بين السيطرة والاستخدام الفعلي.. المخاوف تتصاعد من "حرب نووية"
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الأحد، أن روسيا قد تستخدم أسلحة كيماوية في هجومها العسكري على أوكرانيا، مشيرًا إلى أن خطوة كهذه ستكون "جريمة حرب".
تزامنًا، أبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أن روسيا تعتزم السيطرة على نحو كامل ودائم على محطة "زابوريجيا" للطاقة النووية.
ومنذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا، لا ينفكّ المدير العام للوكالة الدولية يحذّر من مخاطر الحرب الدائرة في أوكرانيا. وهذه أول حرب يشهدها بلد في العالم لديه مثل هذا البرنامج النووي الكبير.
استخدام الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا
وفي مقابلة نشرتها صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية، قال ستولتنبرغ: "سمعنا في الأيام القليلة الماضية مزاعم سخيفة بشأن معامل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية"، مضيفًا أن الكرملين يخترع "ذرائع كاذبة لتبرير ما لا يمكن تبريره".
كما نسبت الصحيفة إلى ستولتنبرغ قوله: "الآن وبعد تقديم هذه الادعاءات الكاذبة، علينا أن نتحلى باليقظة لأن من الممكن أن تخطط روسيا نفسها لعمليات بأسلحة كيماوية في ظل هذا التلفيق للأكاذيب. ستكون هذه جريمة حرب".
وأردف أنه على الرغم من أن الشعب الأوكراني يقاوم الهجوم الروسي بشجاعة، فإن من المرجح أن تجلب الأيام المقبلة المزيد من الصعوبات.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حذّر أيضًا من أن روسيا "ستدفع ثمنًا باهظًا إذا استخدمت أسلحة كيميائية" في أوكرانيا، بعد أن ذكر البيت الأبيض أن هناك "مؤشرات قوية" على أن روسيا ترتكب "جرائم حرب" في هجومها على أوكرانيا.
كذلك قال مراسل "العربي" في لفيف: إن الجهاز المخابرات الأوكراني تحدث عن إمكانية استعمال روسيا لأسلحة محظورة أو حتى إشعال النيران في الغابات من خلال استعمال متفجّرات مشعّة.
السيطرة الروسية على محطة "زابوريجيا"
من جهة ثانية، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس السبت، أن أوكرانيا أبلغتها بأن روسيا تعتزم السيطرة على نحو كامل ودائم على محطة "زابوريجيا" للطاقة النووية، وهي أكبر محطة في أوروبا.
ورغم نفي روسيا لهذه المزاعم في وقت لاحق، إلا أن الوكالة ذكرت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أن "رئيس شركة إنيرجواتوم التي تشغل محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، بيترو كوتين قال في خطاب للمدير العام للوكالة: إن نحو 400 جندي روسي موجودون بشكل دائم في موقع زابوريجيا".
بدورها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن شركة "روساتوم" الروسية للطاقة النووية، أمس السبت، أن طاقمين أوكرانيين يقومان بإدارة وتشغيل محطتي "تشرنوبيل" و"زابوريجيا" النوويتين الخاضعتين الآن لسيطرة قوات روسية.
وكانت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية قد كشفت يوم الجمعة الفائت، أن العاملين في محطة "زابوريجيا"، يتعرضون لضغوط نفسية قوية من الروس الموجودين.
يذكر أن الدبابات الروسية قصفت يوم الرابع من مارس/ آذار محطة "زابوروجيا" ما تسبب بحريق وأثار خشية من حدوث كارثة.
وتضمّ المحطة التي افتُتحت عام 1985، ست مفاعلات VVER-1000 ذات تصميم سوفيتي، وتتمتع بقدرة تقارب ستة آلاف ميغاواط تكفي لتأمين التيار الكهربائي لنحو أربعة ملايين منزل.
وفي الأوقات العادية، تنتج المحطة خُمس التيار الكهربائي في أوكرانيا ونحو نصف الطاقة النووية.
سلوك الناتو "اتسم بالعقلانية"
ويرى أستاذ الدبلوماسية والدراسات الدفاعية إبراهيم السعيدي أنّ سلوك الناتو في حرب أوكرانيا اتسم بالعقلانية، رغم المشهد "الفوضوي" الذي تنطوي عليه الحرب.
ويشير في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أنّ الحلف الأطلسي يدرك جيّدًا أنّ الدخول إلى هذه الحرب معناه دفع روسيا إلى خيارات يمكن أن تكون صعبة والدخول في مواجهة وحرب نووية، ولا سيما أنّ روسيا وضعت في إستراتيجيتها أن تضع قواتها النووية في حالة تأهب.
ويشدّد على أنّ الولايات المتحدة والحلف الأطلسي ليس من مصلحتهما الدخول بحرب بشكل مباشر لأن ذلك معناه ترسيم الصراع والحرب مع روسيا، كما أنّ الناتو لا يريد نقل الحرب من أوكرانيا إلى دول أخرى في أوروبا الوسطى وأوروبا الغربية.