أُجبر رجل من فلوريدا على التخلي عن مقعد في صاروخ "سبيس إكس"، لأن وزنه تجاوز الحد الأقصى لوزن الركاب الذي تحدده الشركة، بحسب صحيفة "ميترو".
فقد فاز كايل هيبتشن البالغ 43 عامًا بمقعد في رحلة "سبيس إكس إنسبيريشن 4" السياحية العام الماضي، بعد أن أنفق 600 دولار على بطاقات اليانصيب.
وبعد فرحة الفوز بفرصة زيارة النجوم، أصيب هيبتشن بخيبة أمل، حيث منعه وزنه من تحقيق الحلم.
أهدى الرحلة لزميله
اضطر هيبتشن للتخلي عن مقعده، وأرسل التذكرة إلى زميله في الكلية كريس سيمبروسكي البالغ 42 عامًا. وكان هيبتشن وسيمبروسكي زميلين في الغرفة أثناء التحاقهما بجامعة "إيمبري ريدل" للطيران أواخر التسعينيات.
ودخل كلاهما في السحب للمشاركة في رحلة "سبيس إكس" في فبراير/ شباط 2021 ليحظى بفرصة الفوز بالجائزة. لكن بينما أنفق هيبتشن 600 دولار لشراء التذاكر للفوز بفرصة الذهاب للفضاء، دفع سيمبروسكي 50 دولارًا فقط.
واستقل سيمبروسكي وهو مهندس بيانات بواشنطن الرحلة في سبتمبر/ أيلول 2021 بينما كان هيبشن يشاهدها من شرفة لكبار الشخصيات.
وأمضى الطاقم ثلاثة أيام وهو يدور حول الأرض على ارتفاع غير معتاد يبلغ 357 ميلا، أعلى بـ100 ميل من محطة الفضاء الدولية. وكانت الكبسولة التي كانوا على متنها تدور حول الأرض مرة كل 90 دقيقة بسرعة تزيد عن 17000 ميل في الساعة.
الحد الأقصى للوزن شكل عائقًا
وكان هيبتشن وهو نفسه طيار، يعاني من زيادة الوزن، حيث لا يمكن أن يشارك في الرحلة. وبلغ وزن هيبتشن 150 كلغ، وبذلك تجاوز حد وزن الراكب الفردي البالغ 113 كلغ.
ويحاول هيبتشن أن يتخطى واقعة فقدان الرحلة. وقال: "إنه يؤلم كثيرًا". وأضاف: "أنا محبط بجنون. لكن هذا ما هو عليه الأمر".
وشارك الطيار قصته في أول زيارة له إلى مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا. وأوضح أنه ربما كان أقل من خمسين شخصًا يعرفون أنه الفائز الحقيقي في المسابقة. وقال: "لقد كان عرضهم، ولم أرغب في تشتيت الانتباه كثيرًا عما كانوا يفعلونه".
وبصفته طيارًا ومهندسًا في مجال الطيران، قال هيبشن: "إنه كان يعلم أن الحد الأقصى للوزن يمثل مشكلة تتعلق بالسلامة بالنسبة للمقاعد، ولا يمكن تجاوزه".
وقال: "كنت أحاول معرفة كيف يمكنني إنقاص 80 رطلاً في ستة أشهر، وهو ما أعني أنه ممكن، لكنه ليس أكثر الأشياء الصحية في العالم". وبدلا من ذلك، سُمح له باختيار بديل فاختار إهداءه لصديقه.
انطلاق سياحة الفضاء
وجاء ذلك في الوقت الذي انطلقت فيه سياحة الفضاء الخاصة بشكل كبير العام الماضي. ففي الصيف، طار الملياردير ريتشارد برانسون رئيس مجموعة "فيرجين غالاكتيك" محققًا حلمًا لطالما راوده.
وتبعه جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، وثاني أغنى رجل في العالم، بعد أسبوع برحلة استغرقت 11 دقيقة إلى الفضاء على متن صاروخ "بلو أوريجين".
ورغم أن الفضاء ملك للجميع، لا تتاح هذه الرحلات إلاّ للأثرياء حاليًا، ما يطرح تساؤلات عن آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ما هي الرحلات المتوجهة إلى الفضاء؟
ويتحضر عدد من الركاب للانطلاق في رحلات سياحية إلى الفضاء. وتعد شركات "سبيس إكس" لإيلون ماسك، و"بلو أوريجين" لجيف بيزوس و"فيرجين غالاكتيك" لريتشارد برانسون الشركات الثلاث الرئيسية في قطاع رحلات الفضاء الترفيهية.
وقد اشترى حوالي 600 شخص تذاكر لرحلات الفضاء مع "فيرجن غالاكتيك"، فيما سُجلت آلاف الأسماء على قائمة الانتظار. وتتراوح تكلفة التذكرة بين 200 و250 ألف دولار. ومن المقرر انطلاق الرحلات ابتداء من عام 2022.
هل تعد بداية لقطاع سياحي جديد؟
في هذا السياق، رأى الباحث في الاقتصاد الاجتماعي، رشيد أوراز أنه لا يمكن للبشرية أن تقتل أي أمل في التقدم والتطور، في ظل الأزمات التي يعيشها كوكبنا.
وقال في حديث إلى "العربي" من الرباط: "إن المليارديرات الذين يتنافسون لغزو الفضاء هم مخترعون بنوا ثرواتهم من الاستثمار في التكنولوجيا".
وحول الأثر البيئي السلبي لرحلات الفضاء، اعتبر أوراز أن الوعي البيئي والمخاوف البيئية لطالما ارتبطت بالتقدم التكنولوجي.
وأشار إلى أن الوعي البيئي موجود حيث تذهب أجزاء من ثروات الأثرياء لصناعات صديقة للبيئة. وقال: "يجب ألا نوقف قطاع سياحة الفضاء الذي يعطي أملًا كبيرًا للحضارة البشرية".