تودع فرنسا واحدًا من ألمع نجوم السينما في البلاد، اليوم السبت، في مأتم خاص، وهو الممثل جان لوي ترينتينيان الذي أعلنت زوجته السابقة وفاته أمس الجمعة عن 91 عامًا.
ترينتينيان الذي بدأت مسيرته الفنية في الوقت نفسه مع بريجيت باردو عام 1956 بفيلم آند جود كرييتد وومان (ثم خلق الله المرأة)، نال جائزة أحسن ممثل في مهرجان كان عام 1969 عن دوره في فيلم "زد" للمخرج كوستا غافراس، كما نال جائزة سيزار لأحسن ممثل عن دوره في فيلم آمور (الحب) لمايكل هانيكه عام 2013.
One of the greatest departs. RIP Jean-Louis Trintignant. pic.twitter.com/hF6z7abuep
— Distracted Film (@distractedfilm) June 17, 2022
وكان ترينتينيان أحد الممثلين الرواد في حركة "الموجة الجديدة" في السينما الفرنسية إلى جانب جان بيير لو، وجان بول بلموندو. كما شارك بالتمثيل في أكثر من 130 فيلمًا من بينها فيلم رجل وامرأة الذي نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1966.
وقالت زوجته السابقة نادين ترينتينيان لتلفزيون بي.إف.إم: "كان إنسانًا استثنائيًا".
"الموهبة الكبيرة"
وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على نبأ وفاة ترينتينيان عبر تغريدة له، واصفًا الممثل الراحل بـ"الموهبة الفنية الكبيرة". وقال: إن ترانتينيان "رافق حياتنا إلى حدّ من خلال السينما الفرنسية"، معتبرًا أنها "صفحة تطوى".
Avec sa beauté sage et son jeu sobre, sa voix grave et ses pudeurs, Jean-Louis Trintignant donnait à tous ses rôles la profondeur d’une énigme. Cet immense acteur qui durant des décennies au théâtre et au cinéma portait avec lui sa nostalgie nous laisse ce soir tristes et seuls. pic.twitter.com/8eISrnn92W
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) June 17, 2022
ويعود آخر ظهور للراحل على الشاشة الكبيرة إلى عام 2019 في "أجمل سنوات حياة" إلى جانب شريكته أنوك إيميه والمخرج كلود لولوش.
ولعب ترينتينيان في فيلم Z واحدًا من أهم أدواره على الإطلاق، وهو يعتبر أحد أهم الأفلام السياسية العالمية، إلى جانب كل من الراحل إيف مونتان وإيرين باباس التي لعبت دوري "هند" في فيلم الرسالة للمخرج السوري مصطفى العقاد، وكذلك شاركت في فيلم "عمر المختار" للمخرج نفسه.
وتعرض ترينتينيان في حياته لصدمة شديدة جراء وفاة ابنته الممثلة ماري عام 2003 متأثرة باعتداء بالضرب المبرح من شريكها المغني برتران كانتا. لتترك هذه الفاجعة جرحًا عميقًا في نفس الممثل الراحل لم يتجاوزه أبدًا.
واستحق الفيلم جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي عام 1969، وهو يحكي الأحداث التي سبقت الانقلاب العسكري في اليونان عام 1967، والذي أدى إلى سيطرة الجيش على السلطة، ويعد أبرز الأفلام التي تفضح الاغتيال السياسي الممنهج داخل الأنظمة البوليسية.