Skip to main content

يُحتمل تورطها في التهريب.. واشنطن: إيران تحتجز سفينة تجارية في الخليج

الخميس 6 يوليو 2023

أعلن الأسطول الخامس في البحرية الأميركية ومقره البحرين في بيان مساء الخميس أنّ الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة تجارية "يُحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب" في المياه الدولية في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتَي نفط تجاريّتين قبالة سواحل عُمان.

ولم يصدر عن طهران بشكل فوري أي رد فعل على إعلان البحرية الأميركية.

وقال البيان: "نشرت القوات البحرية الأميركية أصولًا بحرية لمراقبة الوضع عن كثب"، مضيفًا أن بعد "تقييم ظروف الحادثة، لم يستدع الأمر مزيدًا من الاستجابة".

ولم يحدد الأسطول الخامس مكان الحادثة بشكل دقيق ولا هوية السفينة ولا ما إذا كانت لا تزال محتجزة، لكنه أكّد أن القوات الأميركية تبقى "متيقظة ومستعدة لحماية الحقوق الملاحية لحركة المرور البحرية المشروعة في مياه الشرق الأوسط الحيوية". 

إحباط محاولتين لإحتجاز ناقلتي نفط تجاريتين

وكانت القوات الأميركية أعلنت الأربعاء إحباط محاولتين نفّذتهما البحرية الإيرانية لاحتجاز ناقلتَي نفط تجاريّتين في المياه الدولية قبالة سواحل عُمان، مشيرة إلى أنّه في إحدى هاتين المحاولتين أطلق الإيرانيون النار على ناقلة.

لكن طهران أكدت الخميس أن قواتها سعت لاعتراض ناقلة نفط اصطدمت بسفينة إيرانية. ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية في إيران عن هيئة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية قولها: "إن ناقلة النفط ريتشموند فوياجر التي ترفع علم جزر البهاماس اصطدمت بسفينة إيرانية وتسببت بإصابات خطيرة لخمسة من أفراد طاقمها.

وذكرت الوكالة أنه تم التعرف "صباح الأربعاء على ناقلة النفط المخالفة" وتجاهلت تحذيرات سفينة القوات البحرية الإيرانية، مؤكدة أنها دخلت المياه الإقليمية لسلطنة عمان التي تمّ إبلاغها بذلك.

وكشفت شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية الرسمية "إيرين" أن طهران حصلت على أمر قضائي لاحتجاز الناقلة "ريتشموند فوياجر"، 

سلسلة حوادث 

وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.

وفي نهاية أبريل/ نيسان ومطلع مايو/ أيار الماضيَين، احتجزت إيران ناقلتي نفط في غضون أسبوع في مياه الخليج. وفي إحدى هاتين المرتين، نفّذ كوماندوس من البحرية الإيرانية إنزالًا من طوافة على متن ناقلة النفط "أدفانتج سويت" التي كانت ترفع علم جزر مارشال.

وفي مايو/ أيار 2022، احتجزت إيران ناقلتَي نفط يونانيتين بعد أن كانت قد احتُجزت في الشهر السابق ناقلة نفط ترفع العلم الروسي ومحمّلة بالوقود الإيراني قرب أثينا بناء على طلب وزارة الخزانة الأميركية. وأفرجت طهران عن السفينتين بعد ستة أشهر.

وفي سبتمبر/ أيلول 2022، احتجز أسطول تابع للبحرية الإيرانية سفينتَين عسكريتين أميركيتَين من دون ربان في البحر الأحمر لفترة وجيزة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أعلن الحرس الثوري الإفراج عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد للجمهورية الإسلامية، إثر احتجازها لنحو أسبوعين على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أميركية لمصادرة هذه المادة.

ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرة إلى أن قواتها البحرية اكتفت بمراقبة قيام بحرية إيرانية بمصادرة ناقلة نفط ونقلها إلى مياهها الإقليمية.

وفي يوليو/ تمّوز 2019، احتجز الحرس الثوري ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا في أثناء عبورها مضيق هرمز. ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين.

إحياء المحادثات النووية

وتأتي هذه التطوّرات فيما تسعى الدول الغربية لعقد حوار مع طهران حول نقاط خلافية عديدة في مقدمها البرنامج النووي والعقوبات الأميركية المفروضة على طهران وملفّ الأميركيين المحتجزين لديها.

ومؤخّرًا، بادرت سلطنة عُمان لترتيب محادثات غير مباشرة مع الأميركيين فيما أجرى الإيرانيون محادثات مباشرة مع الأوروبيين لا سيما في الدوحة وأبوظبي.

وأبرمت إيران في العام 2015 مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) اتفاقًا بشأن برنامجها النووي أتاح رفع عقوبات عنها لقاء خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها. لكن الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران التي ردّت بالتراجع تدريجًا عن معظم التزاماتها.

وتخوض إيران والدول التي لا تزال أطرافًا في الاتفاق مباحثات متقطعة منذ أبريل/ نيسان 2021، تهدف لإحياء الاتفاق، شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وعلى رغم تحقيق تقدم في هذه المباحثات، إلا أنها لم تبلغ مرحلة التفاهم لإعادة تفعيل الاتفاق.

وقد نفى الإيرانيون والأميركيون الشهر الماضي صحة تقارير إعلامية أشارت إلى قرب توصّل البلدين إلى اتفاق مؤقت يحل محل الاتفاق النووي.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة