقاومة المسلحة

بدورها، قالت كتائب "عز الدين القسام"، أمس الثلاثاء، إن الفلسطينيين عبد الفتاح خروشه، ومعتصم صباغ، اللذين استشهدا برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين، عضوان في صفوفها.

وأضافت في بيان: "ننعي المجاهدين القساميين عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة البطولية ومعتصم صباغ، وإخوانهم أبطال التصدي لعدوان الاحتلال على جنين".

وأكدت أن "عملية حوارة جاءت ردًا ودفاعًا عن شعبنا في وجه جرائم المغتصبين المجرمين".

وتابعت الكتائب: "ندعو كل مجاهدي شعبنا في كل مكان إلى تصعيد المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال ومغتصبيه والاشتباك معهم في كل ربوع وطننا المحتل تحقيقًا لشرف السلاح وطهارته ودفاعًا عن شعبنا وقدسنا وعرضنا".

من هو منفذ عملية حوارة الذي اغتاله الاحتلال؟

والشهيد خروشة (49 عامًا) أسير محرر، اعتقلته قوات الاحتلال بتهمة الانتماء لكتائب القسام، وأفرج عنه قبل نحو 4 أشهر من سجون الاحتلال.

وهو من مخيم عسكر شرقي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ومن مواليد عام 1974.

اعتقل في أغسطس/ آب 2019 مع نجله محمد من مواليد عام 1997، واتهم الاثنان بالتخطيط لتنفيذ عملية إطلاق نار تجاه حافلة للجنود في حوارة جنوبي نابلس أو قرب قرية دير شرف غربي نابلس.

الشهيد عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة - وسائل التواصل

وحصل الشهيد خروشة ونجله محمد على سلاح من نوع كارلو عام 2019 وكانا في طور الاستعداد لتنفيذ العملية، لكن تم اعتقالهما وحكم على الأب بالسجن 40 شهرًا ثم أفرج عنه نهاية العام 2022، أما نجله محمد فقد حكم عليه بالسجن 36 شهرًا وأفرج عنه العام الماضي.

مطالبات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية

وفي سياق ردود الفعل الدولية، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام جيش الاحتلال مخيم جنين، وعدته امتدادًا لجرائمه المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكه الصارخ لقرارات الشرعية الدولية.

وحذرت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أمس الثلاثاء، من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي، كما حثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومساءلة إسرائيل على جرائمها المروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجددت الوزارة تأكيد موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

من جهتها، دعت مصر، مساء الثلاثاء، إلى تحرك أميركي أوروبي أممي لإعادة التهدئة إلى فلسطين، معربة عن إدانتها لاقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين الفلسطيني.

وندّدت الخارجية المصرية في بيان، بـ"سياسة الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة"، محذرة من أن تداعيات تلك الاقتحامات "تنذر بتدهور خطير للأوضاع الأمنية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وزعزعة الاستقرار في المنطقة".

ودعت مصر "الأطراف الدولية الفاعلة، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم لوضع حد للإجراءات الأحادية التصعيدية الجارية".

كما دعتهم إلى "تهيئة الظروف لتمكين جهود التهدئة والتسوية السلمية لتؤتي ثمارها بعيدًا عن حلقة العنف المدمرة القائمة".

من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية التركية "بشدة أعمال العنف والاعتداءات المتصاعدة للمستوطنين والقوات الإسرائيلية بالضفة الغربية".

وأضافت في بيان، الثلاثاء، أن الهجوم الذي نفذته القوات الإسرائيلية على مخيم جنين وأسفر عن استشهاد فلسطينيين، وأعمال العنف والترويع التي قام بها مستوطنون إسرائيليون ضد سكان بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية، "لا يمكن القبول بها".

وأوضحت أن "هذه الاعتداءات والأعمال المتزايدة أدت إلى تصعيد التوتر وتغذية دوامة العنف في المنطقة، وإلحاق الضرر بالجهود الدولية الرامية لتخفيف حدة التوتر مع اقتراب شهر رمضان المبارك".

وتابعت: "نجدد دعواتنا لمنع العنف ووضع حد لهذه الاعتداءات، ونحث الحكومة الإسرائيلية على التحلي بالحكمة والتصرف بمسؤولية".

كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتواصلة عليها، معتبرة أن "استمرار هذه الحملات سيؤدي إلى المزيد من التدهور، وتوسيع دوامات العنف، ما يقوض الجهود الرامية إلى تحقيق التهدئة".

وفي حديث إلى "العربي" من رام الله، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن التصعيد في الضفة الغربية يعبر عن أيديولوجية وأجندة الحكومة الإسرائيلية، التي تغلق الباب كليًا على الحل السياسي ولا يوجد لديها خيار للاحتواء، وبالتالي تبقي الباب مفتوحًا للتصعيد.

وأضاف منصور أنه كان يتوقع من الدول والجهات التي تتوسط أن تخلق نوعًا من التهدئة أو الاستقرار، وأن تضغط على حكومة الاحتلال وأن تلزمها بوقف عدوانها، لكن إسرائيل لا تزال تمارس اعتداءاتها، بعد أن مرت قمة العقبة ولم تخرج بأي قرارات ملزمة لإسرائيل، بل أبقت خيار التصعيد.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة