الإثنين 6 مايو / مايو 2024

بعد تعرضها لـ"تهديد روسي".. إدانة دولية لاستهداف محطة زابوريجيا النووية

بعد تعرضها لـ"تهديد روسي".. إدانة دولية لاستهداف محطة زابوريجيا النووية

Changed

مراسل "العربي" يعلق على تقديم السلطات الروسية روايتها الرسمية بشأن حادثة محطة زابوريجيا الأوكرانية (الصورة: غيتي)
أكدت شركة "إنيرهواتوم" المشغلة لمحطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، أنه لم يتم تسجيل تغييرات في مستويات الإشعاع إثر اندلاع حريق بعد هجوم روسي عليها.

أبدى المجتمع الدولي تخوفًا كبيرًا بعد أن أصاب مقذوف مبنى قريبًا من موقع منشأة زابوريجيا النووية في أوكراينا، التي تعدّ الأكبر في أوروبا، الليلة الماضية، ما حدا لتضافر الجهود الدولية عبر عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث تداعيات وصول التهديد إلى المنشأة، الواقعة في بلد يتعرض لهجوم روسي منذ تسعة أيام، وشهد كارثة مفاعل تشرنوبل النووي عام 1986، موقعًا مئات القتلى آنذاك.

وأعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن -دعت إليها بريطانيا لمناقشة الوضع في محطة زابوريجيا- عن "القلق العميق" إزاء تصاعد القتال في أوكرانيا، خاصة الاشتباكات التي دارت حول المحطة.

ومفاعلات زابوريجيا هي من نوع مفاعلات الماء المضغوط، التي تعدّ من بين الأكثر أمانًا، كما تعد المحطة الأكبر بين أربع محطات للطاقة النووية في أوكرانيا، والتي توفر معًا حوالي نصف الكهرباء في البلاد.

وفي كلمة لوكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو، أكدت عبور أكثر من مليون أوكراني، لحدود بلدهم.

وأضافت أن غوتيريش "تابع بقلق بالغ التقارير التي تتحدث عن قتال عنيف حول محطة زابورجيا، ونتفهم أن الحريق أثّر على منشأة تدريب وليس على نظام التبريد أو مركز الطاقة".

وتقع منشأة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا على نهر دنيبر، على بُعد نحو 525 كيلومترًا جنوب تشرنوبيل، حيث وقع أسوأ حادث نووي في التاريخ عام 1986.

وتضم محطة زابوريجيا التي بُنيت عام 1985، حين كانت أوكرانيا لا تزال جزءًا من الاتحاد السوفييتي السابق، ستة مفاعلات نووية وتوفّر جزءًا كبيرًا من احتياجات البلاد من الكهرباء.

لا تغييرات في مستويات الإشعاع

وفي وقت سابق الجمعة، أكدت شركة "إنيرهواتوم" المشغلة للمحطة النووية الأوكرانية، أنه لم يتم تسجيل تغييرات في مستويات الإشعاع إثر اندلاع حريق بعد هجوم روسي عليها، فيما قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، إن المبنى الذي أصابته قذيفة روسية "لم يكن جزءًا من المفاعل النووي".

وفي هذا السياق، أكدت اليوم مسؤولة أمريكية كبيرة في مجال الطاقة النووية، أن الولايات المتحدة لم تر أي دليل على أن روسيا هاجمت المفاعلات ذاتها في محطة للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا يوم الخميس، مشيرة إلى أن أسلحة صغيرة فيما يبدو استخدمت في القتال.

ووصفت ديكارلو العمليات العسكرية حول المواقع النووية وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية، بأنها "عديمة المسؤولية إلى حد كبير"، داعية إلى ضرورة عمل جميع الأطراف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء إطار مناسب يضمن التشغيل الآمن والموثوق لمحطات الطاقة النووية في أوكرانيا".

كما طالبت المسؤولة الأممية، بإقامة ممر عاجل وآمن لموظفي الوكالة، إذا احتاجوا إلى السفر لأوكرانيا.

"نجا العالم بصعوبة"

من جهتها، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "بفضل الله، نجا العالم بصعوبة الليلة الماضية، من وقوع كارثة نووية في أوكرانيا".

وطالبت غرينفيلد خلال الجلسة ذاتها، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بـ"إيقاف هذا الجنون فورًا".

وأضافت: "كخطوة أولى، ندعو روسيا إلى سحب قواتها من المحطة للسماح بالمعالجة الطبية للأفراد المصابين، وضمان وصول المشغلين بشكل كامل إلى الموقع وإجراء تغييرات نوبات العمل لضمان استمرار التشغيل الآمن للمحطة".

وخاطبت غرينفيلد مندوب روسيا الأممي فاسيلي نيبيزيا قائلة: "هذا المجلس يحتاج إلى إجابات، نريد أن نسمعك تقول إن هذا لن يحدث مرة أخرى".

وفي كلمته خلال الجلسة، نفى نيبيزيا قصف القوات الروسية لمحطة زابورجيا، متهما من سمّاهم "القوميين الأوكرانيين" بإضرام النار في مرفق للتدريب قرب المنشأة النووية.

كما اتهم السلطات في أوكرانيا "بمحاولة خلق هيستيريا مصطنعة حول ما يحدث".

وخاطب نيبيزيا أعضاء المجلس، قائلًا إن "القوميين الأوكرانيين استولوا على مركبات للأمم المتحدة في أوكرانيا، ونريد شرحا لذلك من المسؤولين الأمميين".

عمل المحطة "يسير بشكل طبيعي"

كما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على لسان المدير العام للوكالة، رافائيل ماريانو غروسي، اليوم الجمعة، خلال جلسة مجلس الأمن، أن العمل بمحطة زابورجيا النووية في أوكرانيا "يسير بشكل طبيعي"، إثر تعرضها لهجوم روسي فجر اليوم.

وأضاف: "تشغيل المحطة متواصل، ونعتبر من الناحية الفنية أن العمل بها مستمر بشكل طبيعي الآن"، واستدرك: "رغم أنه لا يمكن أن يكون الوضع طبيعيًا مع وجود قوات عسكرية".

وكانت القوات الروسية قد استولت على المحطة وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا اليوم في قتال عنيف بجنوب شرق أوكرانيا، مما أثار قلقًا عالميًا، لكن حريقا هائلًا اندلع في مبنى تدريب قريب من المحطة تم إخماده.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close