الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

7 ساعات.. دراسة تطرح توصية جديدة لعدد ساعات النوم المثالية للفرد

7 ساعات.. دراسة تطرح توصية جديدة لعدد ساعات النوم المثالية للفرد

Changed

فقرة حول ديون النوم والإشارات غير المؤذية التي يرسلها جسم الإنسان (الصورة: غيتي)
يوصي باحثو جامعة كامبريدج الآن الأشخاص بالحصول على سبع ساعات من النوم والتي يقولون إنها المدة المثالية للصحة العامة ودرء الخرف.

لم تعد ثماني ساعات هي المدة المثالية للنوم كل ليلة للأشخاص في منتصف العمر، وفقًا للعلم. فقد أوصى باحثو جامعة كامبريدج الآن الأشخاص بالحصول على سبع ساعات من النوم إذ يقولون إنها المدة المثالية للصحة العامة ودرء الخرف، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وتأتي هذه التوصية بعد دراسة نمط نوم نصف مليون بريطاني تتراوح أعمارهم بين 38 و73 عامًا.

ما علاقة ساعات النوم بالخرف؟

وسجّل الأشخاص الذين حصلوا على أكثر أو أقل من سبع ساعات من النوم في الليلة نتائج أسوأ في اختبارات سرعة التفكير والانتباه والذاكرة وحل المشكلات.

وحتى الآن، كان يُعتقد أن الحصول على ثماني ساعات من النوم غير المتقطع توفر أفضل الفوائد الصحية الشاملة.

لكن اضطراب النوم الذي يحدث لكل من أولئك الذين ينامون قليلًا جدًا ولمدة طويلة، يرتبط بتراكم اللويحات في الدماغ، وهي علامة منبهة للخرف.

والنوم ضروري للحفاظ على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات وتذكر الأشياء، بالإضافة إلى إزالة النفايات من خلايا الدماغ، وتنظيم التمثيل الغذائي والحفاظ على جهاز المناعة.

وتوصي خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا بالنوم من ست إلى تسع ساعات كل ليلة للبالغين، بينما تحتاج أدمغة الأطفال إلى ما يصل إلى 12 ساعة في الليلة.

لكن غالبًا ما يجد الكبار في منتصف العمر وكبار السن صعوبة أكبر في النوم والاستمرار فيه. ويعتقد الخبراء أن هذا يسرع من التدهور المعرفي ويمكن أن يحفز المشاكل النفسية في ما بعد.

وفحص الباحثون بيانات 498277 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 38 و73 عامًا، تم جمعها من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات للمرضى تمت مراقبتها لمدة 10 سنوات.

وتم استجواب المشاركين حول أنماط نومهم وصحتهم العقلية وعافيتهم، وشاركوا في سلسلة من اختبارات الدماغ المعرفية بما في ذلك تقييمات وقت رد الفعل والذاكرة.

أدمغة أكثر صحة

وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة "نايتشر أيجنغ"، أن مدة النوم غير الكافية والمفرطة مرتبطة بضعف الأداء المعرفي، مثل سرعة المعالجة والانتباه البصري والذاكرة ومهارات حل المشكلات.

أمّا أولئك الذين حصلوا على سبع ساعات من النوم كل ليلة فكانت لديهم أدمغة أكثر صحة.

كما أظهروا أداء معرفيا وصحة عقلية أفضل مع مستويات أقل من القلق والاكتئاب، ورفاهية أفضل مقارنة بأولئك الذين ينامون أكثر أو أقل من سبع ساعات.

وقال الباحثون: "إن أحد أسباب اكتشافهم قد يكون أن أولئك الذين يحصلون على أقل من سبع ساعات كانوا يعانون من اضطراب نومهم العميق في الموجة البطيئة". 

ويمكن أيضًا أن يتأثر أولئك الذين يحصلون على قسط كبير من النوم، لأن السكون المطول يمكن أن يسبب نومًا عميقًا سيئ الجودة ومشتتًا.

وتم ربط الانقطاعات في هذا النوع من النوم بتراكم بروتين في الدماغ يسمى الأميلويد، وهي إحدى النظريات الرائدة عن كيفية تطور الخرف.

ويتكون الأميلويد بشكل طبيعي، ولكن المستويات العالية منه تتسبب في تكتل البروتين وتشكيل لويحات تسبب "تشابكًا" في الدماغ وتعطل وظيفة الخلية.

التأثير على الدماغ

وأشار الباحثون إلى أن قلة النوم قد تجعل من الصعب على الدماغ تخليص نفسه من السموم.

وأظهرت بيانات تصوير الدماغ لحوالي 40 ألف مشارك وجود صلة بين مدة النوم وبنية مناطق الدماغ المشاركة في المعالجة المعرفية والذاكرة.

ووجد الفريق أن أولئك الذين ينامون أكثر من سبع ساعات أو أقل لديهم تغيرات أكبر في هذه المناطق بما في ذلك القشرة المخية، والقشرة الأمامية المدارية الجانبية والحصين.

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن الحصول على سبع ساعات من النوم باستمرار كل ليلة "دون تقلبات كبيرة في المدة" كان أمرًا مهمًا لوظيفة الدماغ والصحة العقلية.

ديون النوم

وفي مارس/ آذار 2021، أوردت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في تقرير لها مصطلح "ديون النوم". وقصدت به نقص النوم الذي يتراكم بمرور الوقت.

وتحدث التقرير، نقلاً عن البروفيسور بيار فيليب، رئيس قسم طب النوم في جامعة بوردو الفرنسية، عن إشارات يرسلها الجسم قد تبدو غير مؤذية ولكنها تنبهنا إلى أننا نعاني من نقص في النوم.

وأولى الإشارات على ديون النوم هي قراءة المشاعر بصورة خاطئة. فإذا بدا تبسّم الآخرين بوجه الفرد مستفزا له وإذا بات أكثر حساسية تجاه الأصوات المرتفعة بصورة غير معتادة، فإن نقص النوم يؤثر عليه. حيث تؤثر ديون النوم على عواطفنا وتغير طريقة قراءتنا. 

ومن الإشارات أيضاً الشعور بالتعب حتى بعد النوم. ويعد هذا الشعور إشارة مهمة جدا. إذ تخلق قلة النوم شعورا بعدم الارتياح، وتترك للمرء انطباعا بأنه لم ينم بما يكفي.

كذلك فإن الشعور بالنعاس في وقت الفراغ يعدّ أيضاً من إشارات نقص النوم. ونصح الدكتور فيليب بالقيلولة، ولو لعشر دقائق فقط. ولفت إلى أنه في حالة شعور المرء بنشاط بعد قيلولة قصيرة فإن ذلك يعني أنه كان يعاني من نقص في النوم.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close