الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

قبل شهر من الانتخابات الألمانية.. الغموض ما يزال مسيطرًا

قبل شهر من الانتخابات الألمانية.. الغموض ما يزال مسيطرًا

Changed

ميركل
لم يتمكن إلى الآن أي مرشح لخلافة ميركل من إقناع 62 مليون ألماني سيدلون بأصواتهم في 26 من الشهر القادم (غيتي)
لا تبدو واضحة إلى اليوم معالم الشخصية التي ستنجح في خلافة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عبر الانتخابات التي ستجري بعد شهر.

تتجه ألمانيا المعروفة باستقرارها نحو مستقبل غير مؤكد بتاتًا، قبل شهر واحد من انتخابات ستطوي صفحة عهد أنغيلا ميركل وقد يفوز فيها الاشتراكيون-الديمقراطيون.

ومهما كانت نتيجة الانتخابات، فإن أكبر اقتصاد في أوروبا يستعد لأشهر مضطربة من المفاوضات المعقدة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، مع عدد كبير من الخيارات المحتملة بسبب عدم وجود حزب واحد بارز بشكل واضح.

ويبدو أن أيًا من المرشحين لخلافة المستشارة التي تتولى السلطة منذ 16 عامًا، لم يتمكن من إقناع 62 مليون ألماني سيدلون بأصواتهم في 26 سبتمبر/ أيلول.

ولو أن ميركل ترشحت لولاية خامسة عن 67 عامًا، ستكون لدى المستشارة التي ما زالت شعبيتها في أوجها، كل الفرص لإعادة انتخابها. لكنها قررت أن تسلم الشعلة، دون الإعداد لخلافتها مكتفية بتقديم دعمها بالحدّ الأدنى لمعسكرها المحافظ.

وكانت ميركل قد أعلنت السبت دعمًا قويًا لرئيس حزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت الذي يواجه صعوبات كبيرة قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية، وأعربت عن "قناعة تامة" في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية. وأثنت خلال مشاركتها للمرة الأولى في الحملة الانتخابية، على الصفات الإنسانية للاشيت القادر على "بناء الجسور بين الناس".

صراع انتخابي غير محسوم 

وفي سابقة منذ عام 2006، تخطى الاشتراكيون الديمقراطيون لاشيت والمحافظين في استطلاع للرأي نشر الثلاثاء. ومع حصولهم على 22% من نوايا الأصوات، سجّل المحافظون أسوأ نتيجة لهم منذ عام 1984، بعدما حصلوا على 33% من الأصوات في انتخابات عام 2017.

وانتخب لاشيت (60 عامًا) على رأس الاتحاد المسيحي الديمقراطي في يناير/ كانون الثاني الماضي. وواجه هذا الوسطي الذي لا يحظى بشعبية صعوبات جمة في فرض نفسه في مواجهة منافسه البافاري ماركوس سودر لقيادة قائمة الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي الديمقراطي.

وكان بإمكان زعيم ولاية شمال الراين-وستفاليا تحسين موقعه خلال الصيف من خلال الوقوف بجانب ضحايا الفيضانات المميتة التي ضربت غرب ألمانيا ومنطقته خصوصًا. لكن، بخلاف الديمقراطي الاشتراكي غيرهارد شرودر الذي تمكن من الفوز بالمستشارية عام 2002 بعد إظهار تعاطفه مع ضحايا فيضانات صيفية، تراجعت شعبية لاشيت أكثر. فقد ظهر في صور يضحك خلال خطاب ألقاه الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عقب الفيضانات التي اجتاحت جزءًا من ألمانيا في يوليو/ تموز دعم فيه عائلات الضحايا والمتضررين.

كما تعرض لاشيت لانتقادات خلال زيارات ميدانية لمتضررين من الكارثة كانوا يشتكون من بطء المساعدات العامة، وبادره أحدهم بالقول: "ستدفع الثمن في الانتخابات".

خطة بسيطة

ورأى سودر أن المحافظين الذين يمسكون بزمام السلطة منذ 16 عامًا يواجهون "أصعب انتخابات منذ عام 1998"، عندما هزم شرودر هلموت كول.

كذلك، لاحظ العديد من المحللين أن لاشيت ارتكب أيضًا خطأ تكتيكيًا بتوجيه معظم هجماته النارية إلى مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك.

وفي الأشهر الأخيرة، استفاد لاشيت من تراجع التأييد لحزب الخضر الذي تضرّرت حملته الانتخابية بعدما بدأها بزخم، بسبب هفوات ارتكبتها زعيمته أنالينا بيربوك (40 عامًا) التي كانت المرشحة الأبرز لخلافة ميركل. فقد تلاشت الجاذبية القوية التي تمتعت بها في البداية إلى حد كبير بعد اتهامات بالسرقة الأدبية، على غرار لاشيت، وتضخيم سيرتها الذاتية.

كذلك، ارتكبت الرئيسة المشاركة لحزب الخضر خطأ ثانيًا يتمثل في عدم إعلامها البوندستاغ (مجلس النواب) بمكافآت معفاة من الضرائب دفعها لها حزبها.

أما وزير المال أولاف شولتز، زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين، فلا يتمتع بشخصية كاريزمية، لكن هذا المسؤول المنتخب المحنك البالغ 60 عامًا، قام حتى الآن بمسار خال من الأخطاء.

واستفاد شولتز من الوباء بخروجه عن النهج الألماني الصارم بشأن الميزانية وتخصيص مئات المليارات من اليورو لدعم الاقتصاد. وهو في طريقه إلى النجاح مع "خطة بسيطة"، بحسب صحيفة "دير شبيغل" الأسبوعية التي كتبت أنه قد يتم انتخابه كونه الشخص "الأكثر شبهًا للمستشارة".

ولو أن الناخبين يصوتون بشكل مباشر للمستشار، لكان شولتز الذي أعطى الحزب اتجاهه الوسطي، حصل على 41% من الأصوات، متقدّمًا بفارق كبير على لاشيت (16 في المئة) وبيربوك (12 في المئة)، وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته المحطة العامة "إيه آر دي".

لكن أعضاء البوندستاغ هم الذين ينتخبون رئيس الحكومة بعد الاقتراع، في نهاية مفاوضات ائتلاف يبدو أنها ستكون معقدة. وسبق أن استمرت المفاوضات التي أعقبت انتخابات عام 2017 عدة أشهر قبل التوصل إلى اتفاق.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close