الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

يسعى لطي صفحة "القطيعة".. ماكرون يصل إلى الجزائر في زيارة لـ3 أيام

يسعى لطي صفحة "القطيعة".. ماكرون يصل إلى الجزائر في زيارة لـ3 أيام

Changed

آخر تحديث:
25 أغسطس 2022 18:35
تقرير حول زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر اليوم والملفات التي ستتم مناقشتها (الصورة: غيتي)
هذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة في فرنسا، وتعود زيارته الأولى إلى ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى.

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر الخميس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام هدفها "إعادة بناء" العلاقات الثنائية.

وحطّت طائرة ماكرون نحو الساعة 15,30 بالتوقيت المحلي (14,30 ت غ) في مطار هواري بومدين بالعاصمة حيث استقبله نظيره الجزائري عبد المجيد تبون.

"طي صفحة الماضي"

ويسعى الرئيس الفرنسي من خلال الزيارة، لطي صفحة القطيعة و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي.

وسيذهب الرئيسان بعد استقباله إلى مقام الشهيد الذي يخلّد ذكرى حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962)، قبل مأدبة عشاء في القصر الرئاسي.

وتراجع كبير حاخامات فرنسا حاييم كورسيا الذي ولد أهله في الجزائر، في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في الزيارة بعدما أثبت فحص إصابته بكوفيد-19.

ولقي كورسيا حملة انتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي في الساعات الـ48 الماضية، كما انتقد رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، عبد الرزاق مقري زيارته غير المسبوقة للبلد. وقال المقري في وقت سابق: "مواقف الجزائر معروفة ولن تتغير. فرنسا دولة علمانية. لانعرف سبب وجود رجل دين في الوفد".

وتتزامن الزيارة مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962.

يسعى ماكرون لطي صفحة القطيعة مع الجزائر و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي - رويترز
يسعى ماكرون لطي صفحة القطيعة مع الجزائر و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي - رويترز

زيارة إلى وهران 

وسيلتقي ماكرون خلال الزيارة رواد أعمال جزائريين شبابًا في سعيه لتعميق العلاقة مع هذه الفئة العمرية، قبل أن يتوجه إلى وهران الواقعة في الغرب، وثاني مدن البلاد المشهورة بروح الحرية التي جسدتها موسيقى الراي في الثمانينيات.

وهذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة، وتعود زيارته الأولى إلى ديسمبر/ كاون الأول 2017 في بداية ولايته الأولى.

وكانت العلاقات بين البلدين حينها تبدو واعدة مع رئيس فرنسي شاب ولد بعد عام 1962 وتحرر من ثقل التاريخ ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه "جريمة ضد الإنسانية".

لكن الآمال سرعان ما تلاشت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عامًا من الاستعمار والحرب الدموية ورحيل مليون فرنسي من الجزائر عام 1962.

واعترف ماكرون بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر" عام 1957. واستنكر "الجرائم التي لا مبرر لها" خلال المذبحة التي تعرض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 1961.

لكن الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن الاستعمار لم تأت أبدًا، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم. 

هذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة
هذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة - غيتي

"تشكيك في الأمة الجزائرية"

وازداد حجم القطيعة مع نشر تصريحات للرئيس الفرنسي في أكتوبر 2021 اتهم فيها "النظام السياسي العسكري" الجزائري بإنشاء "ريع للذاكرة"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار. ومن ذلك الوقت، أعاد ماكرون الأمور إلى نصابها وقرر الرئيسان إعادة الشراكة بين البلدين إلى مسارها الصحيح.

ويقول الخبير السياسي الجزائري منصور قديدير: "بالنظر إلى مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة المغاربية والنزاعات في الساحل والحرب في أوكرانيا، فإن تحسين العلاقات بين فرنسا والجزائر ضرورة سياسية".

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا باتت الجزائر، وهي من بين أكبر عشرة منتجين للغاز في العالم، مُحاورًا مرغوبًا للغاية للأوروبيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي. لكن الرئاسة الفرنسية تؤكد أن الغاز الجزائري "ليس موضوع الزيارة".

كما سيناقش الرئيسان بشكل خاص الوضع في مالي حيث أنهى الجيش الفرنسي للتو انسحابه، والنفوذ الروسي المتزايد في إفريقيا.

وتلعب الجزائر دورًا محوريًا في المنطقة نظرًا لامتداد حدودها آلاف الكيلومترات مع مالي والنيجر وليبيا، كما أنها مقربة من روسيا مزودها الرئيسي بالأسلحة.

وستظهر قضية التأشيرات الفرنسية للجزائريين على طاولة النقاشات أيضًا بعد أن قرر إيمانويل ماكرون عام 2021 خفضها إلى النصف في مواجهة إحجام الجزائر عن إعادة قبول رعاياها المرَّحلين من فرنسا.

ولن يسلط ماكرون، بالمقابل، الضوء على مسألة الذاكرة التي لا تزال معقدة على ضفتي البحر المتوسط.

وقد تسببت قضية الذاكرة في فقدان الرئيس الفرنسي الكثير من التقدير الذي حظي به لدى الرأي العام الجزائري قبل توليه الرئاسة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close